لتمكين المهندسات وتعزيز دورهن... ندوة حوارية في الرقة
في ظل الظروف الراهنة التي تتعرض لها مناطق إقليم شمال وشرق سوريا من استهداف للبنى التحتية، عقد اتحاد المهندسين ندوة حوارية لتمكين دور المرأة المهندسة ولإعادة البناء والتطوير.
الرقة - أكدت المشاركات في الندوة الحوارية على أهمية دعم المشاريع الحكومية التي تمكن النساء وتوفر فرص عمل لهن وتمكن دورهن في كافة المجالات الهندسية، والمساهمة في تبادل الخبرات والأفكار التي تعزز دورهن.
نظم اتحاد المهندسين في كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي في مقاطعة الرقة، اليوم 26 تشرين الأول/أكتوبر، ندوةً حوارية لتمكين المرأة المهندسة، تحت عنوان "من التحديات إلى الفرص هندسة المستقبل".
وتخللت الندوة محورين تطرق الأول إلى دور المهندسات والصعوبات التي تواجههن في إقليم شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى ضرورة المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات، وبفرص المشاركة في صنع القرارات الاقتصادية والسياسية، فالتحرك نحو تمكين المرأة ليس هدفاً تكنوقراطياً، بل عملية سياسية تتطلب أسلوباً جديداً يحل فيه محل قولبة الجنسين.
وأكدت الندوة على أن تمكين المرأة في الهندسة هو جانب حاسم لتعزيز التنوع في البيئة المبنية تاريخياً "كانت المرأة ممثلة ناقصة في مجال الهندسة، والمبادرات التي تعزز دمجها، تعد ضرورية لخلق قوة عاملة أكثر تنوعاً".
وأشارت إلى أن النساء قدمن في مجال الهندسة مساهمات كبيرة أمثال هيدي لامار التي اخترعت طيف انتشار قفز التردد والذي وضعت الأساس لتقنيات الحديثة، وادا لوفيس التي اشتهرت بعملها على الكمبيوتر الميكانيكي للأغراض العامة، لافتاً إلى أن تمكين المرأة في الهندسة أمراً ضرورياً لتعزيز التنوع في البيئة المبنية، وأنه يمكن تحقيق ذلك من خلال المبادرات والبرامج والسياسات المختلفة التي تدعم التطوير المهني والتقدم للمرأة في هذا المجال، ومن خلال عرض قصص ملهمة لنساء ناجحات في مجال الهندسة.
وتطرق المحور الثاني للمؤامرة الدولية التي نفذت ضد القائد عبد الله أوجلان "إن الاستهداف الأخير للبنى التحتية والمنشئات الحيوية والخدمية في مناطق شمال وشرق سوريا من قبل دولة الاحتلال التركي، ما هي إلا استمرارية للمؤامرة الدولية ووجه آخر لها للقضاء على المشروع الذي طرحه القائد أوجلان، فمن بين أطروحاته إيلاء أهمية للبيئة، وهذا ما يشكل خطر على مصالح الدول الرأسمالية المهيمنة".
وعلى الهامش قالت الرئاسة المشتركة لشعبة المهندسين في الحسكة هيفي حسن "لمشاركة المرأة بهذه الندوات أهمية كبيرة للتعرف على كيفية مواجهة التحديات التي تواجههن".
وعن النقاشات التي دارت في الندوة قالت "كانت المحاور غنية جداً اذ طرحت التحديات والعراقيل التي تواجه عمل المرأة في المجال الهندسي، كما طرح العديد من المقترحات والآراء من قبل الحضور للخروج بتوصيات وحلول للنهوض بواقع يخدم المنطقة ورفع المستوى الثقافي والعلماني للوصول الى مجتمع يسوده الازدهار".
وأشارت إلى أهمية مشاركة مهندسات من كافة المقاطعة في تبادل الخبرات والأفكار التي تعزز دور المرأة وترفع سوية عملها وتطوره في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
وقالت المهندسة هبة الكرو "في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات واستهداف للبنى التحتية جاءت هذه الندوة لتمكين دور المرأة المهندسة، وإعادة الاعمار وتطوير البنى التحتية، كما إن تمكينها يتطلب برامج وسياسات ومناقشات عديدة للخروج بنتائج ملموسة على أرض الواقع".
وعن واقع المرأة المهندسة تقول "نسبة النساء اللواتي تعملن في المجال الهندسي قليل جداً بسبب الصعوبات وقلة فرص العمل، لذا جاءت هذه الندوة لخلق فرص من العدم".