لليوم الثالث عشر على التوالي... الاحتجاجات الإيرانية مستمرة

تتواصل الاحتجاجات في مختلف مدن إيران لليوم الثالث عشر على التوالي، تنديداً بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ولاقى مقتلها إدانات دولية واسعة.

مركز الأخبار ـ رغم استخدام العنف المفرط من قبل قوات الأمن الإيرانية، لا تزال المظاهرات الشعبية المنددة بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، متواصلة في عدة مدن إيرانية، وسط اتساع رقعة الاحتجاجات.

جميع محاولات القوى الأمنية الإيرانية في قمع الاحتجاجات الشعبية التي بدأت في يومها الثالث عشر من ساحة آزادي في العاصمة الإيرانية طهران وامتدت إلى شارع باسداران، وتفريقها الناس من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع ومهاجمة السيارات، باءت بالفشل، فقد عاد الأهالي واجتمعوا في أماكن أخرى، وتنظم معظم الاحتجاجات الشعبية في ساعات متأخرة من الليل حاملين لافتات كتب عليها "المرأة، الحياة، الحرية"، "الموت للديكتاتور".

وعلى الرغم من أن غالبية أفراد قوات الأمن حاولوا الظهور كأشخاص عاديين من خلال ارتداء الزي المدني، إلا أنه كان يتم التعرف عليهم بوضوح، حتى أنهم استخدموا الأطفال والنساء لجعل وجودهم يبدو طبيعياً بين الناس، لكي يطاردوا المتظاهرين، كما أنهم حاولوا منع الأهالي من التجمع والاحتجاج إلا أن وحدة الشعب كانت أقوى من قمع السلطات.

وبحسب شهود عيان، جابت سيارات مشبوهة وسوداء بالكامل شوارع المدينة، وطائرات مسيرة، كان إرهاق الضباط واضحاً من طريقة عملهم وقالوا للناس "إما أن نحرق المدينة أو تنهوا المظاهرات، فنحن بالفعل متعبون".

وحذر عمال وموظفو إدارات صناعة النفط الإيرانية النظام، في بيان لهم بأنه إذا استمر الأمن في قمع الاحتجاجات، ولم يتم إطلاق سراح جميع الموقوفين، فسيتوقفون عن العمل وينظمون مسيرة احتجاجية مع عائلاتهم.

وجاء في البيان "ندين بشدة مقتل مهسا أميني الذي كان في الحقيقة تحذيراً لنا جميعاً، ولا يمكن تبريره بأي سبب من الأسباب، لقد أوجعت مثل هذه الجرائم قلوبنا جميعاً".

وأضاف البيان "نعلن نحن عمال شركة النفط دعمنا الثابت لاحتجاجات المواطنين في الشارع، ونعتبر أنفسنا جزءاً من الأشخاص الذين داس الطغاة كرامتهم الإنسانية لأكثر من 40 عاماً، حيث إن اليوم وصل الوضع المعيشي إلى نقطة لا يمكن تحملها".

كما هتف طلاب كلية العلوم الطبية في شيراز مع مجموعة من الأهالي "جرائم طيلة هذه العقود، الموت لهذا النظام، الطالب يموت ولن يقبل الذل"، فيما أعلنت مجموعة من طلاب جامعة الفن في بيان لها تعليق الدراسة رداً على القمع الذي يتعرض له المتظاهرون والطلاب في أنحاء البلاد.

وقال مكتب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أن المنظمة تشعر بقلق متزايد إزاء التقارير التي تتحدث عن زيادة عدد ضحايا الاحتجاجات بمن فيهم النساء والأطفال، مطالبةً بضرورة إجراء تحقيق سريع ونزيه وفعال على يد سلطة مستقلة في وفاة مهسا أميني.

وشدد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي على ضرورة دعم حكومة بايدن احتجاجات الشعب الإيراني، وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ مايك روندز "سابقاً ثار الإيرانيون وغيروا نظامهم. هذه إحدى الطرق القليلة لإجراء تغيير حقيقي. إذا كان الناس يريدون تغيير النظام فإن أميركا سترحب بقرارهم، لكن الإيرانيين هم صانعو القرار النهائيون".

ونددت إحدى عشرة وزيرة في الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس 29 أيلول/سبتمبر، من خلال بيان مشترك بمقتل مهسا أميني في إيران، وجاء في البيان "إنه أمر لا يمكن التغاضي عنه أن تفقد المرأة حياتها بسبب اختيار ملابسها، ولا يمكننا أن نتسامح مع حقيقة أن الكثير من النساء اليوم لا يمكنهن أن تقررن بحرية مظهرهن أو التنقل أو الاختيار أو الدراسة أو القيام بكل شيء كما يفعل الرجال".

وأشار البيان إلى أنه "بالنسبة لإيران وأوكرانيا وأفغانستان وأوروبا وفي كل مكان آخر، سنبقى متضامنات مع كل اللواتي لديهن حلم حقيقي: العيش بحرية".

ووقعت وزيرات حكومات فرنسا والنمسا ورومانيا ولاتفيا وبلجيكا وليختنشتاين وألمانيا وكرواتيا وليتوانيا وفنلندا والمجر على هذا البيان المشترك الذي يدين مقتل مهسا أميني وقمع المتظاهرين.