ليبيا... نساء تطلقن مبادرات لإغاثة المتضررين من الفيضانات

لم تقتصر تقديم يد المساعدة والعون للمتضررين جراء الفيضان الذي نجم عن إعصار "دانيال" الذي ضرب ليبيا، على فرق الإنقاذ والمنظمات المعنية فقط، بل اجتمعت النساء من مدن مختلفة وأطلقن مبادرات إغاثية عدة لتوفير احتياجات الناجين/ات.

هندية العشيبي

بنغازي ـ في الوقت الذي تعمل فيه فرق الإنقاذ المحلية والدولية على البحث عن ناجين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة والمتضررة إثر إعصار "دانيال" الذي ضرب شرق ليبيا قبل أيام، انطلقت عدة مبادرات نسائية من قبل ناشطات وحقوقيات وإعلاميات لتوفير احتياجات النساء الناجيات من السيول والفيضانات.

دعت مجموعة من النساء في كل من مدن بنغازي وطرابلس وسبها ومصراتة، الأهالي للتبرع والمشاركة في الحملات الإغاثية التي أطلقنها لمساعدة المتضررين من إعصار "دانيال" الذي ضرب شرق ليبيا في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، مصحوباً بأمطار غزيرة فتسبب بانهيار سدين في أعلى مدينة درنة، مما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة لتجرف معها كل ما في طريقها من أبنية وجسور وطرق، موقعاً آلاف القتلى.

تقول الناشطة الحقوقية راوية الجازوي رئيسة مبادرة "إنقاذ" النسائية التي أطلقتها عدة ناشطات في مدينة بنغازي بالتعاون مع جهات مدنية ومؤسسات خاصة وعامة، لتقديم المساعدة للمتضررين من الفيضانات أن "ما حدث في مدن الشرق الليبي وخاصة درنة كارثة إنسانية لم نشهد مثلها من قبل، لقد تسبب في ألم كبير لدى الشعب الليبي الذي التئم ووحد صفه لمواجهة هذه الكارثة الطبيعية، من خلال المشاركة في عمليات البحث عن ناجين وإنقاذهم والمساهمة في حملات الإغاثة والتطوع مع الفرق المحلية والدولية لتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين جراء الفيضانات".

وأوضحت أن العشرات من النساء والفتيات شاركن في مبادرة "إنقاذ"، حيث عملن على شراء المستلزمات الضرورية، وجمعن التبرعات العينية والمادية خلال الأيام الماضية، لافتةً إلى أنه حتى الأطفال شاركوا في حملة الإغاثة الهادفة لتقديم المساعدة للأهالي في المناطق المنكوبة.

ولفتت إلى أن التبرعات العينية والمادية التي تم جمعها سيتم إيصالها وتسليمها إلى الهلال الأحمر في مدينة البيضاء، ليتولى الأخير مهمة توزيع ما تم جمعه من أغطية ومفروشات وملابس وأحذية بالإضافة للمستلزمات الطبية والأدوية وحليب الأطفال، على الأسر التي نجت من الفيضان ونزحت إلى المدن التي لم يصلها الفيضان.

وأثنت راوية الجازوي على دور فرق الإنقاذ المحلية والدولية التي لا تزال تواصل عملها رغم تضاءل فرص العثور على ناجين مع مرور حوالي أسبوع على الكارثة الطبيعية، مشيرةً إلى أن مناطق عدة تضررت وجُرفت بالكامل مع الفيضان منها منطقة الوردية التي مُسحت تماماً هي وبيوتها وسكانها وانجرفت للبحر.

 

 

ودعت الأهالي في المدن التي لم تتضرر جراء الفيضان، إلى تقديم المساعدة الفورية للمناطق المنكوبة، لافتةً إلى أن الأهالي والمؤسسات والجمعيات الأهلية سارعت لتقديم المساعدة بمختلف أشكالها، فمنهم من عرضوا منازلهم وشققهم السكنية لإيواء النازحين من المناطق التي تضررت، وهناك من تبرع بالمال والمواد الغذائية والإغاثية والوقود ومولدات الكهرباء والجرافات والسيارات والشاحنات.

وتسببت السيول التي ضربت شرق ليبيا في مقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، بالإضافة إلى تدمر البنية التحتية خاصة في مدينة درنة، التي لا تزال معزولة بسبب الدمار الذي لحق بالطرقات الموصلة إليها بشكل يجعل من الصعب وصول فرق الإنقاذ والإمدادات الإنسانية، كما انقطعت الاتصالات والكهرباء بشكل كلي عن المدينة.

وكان قد أكد الهلال الأحمر الليبي، أن إخلاء مدينة درنة يبقى "خياراً وارداً" ويعتمد على الوضع الصحي فيها، بعد إعلان حالة الطوارئ لمدة عام في المناطق المتضررة جراء السيول والفيضانات تحسباً لمنع تفشي أي مرض.