لم يتم فتح العشرات من المقابر الجماعية في شنكال
على الرغم من مرور تسع سنوات على الإبادة الجماعية للإيزيديين في شنكال، إلا أنه لم يتم فتح المقابر الجماعية بعد، لذا لا يزال الألم والمعاناة جليسة عند باب كل منزل كما لو كان اليوم الذي حدثت فيه الإبادة.
أفين زندا
شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس 2014، قُتل 12 ألفاً و855 شخصاً من الإيزيديين على يد داعش، واختطف 6 آلاف و417 شخصاً من بينهم 1056 طفل، ولا يزال 7 آلاف و432 شخصاً في عداد المفقودين.
في كل حرب وهجوم، تكون النساء والعقيدة هدفاً للعدو، لذلك تم اختطاف آلاف النساء الإيزيديات واغتصابهن وبيعهن، وفي الوقت ذاته، دُمرت عشرات الأماكن المقدسة التي كانت أماكن عبادة للإيزيديين، ولا تزال آثار الهجوم على شنكال الذي شنته داعش ضد الإيزيديين، باقية منذ تسع سنوات من بين تلك الآثار هي المقابر الجماعية.
وتشير التقديرات إلى مقتل 12 ألف شخص في جميع أنحاء العراق نتيجة وحشية داعش، كما يوجد إجمالي 202 مقبرة جماعية، وبحسب بيانات الأمم المتحدة، قتلت داعش ما يقارب 33 ألف مدني، وجرح أكثر من 55 ألف شخص، وخطف أكثر من 10 آلاف شخص في جميع أنحاء العراق.
دفنوا أحياء
إلى جانب عمليات القتل والخطف والنهب والتهجير، قام داعش بإنشاء مقبرة جماعية تقريباً أمام باب وجدار كل منزل في كل قرية، هناك أناس من جميع الأعمار في هذه القبور، وفي هذه المقابر، قامت داعش بدفن الجرحى والأحياء والقتلى وسكبت التراب على أجسادهم.
وبحسب البيانات التي تم جمعها حتى الآن، هناك 89 مقبرة جماعية وعشرات المقابر الفردية في شنكال، ويقال إن داعش خطفت حوالي 7 آلاف شخص وقتلت حوالي 4 آلاف آخرين، بعبارة أخرى قُتل ما مجموعه 11 ألف إيزيدي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، اكتشفت قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة، المقبرة الجماعية في سولاخ لأول مرة بعد تحرير شنكال من داعش. نتيجة لذلك، اتضح أنه كان هناك جثة 80 امرأة و12 طفلاً في هذه المقبرة.
المقابر التي تم العثور عليها
في عام 2016، أقرت الحكومة العراقية رسمياً بوجود مقابر جماعية في شنكال نتيجة لمجزرة الثالث من آب/أغسطس 2014. بعد أربع سنوات، ولأول مرة في 27 أيلول/سبتمبر 2020، كشف الفريق الوطني للمقابر الجماعية في العراق، عن القائمة الأولى لضحايا المقابر الجماعية الإيزيدية، والتي ضمت 62 شخصاً وجميعهم من الرجال.
قرية خانصور: في الرابع من شباط/فبراير 2015، تم فتح ثلاث مقابر تقع بين قرية خانصور ومنطقة سنون من قبل قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة والمقاتلين الإيزيديين، وأثناء فتح المقابر الثلاثة، تم إخراج جثث 54 شخصاً.
قرية كوجو: في 15 آذار/مارس 2019، تم فتح 20 مقبرة جماعية في كوجو، وعُثر على جثث قرابة 500 شخص في هذه المقابر، وفي شباط/فبراير 2021، تم دفن جثة 104 إيزيدي في القرية.
قرية سولاخ: في 26 تشرين الأول/أكتوبر 2020، تم فتح مقبرة جماعية حيث دفنت داعش فيها 80 امرأة كبيرة في السن وأمهات حوامل و12 طفلاً وهم أحياء، ولم يتم الكشف عن أسماء سبعة نساء في المقبرة الجماعية في سولاخ والتي تدعى مقبرة الأمهات.
قرية حردان: في 22 شباط/فبراير 2022، افتتح الفريق التابع لإشراف الأمم المتحدة 7 مقابر جماعية، وتم استخراج جثث حوالي 100 شخص من هذه المقابر.
قرية قين: في 28 حزيران/يونيو 2022، تم فتح 6 مقابر جماعية، واستخرجت 129 جثة من تلك القبور.
قرية همدان: تم فتح مقبرة جماعية واحدة فقط من بين أربع مقابر لأول مرة في 5 آذار/مارس 2023، واستمراراً لأعمال فتح القبور، تم استخراج 40 جثة، وفي نفس الوقت من هذا العام، تم العثور على مقبرة جماعية أخرى بالقرب من قرية همدان.
قرية كرزرك: لا يزال مصير 50 شخصاً كانوا يقاتلون في الخنادق وفي الجوار مجهولاً حتى الآن، ويُعتقد وجود مقابر جماعية في القرية أيضاً لكن لم يتم اكتشافها بعد.
قرية سيبا شيخ خضر: يوجد خمس مقابر جماعية في القرية.
قضاء تل عزير: عُثر على 10 مقابر جماعية، ولم يتم فتح سوى واحدة منها حتى الآن.
شنكال: في 9 أيار/مايو 2023، عُثر على مقبرة جماعية تضم 5 أشخاص من الشيعة وسط شنكال.
حتى الآن، تم العثور على ما مجموعه 89 مقبرة جماعية، ومن بين هؤلاء، تم فتح 46 مقبرة جماعية فقط، واستخرجت 1032 جثة من القبور التي تم فتحها، وتم تحليل الحمض النووي لـ 201 ضحية فقط وتسليمها إلى ذويهم. حتى الآن، لم يتم الكشف عن الحمض النووي لـ 831 من ضحايا الإبادة.
الحكومة العراقية لم توفي بوعودها
عندما بدأت الحكومة العراقية في فتح المقابر الجماعية في شنكال لأول مرة، أعلنت أنها ستدفن الضحايا حسب المعتاد، ولكن كما هو الحال دائماً، لم توفي بوعودها، فعندما أخرجت 39 جثة طلبت التوابيت والأكفان وعلم العراق من أهالي وأقارب الضحايا، وفي النهاية تم تسليم الضحايا إلى ذويهم في أكياس القمامة.
وقد تم تسليم الرفات التي لم يتم الكشف عنها رسمياً لعائلاتهم عام 2021 بعد الكشف عن هوية 104 شخص من ضحايا قرية كوجو.
- تم تسليم رفات 12 جثة لعائلاتهم في أكياس قمامة.
- بالنسبة لـ 39 جثة طلبت الحكومة العراقية من أهاليهم الأكفان والنعوش والعلم العراقي.
- من أصل 89 قبراً، هناك 50 قبراً لم يتم فتحها وينتظر الأهالي أن يتم فتحها منذ تسع سنوات.
وتحتجز رفات نحو 831 من ضحايا المجزرة في مؤسسة الطب الشرعي ببغداد، لكن لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة العراق تعمل مع (UNITAD) المنظمة التابع للأمم المتحدة التي تحقق في جرائم داعش. تم تفويض هذا الفريق من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. إلى جانب هذه المؤسسة، من المفترض أن العديد من الدول مثل أمريكا وإنجلترا وألمانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي تعمل معاً لفتح المقابر الجماعية بشكل عام للكشف عن الجرائم التي ارتكبتها داعش والتحقيق فيها بقيادة هذا الفريق.