'على نساء سوريا التمسك بحقوقهن بعد سنوات من الحرب دفعن خلالها ثمناً باهظاً'

أكدت نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة لسوريا نجاة رشدي، على أن النساء السوريات قادرات ومناضلات، مشددةً على أهمية إشراكهن في المفاوضات وضرورة دعم القيادات النسائية الشابة.

مركز الأخبار ـ بالرغم من وجود تحديات تواجه المرأة إلا أنها لعبت دوراً أساسياً في تعزيز التماسك الاجتماعي، وصمدت بقوة في الأزمة السورية التي استمرت لأكثر من 13 عشر عاماً.

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة عبر فيديو من العاصمة السورية دمشق، أثنت نائبة الممثل الخاص للأمم المتحدة لسوريا نجاة رشدي أمس الخميس السادس من آذار/مارس، بشجاعة وصمود المرأة السورية حتى في ذروة الصراع والأزمة، بالإضافة إلى دورهن المهم في مختلف المجالات وتعزيز تماسك المجتمع، مشددةً على ضرورة تمسك النساء بحقوقهن، والاستثمار في تمكينهن لتعبر المرأة السورية من حالة الصمود لحالة النهوض في سوريا.

وأشارت إلى الفرص والتحديات التي تواجه البلاد في الوقت الراهن، مطالبة بمشاركة النساء في كل العمليات وجميع مراكز صنع القرار وأن يكون لهن صوت ومقعد في المفاوضات من أجل معالجة تلك التحديات "من الضروري إدماج وجهات نظر النساء في النقاشات السياسية وضمان أن تأخذ القوانين بعد النوع الاجتماعي بعين الاعتبار".

وأكدت على أن تعزيز دعم القيادات النسائية وتوسيع فرص بناء قدراتها يساعد في بناء مجتمع متماسك يرتكز على العدالة الاجتماعية، لافتةً إلى أنه لا يزال هناك حاجة لزيادة مشاركة النساء خاصة في الظرف الانتقالي الحالي في البلاد، وفي صنع القرار على المستويين الوطني والدولي وعلى المستوى السياسي في سوريا، بالإضافة إلى زيادة مشاركتهن في بناء بلدهن بالطريقة التي ناضلن من أجلها خلال السنوات الماضية.

وأوضحت أن النساء لعبن دوراً أساسياً في تعزيز التماسك الاجتماعي، منوهةً إلى أن النساء السوريات دفعن ثمناً باهظاً خلال الـ 13 عاماً الماضية، وأن مئات الآلاف من المدنيين لا يزالون مفقودين في سوريا من بينهم نساء.

وعن التحديات التي تواجه السوريات في الوقت الراهن قالت إن النساء التي التقت بهن في عدة مدن سورية، يعتبرن أن هناك محدودية في الوصول إلى مراكز صنع القرار، وهناك تحديات أمنية مهمة بسبب المجموعات المسلحة التي تكون خارج نطاق الدولة، بالإضافة إلى أنه توجد تحديات تخص التماسك الاجتماعي.

وشددت على أهمية وجود تماسك اجتماعي ومحاربة خطاب الكراهية الذي يسبب مناخاً من الرعب ولا يتيح المجال للسلام، مطالبةً النساء بمشاركتهن في كل العمليات ودوائر صنع القرار، ليكون لهن صوت ومقعد في كل طاولات المفاوضات "السوريات قادرات ومناضلات، لذا مشاركتهن مهمة للحوار والتشبيك والتماسك".

وأشارت إلى أن المرأة تشكل نصف أو أكثر من نصف المجتمع، وأنه من المهم أن يتم دمج وجهة نظر النساء السياسية وجندرة القوانين والتشريعات لأنه من المهم أن يكون صوتها متواجداً، مضيفةً أن النساء تتمتعن بقدر كبيرة على عقد مشاورات منتظمة وورش عمل لبناء القدرات الخاصة في المجتمعات المحافظة.

وطالبت كافة النساء والفتيات ألا تتخلين عن حقوقهن، لافتةً إلى أن تعزيز دعم القيادات النسائية الشابة وتوسيع فرص تطوير قدراتهن هو السبيل لبناء مجتمع متماسك يسوده العدالة الاجتماعية.

وقالت إن التعاون الدولي يلعب دوراً مهماً في إدماج المرأة وتعزيز مشاركتها في جميع مستويات الحوكمة، بالإضافة إلى الاستثمار طويل الأمد في المبادرات التي تقودها النساء، بما في ذلك مشاريع ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المبادرات التعليمية وتمكين المرأة "كل ذلك يسهم في تمكين النساء ويعزز دورهن في المجتمع".