لليوم التاسع على التوالي... إسرائيل تستهدف المنظومة الصحية في قطاع غزة

تستمر إسرائيل في شن هجماتها على قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين العُزّل وتشكل النساء والأطفال 64% منهم، كما اقتحمت عدة مناطق في الضفة الغربية ونفذت حملة اعتقالات واسعة.

غزة ـ أرسلت إسرائيل إنذارات تهديدية وأوامر بإخلاء مستشفيات غزة بما في ذلك المرضى والمصابين وسط مواصلتها قصف الأحياء السكنية والمنازل والمدنيين بغرض انهيار المنظومة الصحية وتقويض البنية الطبية في القطاع.

ارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 2329 شخص بينهم 800 طفل ونحو 470 امرأة، وإصابة 9042 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة منهم 2500 طفل وما يقارب 1544 امرأة، بينما لقي 56 شخصاً في الضفة الغربية حتفهم ثلثهم أطفال وأكثر من 1100 جرحى، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.

ولفتت وزارة الصحة إلى أن الاستهداف الاسرائيلي للأحياء السكنية أدى إلى مقتل 300 شخص وإصابة 800 آخرين ومعظمهم أطفال ونساء خلال 24 ساعة الماضية.

أكدت منظمة الصحة العالمية على وقوع إبادة جماعية ومجازر لأسر بأكملها وتدمير البنية التحتية في غزة، وفي الوقت نفسه، انتقد مكتب الإعلام الحكومي في القطاع انتقال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى الجنوب.

وناشد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس المجتمع الدولي بشدة بفتح المعابر عاجلاً لتقديم المساعدات، مشيراً إلى التنسيق المستمر مع الجهات المصرية لفتح معبر رفح، وأوضح أن إجلاء المرضى والمصابين من مستشفيات غزة يُعتبر مأساة حقيقية وحكم بالإعدام بعدما طلبت إسرائيل إخلاء بعض مستشفيات القطاع.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 13 مرفقاً صحياً في قطاع غزة تعرض للهجوم منذ بداية القصف، مشيرةً إلى نفاد المخزون الطبي والعلاجات اللازمة.

وأنذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بوجود كارثة إنسانية نتيجة العنف المتواصل وازدياد عدد القتلى الأطفال، وهناك خطورة على حياة الأطفال وتعرضهم للأمراض بسبب تلف شبكات المياه والصرف الصحي وانقطاع الكهرباء بشكل تام.

وأعلنت وكالة "الأونروا" أنها ستنقل مركز عملياتها وموظفيها الأجانب إلى جنوب قطاع غزة؛ لمواصلة تقديم المساعدات والدعم للاجئين، بعدما أطلقت تحذيراً من التداعيات الإنسانية الكارثية للإنذار الإسرائيلي ودعت إلى إلغائه.

وفي وقت سابق، طالبت وكالة "الأونروا" إسرائيل بتأمين حماية للمدنيين داخل منشآتها في شمال قطاع غزة، وذلك في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع والمنع المستمر لدخول المياه والغذاء والمساعدات الإنسانية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

فيما حذرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيز من أن التهديد الكبير الذي يواجه غزة بعد الإنذار الإسرائيلي قد يعيد تكرار مأساة عام 1948 ونكسة عام 1967 ولكن بأبعاد أكبر.

كما طالب المفوض السامي للأمم المتحدة، فيليبو غراندي إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي والسماح للمنظمة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، خصوصاً أن المستشفيات في القطاع غير قادرة على استيعاب المزيد من المصابين.