"لن نصمت حتى تتحقق العدالة" مجلس مؤتمر ستار يدين المجزرة التي ارتكبها الاحتلال التركي

أكد مجلس مؤتمر ستار أن الاستهداف المباشر للمدنيين والمرافق الحيوية في إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وإهانة علنية للضمير الإنساني ويعكس ازدواجية مقيتة في المعايير.

مركز الأخبار ـ ارتكب الاحتلال التركي أمس الثلاثاء 28 كانون الثاني/يناير، مجزرة في مدينة صرين جنوب كوباني بمقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا، أسفرت عن مقتل 12 مدني وإصابة 13 آخرين بينهم أطفال.

أصدر مجلس مؤتمر ستار اليوم الأربعاء 29 كانون الثاني/يناير، بياناً أدان فيه هجمات الاحتلال التركي المتواصلة على المدنيين في بلدة صرين جنوب كوباني وريف بلدة زركان في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، جاء فيه "بإدانة شديدة واستنكار لا حدود له، نتابع التصعيد الخطير المتمثل في الهجمات الدموية التي يشنها الاحتلال التركي على بلدة صرين جنوب كوباني، والتي استهدفت بشكل وحشي المدنيين العزل، مخلفةً وراءها عشرات الضحايا من الأطفال والنساء، أن هذه الجريمة البشعة ليست حادثة فردية أو عشوائية، بل تأتي ضمن سلسلة متواصلة من الانتهاكات الممنهجة التي يمارسها الاحتلال التركي ضد الشعب السوري، في تحدٍ صارخ لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، لا سيما القانون الدولي الإنساني".

ولفت البيان إلى أن الاستهداف المباشر للمدنيين، والمرافق الحيوية، والمنازل الآمنة، يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وإهانة علنية للضمير الإنساني، وأن هذه الجرائم تتزامن مع صمت دولي وإقليمي غير مبرر، يعكس ازدواجية مقيتة في المعايير، ويعطي الضوء الأخضر لتركيا للاستمرار في ممارساتها العدوانية دون أي رادع أو مساءلة.

وأكد البيان أن هذه الهجمات ليست مجرد اعتداء على بلدة أو منطقة بعينها، بل هي محاولة لترهيب السكان وتهجيرهم قسراً، بهدف تغيير التركيبة السكانية وفرض سياسات توسعية تخدم أجندات تركيا الاستعمارية، كما أن هذا السلوك العدواني الذي يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لا تحتمل التأجيل "نُذكر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية، بأن صمتهم إزاء هذه الجرائم هو مشاركة ضمنية في تعميق معاناة الأبرياء، وتواطؤ مرفوض أخلاقياً وقانونياً".

وشدد مجلس مؤتمر ستار في بيانه على ضرورة التحرك الدولي العاجل واتخاذ خطوات فورية وملموسة لوقف هجمات الاحتلال التركي وضمان حماية المدنيين وفقاً لما تنص عليه القوانين الدولية، وتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين في بلدة صرين وغيرها من المناطق، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية.

وطالب البيان الدول والمنظمات بفرض عقوبات دولية واتخاذ إجراءات عقابية صارمة ضد الاحتلال التركي، التي لا تزال تواصل سياستها العدوانية دون احترام القوانين الدولية، وتوفير الحماية للمدنيين بضمانات دولية لحماية السكان المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا، ووقف السياسات التي تهدف إلى التهجير القسري والتغيير الديموغرافي.

ووجه مجلس مؤتمر ستار في بيانه نداءً عاجلاً إلى الشعوب الحرة في العالم وإلى المنظمات الحقوقية والضمائر الحية للتحرك والوقوف في وجه هذه الممارسات العدوانية والتي تمثل وصمة عار على جبين الإنسانية "إننا في مؤتمر ستار نقف اليوم مع أهالي بلدة صرين وضحايا هجمات الاحتلال التركي في إقليم شمال وشرق سوريا، ونؤكد لهم أننا لن نصمت أو نستكين حتى تتحقق العدالة وتُحاسب تركيا على جرائمها، هذا واجبنا الإنساني ومسؤوليتنا الأخلاقية تجاه شعبٍ ينزف تحت وطأة الاحتلال، لن يغفر التاريخ لمن يصمتون على هذه الجرائم، ولن يغفر لمن يتواطؤون مع القاتل على حساب دماء الأبرياء".