هندية العشيبي

بنغازي ـ بدأت البلديات في ليبيا باستقبال المتضررين من الإعصار الذي ضرب شرق البلاد منذ عدة أيام لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم للخطر، وقدمت لهم مساعدات إنسانية لمساعدة الناجيات من الاعصار.

احتضنت مدينة بنغازي وغيرها من المدن الليبية العائلات النازحة والمتضررة من الفيضانات والسيول التي تسبب بها إعصار "دانيال" الذي اجتاح البلاد منذ عدة أيام وراح ضحيتها 11300شخص وفقاً للتقديرات فيما تتواصل فرق الانقاذ البحث المحلية والدولية جهودها لإخراج الناجين من تحت الانقاض حيث استطاعت هذه الفرق انقاذ أكثر من 300 شخص خلال 24 ساعة الماضية في مدينة درنة.

وبدأت البلديات في تجهيز أماكن لاستقبال العائلات، وتخصيص عدد من الفنادق والشقق السكنية والمدارس لإيوائها، كما خصص عدد من الاهالي منازلهم ومزارعهم لاستقبال الأسر النازحة ومساعدتها، بينما خصصت وزارة التربية والتعليم بالحكومة الليبية 18 مدرسة في بنغازي وضواحيها لاستقبال وايواء العائلات النازحة من مدن الشرق الليبي، من درنة، البياضة، سوسة، وشحات وغيرها للبحث عن مناطق أمنة للجوء إليها والابتعاد عن   المناطق المتضررة، فيما توجه البعض الآخر للمدن الكبيرة كبنغازي، طرابلس والبيضاء.

وأكد الناطق باسم الهيئة الليبية للإغاثة والمساعدات الإنسانية أن حوالي 238عائلة نازحة من داخل بنغازي وخارجها تم استقبالهم وايوائهم داخل المدراس التي خصصتها وزارة التعليم، بواقع 26 أسرة في كل مدرسة.

فيما اعتمدت الهيئة على اختيار المدارس التي تبعد عن مناطق المتضررة والبعيدة من سريان الاودية والسواحل الشمالية للبلاد، لضمان سلامة العائلات وعدم تعرضهم للخطر خلال فترة وجودهم  في هذه المدارس.

ونظمت عدة مؤسسات خيرية ومدنية داخل مدينة بنغازي وخارجها حملات لجمع التبرعات العينية لمساعدة الأسر النازحة داخل المدراس، حيث قامت بتوزيع الأغطية والمستلزمات الطبية، مواد التنظيف، الأغذية على هذه الأسر التي بلغ عدد أفرادها 2020 فرد، بالتزامن مع هبوط عدة طائرات تحمل معونات ومساعدات دولية من مصر، تونس، الجزائر، والامارات وغيرها، لمساعدة الشعب الليبي في أزمته.

 ودعت حملة "فزعة حواء" لتوفير حقائب نسائية للنساء، تتضمن معدات وأدوات ومتطلبات نسائية وقطن نسائي ومواد تنظيف نسائية، وقالت دينا الفزاني إحدى المسؤولات إن "هذه الحملة مخصصة للنساء واحتياجاتهم، وفرت لهم حقائب نسائية خاصة للناجيات من الفيضانات تحوي مستلزمات طبية  وملابس واحذية وادوية".

وأشارت إلى أن الهدف من هذه الحملة هو توجيه العناية والاهتمام بالنساء اللواتي تعجزن عن طلب مثل هذه الاحتياجات، خاصةً أن أغلب الحملات وقوافل الاغاثة التي اتجهت للشرق الليبي تضمن أغذية، ومفروشات، ومعدات طبية فقط، مشيرةً إلى أنه سيتم تسليم المجموعة الأولى من الحقائب خلال الأيام المقبلة لفروع الهلال الأحمر الليبي، ليتم توزيعها فيما بعد على النساء الناجيات في المناطق المتضررة، خاصةً في مدينة درنة والمخيلي، شحات، والبيضاء وغيرها من المدن والمناطق.

 ولا يزال أعداد  ضحايا الإعصار في ارتفاع ولم تكشف بعد عن الحصيلة النهائية خاصةً في مدينة درنة التي كانت من أكثر المدن تضرراً، حيث جرفت السيول أكثر من خمسة أحياء بسكانها الى البحر.