للحروب والنزاعات التأثير الأكبر على النساء
تؤثر الحروب والنزاعات بشكل أو آخر سلباً على المجتمعات وخاصة النساء والفتيات، حيث تتحملن العبء الأكبر من المسؤولية وتسعين لتحمل مسؤولية عائلاتهن في وقت تجدن أنفسهن في حالة فراغ ودون مساند.
مقال بقلم: ابتسام عبد القادر
تترتب على الحروب والنزاعات الدائرة آثار كبيرة وعميقة على النساء والمجتمع بجميع جوانبه، سواء المعيشية أو الاقتصادية أو النفسية، وهي مسألة هامة جداً يجب تسليط الضوء عليها وإيلائها الاهتمام والتوعية اللازمة، فيما يلي نلقي نظرة على بعض تأثيرات الحروب.
من بينها التأثير المعيشي، حيث يتم من خلاله فقدان المأوى، مما يعرض النساء للعيش في ظروف غير ملائمة وغير صحية، حيث يكون هناك نقص في الغذاء والمياه النظيفة مما يؤثر سلباً على صحتهن وصحة أطفالهن، قد يتعذر الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية في ظل الحروب مما يتسبب في تفاقم المشاكل الصحية وزيادة معدل الوفيات.
هناك أيضاً التأثير الاقتصادي، فنتيجة هذه الحروب تواجه النساء خطر فقدان وظائفهن أو عدم قدرتهن على العمل بسبب الحروب مما يتسبب في تدهور وضعهن الاقتصادي، كما يؤدي إلى زيادة في معدلات الفقر والتشرد حيث تواجهن صعوبة في تأمين احتياجاتهن الأساسية واحتياجات أسرهن وأطفالهن.
كما تخلف الحروب والصراعات والنزاعات تأثيرات نفسية وهي من أصعبها، حيث تصاب النساء بصدمات وتعانين من توتر نفسي ناتج عن العنف والدمار المحيط بها مما يؤثر سلباً على حالة المرأة النفسية والعاطفية، بالإضافة إلى تعرضهن للعنف الجنسي والجسدي وهو ما يخلف أضرار جسدية ونفسية خطيرة عليهن، والأصعب فقدان الأحباء والأهل أو أحد أفراد العائلة مما يتسبب لهن في حزن عميق وصعوبات في التأقلم مع هذا الفقدان.
إن الآثار الناجمة عن الحروب وخاصة على النساء تعد قضية معقدة ومتشعبة وتتطلب اهتماماً كبيراً من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للعمل على تخفيف هذه الآثار وتوفير الدعم والحماية اللازمة للنساء المتأثرات بالحروب، أي علينا توفير المساعدة الإنسانية الضرورية للنساء النازحات اللواتي فقدن منازلهن ولم يتوفر لهن المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية الأساسية، يجب علينا أيضاً توفير فرص عمل وتعليم لهن، بالإضافة إلى مأوى آمن وحياة حرة وكريمة بعيداً عن الحروب، يمكننا أن نساهم في تحسين وضع المرأة من كافة النواحي.
ويجدر أيضاً أن نعمل على حماية ومكافحة العنف وتعزيز الحماية ومكافحة العنف الجنسي والجسدي ضد النساء في فترة الحروب وضمان محاسبة المتسببين في هذه الانتهاكات وتقديم الدعم النفسي والعاطفي للنساء المتأثرات بالحروب من خلال توفير الخدمات النفسية والعلاجية وتعزيز التواصل الاجتماعي والدعم النفسي كما يجب تمكين المرأة وتعزيز دورها في أماكن صنع القرار والمشاركة في عملية السلام والإعمار بعد الحروب وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً.
علينا العمل على تعزيز المساواة بين الجنسين في المجتمعات المتأثرة بالحروب وذلك من خلال تشجيع المشاركة النسائية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان حقوق المرأة وتكافؤ الفرص بين الجنسين أيضاً العمل على التوعية والتثقيف وهذا يلعب دور مهم جداً من خلال توعية وتثقيف النساء المتأثرات بالحروب حول حقوقهن وخياراتهن وتعزيز الوعي من المخاطر والتحديات التي تواجههن وتوفير المعلومات حول الخدمات والموارد المتاحة لهن كما يجب تعزيز المشاركة أو تعزيز الشبكات الاجتماعية.
كما يجب أن يكون هناك تواصل مع النساء المتأثرات بالحروب وتوفير فرص تواصل لهن والتعاون معهن وتبادل الخبرات وتشجيع التضامن والتعاون المجتمعي وتحقيق العدالة والمصالحة، من خلال محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم، وتعزيز التعاون الدولي للتعامل مع المتأثرات بالحرب من خلال تبادل الخبرات والمعرفة والدعم المادي والمعنوي وتعزيز التعاون بين المنظمات الحقوقية لتوفير المساعدة وحماية النساء من النزاعات والحروب.
فحماية حياة النساء المتضررات من الحروب تتطلب جهوداً مستمرة وشاملة من قبل كل المجتمعات التي تنادي بحرية المرأة وتنادي بعيش المرأة والشعوب بسلام وأمان إن كان من قبل المجتمع الدولي أو المنظمات الحقوقية لضمان حماية حقوق النساء وتحقيق السلام في المجتمعات المتأثرة بالحروب فتأثير الحروب على النساء يتطلب تعاوناً دولياً قوياً وجهوداً مشتركة من جميع الاطراف المعنية لضمان حمايتهم وتوفير الدعم اللازم لهن للتعافي وإعادة بناء حياتهن في ظل الظروف الصعبة التي يعشنها.