'على مدى 31 عاماً كان إرث الشهيدة بيريتان هيفي هو الاستراتيجية الأساسية'

قالت الإدارية في دار المرأة في مقاطعة الفرات سميرة محمد علي، في ذكرى استشهاد المناضلة بيريتان هيفي "المناضلة بيريتان أنارت مستقبلاً جديداً للمرأة ووضعت استراتيجية جديدة لحياة حرة".

برجم جودي

كوباني- كولناز كاراتاش (بيريتان هيفي) أصلها من مدينة ديرسم في شمال كردستان واستشهدت في 25 تشرين الأول/أكتوبر عام 1992. 

في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 1992، بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني، جنباً إلى جنب في خطة مشتركة مع الدولة التركية والولايات المتحدة، لشن هجوم لتدمير حركة حرية كردستان في مناطق إقليم كردستان، وقاوم مقاتلو حركة الحرية هذا الهجوم على أعلى المستويات.

المقاتلة بيريتان هيفي، التي كانت على جبهة خاكورك، قامت بحماية رفاقها وانفصلت عنهم وبقيت وحيدة، وفي 25 تشرين الأول/أكتوبر، استولت قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني على التل الذي كانت تتمركز فيه المناضلة بيريتان وطلبت منها الاستسلام، ورفضت المقاتلة طلبهم واعتبرت إن الاستسلام خيانة فقامت بكسر سلاحها ورمي نفسها من فوق الصخور.

وبذلك أصبحت بيريتان هيفي كقائدة ورمز للمرأة المقاتلة والتمرد ضد الخيانة، والتي يستمر إرثها حتى يومنا هذا، وبمناسبة الذكرى الـ 31 لاستشهاد كولناز كاراتاش (بيريتان هيفي)، قيمت الإدارية في دار المرأة في مقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا سميرة محمد علي، أهمية وتأثير موقف الشهيدة بيريتان على حركة الحرية والمرأة الكردية.

 

"أنهت خيانة عظيمة بحياتها"

تحدثت سميرة محمد علي عن مقاومة الشهيدة بالقول "الشهيدة بيريتان هي فلسفة وملحمة بالنسبة لنا حيث دافعت في شخصها بكرامة وإرادة وقوة كبيرة عن وجود حقيقة حرية كردستان وخاصة حقوق المرأة، ويمكن للمرء تعريف شخصيتها وموقفها بهذه الكلمات، وفي تلك الفترة كانت حركة حرية كردستان تمر بحرب، واستجابت الشهيدة بيريتان لتلك المرحلة من خلال تطوير أسلوب جديد ضد الخيانة. ولذلك فإن ما قامت به له معنى مختلف في تاريخ كردستان، حيث حددت مصير الحرب، وبصفتها امرأة مقاتلة ومديرة وقائدة، قاومت دعوات الحزب الديمقراطي الكردستاني للاستسلام والخنوع للخيانة، وبإنهاء حياتها، وضعت حداً لخيانة كبيرة وتمكنت من تحديد الطريق الصحيح لآلاف الأشخاص".

 

"أصبحت مصدر نور جديد لرفاقها"

وأوضحت سميرة محمد علي تأثير الشهيدة بيريتان على النساء "ما قامت به الشهيدة بيريتان يعتبر نقطة انطلاق لمرحلة جديدة داخل حركة الحرية، وهذه القضية تنطبق أيضاً على المرأة، وأصبحت المناضلة بيريتان نوراً عظيماً للنساء في الحركة بموقفها وعملها، وأصبحت الشرارة التي من خلالها تستطيع المرأة العودة إلى ذاتها والتعرف على علمها وشغفها ومستوى تأثير موقفها عن قرب، ويرتبط هذا أيضاً بإيديولوجية القائد عبد الله أوجلان، الذي ناضل من أجل ذلك لسنوات للوصول بالنساء إلى هذا المستوى، وتوج مشروعه حول المرأة بالشهيدة بيريتان، وتأكدت بذلك آراؤه وتحليلاته حول واقع المرأة، وتم تطوير الاعتراف بالمرأة في مجال التنظيم ومن الناحية الإنسانية والشخصية، ومن ناحية أخرى، تبين أنه إذا لم تعزز المرأة نفسها في مجال الدفاع عن النفس بقدر تنظيم نفسها سياسياً وتنظيمياً، فإنها لن تكون قوة فعالة في كردستان".

 

"لقد تغيرت المرحلة واتضحت الاستراتيجية"

وتابعت سميرة محمد علي تقييمها، وقالت إن استراتيجية حركة حرية كردستان دخلت مرحلة جديدة مع بيريتان هيفي "حتى العدو رأى أن دائرة الدفاع عن النفس النسائية بدأت مع الشهيدة بيريتان، وتوسعت وأسست أرضية للنساء لاتخاذ خطوات نحو التحول إلى جيش. مع الشهيدة بيريتان، دخلت استراتيجيات المرأة في الدفاع عن النفس والتنظيم والتعليم والإدارة مرحلة جديدة، كما كان لهذا التغيير أثر إيجابي كبير على حركة حرية كردستان ومشاريعها، وبرز في كل عمل ومجال، ولذلك وضحت أمور كثيرة في شخصية الشهيدة بيريتان، حيث وفي البداية أصبحت حركة الحرية تفرق بين الحق والباطل، وبناء على ذلك عادت إلى محور المرأة، وفيما بعد، وكفلسفة تعود جذورها إلى الزرادشتية، تم التفريق بين الأبيض والأسود، وتحول ذلك إلى ضمان السلطة المطلقة للمرأة والحركة، وقد تحققت هذه التطورات بفضل أفكار القائد أوجلان، التي أدت إلى إنشاء جيش المرأة الكردية".

 

"منذ 31 عاماً ونحن نبني مستقبلنا على خطى الشهيدة بيريتان"

واختتمت سميرة محمد علي تقييمها بالقول "أصبحت حرب 1992 وعملية الشهيدة بيريتان أساساً ونهجاً استراتيجياً لنا نحن جميع النساء، لتحديد نوع المستقبل الذي نريده، والأهم هو أن المنظور الذي كان يعتبر المرأة ضعيفة وغير فعالة وغير كفؤة قد انعكس وأصبحت المرأة محور كل النجاحات والإنجازات. النساء اللاتي استطعن تجسيد وجهات نظر القائد أوجلان وأفكاره في شخصيتهن، جعلن نساء حركة الحرية مختلفات عن النساء في الحركات والمنظمات الأخرى حيث لا وجود لهن إلا بالاسم والشكل، إن هذه الإنجازات التي نتحدث عنها هي إرث طويل الأمد حتى يومنا هذا نعتمد عليه في النضال المستمر، ولقد أصبحت عملية الشهيدة بيريتان إرثاً لجميع النساء، وما زال تأثيرها مستمراً حتى اليوم في الشرق الأوسط وفي كافة المجالات الدولية. تم تشكيل وحدات حماية المرأة (YPJ)، والتي تعد واحدة من أكثر الجيوش النسائية فعالية اليوم، على نفس الخطوط والاستراتيجية. إن حركاتنا ومنظماتنا النسائية، التي لعبت دوراً فعالاً في ثورة وإنجازات المرأة، ترتكز على نفس الإرث. لذلك، من واجبنا أن نحافظ ونحيي دائماً شخصياتنا وقياداتنا على هذا المستوى وأن نجعل إرثهم أكبر".