لمنع انزلاق ملايين اليمنيين إلى المجاعة 47 منظمة تدعو لتحرك دولي عاجل
لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، حذرت أكثر من 45 منظمة إنسانية من انزلاق ملايين الأشخاص في اليمن إلى المجاعة، والتي قد تهدد بدفع الأسر إلى حافة الكارثة.

مركز الأخبار ـ فاقم استمرار الصراع في اليمن منذ سنوات وخفض المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان والتدهور الاقتصادي من الكارثة الإنسانية التي يواجهها السكان وأضعفت من قدرة الأسر على الصمود.
في ظل تزايد مؤشرات الخطر التي تهدد حياة ملايين اليمنيين، حيث تواجه الأزمة أسوأ مستويات التمويل منذ عقد من الزمن، طالبت 47 منظمة إنسانية ومحلية في بيان مشترك اليوم الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر، بتحرك دولي عاجل لمنع انزلاق الملايين من السكان في اليمن إلى المجاعة، مشيرين إلى أن أكثر من 17 مليون شخص يواجهون خطر الجوع بينهم ما لا يقل عن 41 ألف مهددون بمستويات كارثية من الجوع.
وأشارت المنظمات إلى أن الأزمة الإنسانية في اليمن جردت السكان من أبسط مقومات الحياة، وجعلت من كل يوم صراعاً من أجل البقاء على قيد الحياة، مضيفين أن اتخاذ خطوات عاجلة ومنسقة في الدورة الثمانين للجمعية العامة أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح ومنع كارثة إنسانية أعمق.
وأوضح البيان أن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون خطر المجاعة اليوم، من بينهم ما لا يقل عن 41 ألف مهددون بمستويات كارثية من الجوع، كما يعاني ما لا يقل عن 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بما فيهم مئات الآلاف المعرضون لسوء التغذية الحاد الوخيم، وهي حالة مهددة للحياة إذ لم يتم تدارك الأمر بتدخل فوري وعاجل.
ولفت البيان الانتباه إلى أن هذه الإحصائيات ليست ثابتة، حيث أنه من المرجح أن تزداد معدلات الجوع وسوء التغذية بشكل حاد خلال الأشهر القليلة المقبلة مع استمرار خفض المساعدات الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة بين السكان وتفاقم التدهور الاقتصادي في البلاد والذي يضعف قدرة الأسر على الصمود، مؤكداً أنه من دون تحرك دول عاجل خلال ما تبقى من العام الجاري، قد تواجه المناطق الأشد هشاشة في اليمن خطر الانزلاق إلى المجاعة.
وأوضح البيان أن الآثار المدمرة للفيضانات الأخيرة والانعكاسات السلبية للتوترات الإقليمية على اليمن، إضافة إلى الاعتقالات "التعسفية" بحق موظفي الأمم المتحدة والعاملين الإنسانيين والمستمرة منذ أكثر من عام، كلها عوامل ترفع من حدة الأزمة وتفاقمها، وتعيق وصول المساعدات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها، ما يؤدي إلى زيادة مخاطر تفاقم الجوع في البلاد.
وشددت المنظمات على ضرورة قيام الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالضغط من أجل الإفراج الفوري عن العاملين الإنساني المعتقلين وضمان حرية حركة الموظفين والإمدادات الإنسانية دون عوائق، ومواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم عملية السلام، وعدم تهميش الأزمة اليمنية وسط تزاحم الأجندات الإقليمية والدولية.
ويأتي هذا التحذير المباشر من 47 منظمة إنسانية وإغاثية، بينها أسماء دولية ومحلية بارزة، مثل "أوكسفام"، "كير"، "المجلس النرويجي للاجئين"، "إنقاذ الطفولة"، و"إنترسوس".