على خلفية تعنيف حَكَمة... تونسيات تطالبن بإنصاف الرياضيات
أعربت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، عن تضامنها مع الحَكَمة درصاف القنواطي أمام ما لحقها من ضرر، مشددة على ضرورة تجريم العنف اللفظي والتمييز الذي تتعرض له النساء في المجال الرياضي.
تونس ـ خلال المقابلة التي جمعت فريق "الترجي الرياضي التونسي" وفريق "النادي الأفريقي"، ليلة السبت 16 آذار/مارس في ملعب رادس الدولي، والتي ساد جوها العام عدة اضطرابات، كما شهدت ضرورة العودة إلى تقنية "التحكيم بمساعدة الفيديو"، لكن الحكمة درصاف القنواطي أعطت قرارها بمواصلة اللعب الأمر الذي عرضها للعنف.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حادثة تعرض الحكمة درصاف القنواطي (وهي أول حكمة عربية تدير مباريات نهائية لكرة القدم ـ رجال) للعنف اللفظي والمعنوي من قبل رئيس جمعية النادي الأفريقي لأن الأولى قررت مواصلة اللعب لتبقى، كغيرها من حوادث العنف المسلط على النساء في الفضاء العام، وصمة عار على جبين مرتكبيها وموجبة للمحاسبة القانونية.
وأصدرت الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، أمس الاثنين 18 آذار/مارس، بياناً أكدت فيه أن العنف في المقابلات الرياضية في تونس والعالم لا يعتبر حدثاً عابراً وهو ليس الأول من نوعه، كما أن العنف الممارس على الَحَكَمة لا تبرير له، ويشكل جزءاً مما تتعرض له النساء في الفضاءات التي هيمنت عليها السلطة الذكورية منذ عقود، إذ لا تزلن تتعرضن لتهديدات متواصلة وتضييقات ونعوات بشعة إضافة إلى جميع أشكال التمييز والعنف القائم على الجنس، والتي لا هدف منها سوى الحط من كرامة النساء وإرغامهن على الخروج كراهيةً من جميع الفضاءات بمبررات واهية.
وطالب البيان بمحاسبة مرتكب العنف ضد درصاف القنواطي وفقاً للقانون 58 لعام 2017، داعياً وزارة الشباب والرياضة إلى تحمل مسؤوليتها أمام انتشار العنف وخطابات الكراهية المعادية لحقوق النساء وتلتزم بضرورة اطلاق حملات توعوية لجميع النوادي التونسية.
وحث البيان كل الجماهير الرياضية إلى النأي عن مثل هذه التصرفات التي من شأنها المس بتاريخ فرق تونسية عريقة والحط من نُبل الرياضة التي هي اليوم فضاء مشترك للجميع على حد سواء.
وأشار إلى أن الجامعات الرياضية في كل الاختصاصات، ملزمة باحترام القوانين وأن تنطلق بشكل فعلي وعاجل على وضع سياسات عمل داخلية تحترم فيها جميع الحقوق وأن تكرس المساواة التامة والفعلية من خلال ميثاق المبادئ الأساسية الذي من شأنه القضاء على أشكال العنف والمضي قدماً بالرياضة في البلاد.
ولفت إلى أن ما ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من أشكال العنف ليس إلا جزءاً بسيطاً من الظاهرة حيث يبقى العنف المسكوت عنه أشد عمقاً، مما يتطلب تجند كافة أطياف المجتمع وكل المؤسسات من أجل القضاء على كافة أشكال العنف والتمييز ضد النساء في كل الفضاءات، بما فيها الفضاءات الرياضية، من أجل بناء مجتمع متساوٍ وضامن لحقوق كافة أفراده على حد سواء.