'لخلق السلام في الشرق الأوسط فإن الخطوة الأولى تبدأ من كسر العزلة'
أكدت العضوات في مجلس حزب المناطق الديمقراطية DBP خلال حديثهن عن الإضراب عن الطعام الجاري داخل ١٠٤ سجناً في تركيا وشمال كردستان، أن مطلب السجناء هو ما يطالب به المجتمع بأكمله.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ تستمر حملة الإضراب عن الطعام التي بدأها المعتقلون السياسيون في ٢٧ تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، بشعار "الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية" داخل ١٠٤ سجناً في تركيا وشمال كردستان.
سيواصل المعتقلين الذين بدأوا إضراباً عن الطعام بشكل متناوب كل ١٥ يوماً في العديد من السجون، حملتهم هذه حتى حلول يوم ١٥ شباط/فبراير 2024، وأعربت العوائل عن تأييدهم للحملة التي بدأها أبنائهم المعتقلين، من خلال مطالبتهم بإنهاء سياسات العزلة، وإجراء المفاوضات في أقرب وقت لإنهاء الإضراب.
وأكد المعتقلين الذين عبروا عن هدفهم من هذا الاحتجاج ووجهوا نداء للشعب لدعم حملتهم والوقوف إلى جانبهم في هذه العملية عبر المكالمات الهاتفية التي يجرونها مع عائلاتهم، على أنهم لن يتوفقوا عن احتجاجاتهم حتى يتم تلبية مطالبهم.
وشددت عضوات مجلس حزب المناطق الديمقراطية (DBP)، على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة قبل أن تتفاقم العملية، مؤكدات على أنهن ستكن صوتاً للمعتقلين من خلال فعالياتهن وأنشطتهن التي ستنظمنها في الخارج من أجل كسر العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان.
مطلب المجتمع بأكمله
وبينت عضو مجلس حزب المناطق الديمقراطية ياسمين أوجر، أن المجتمع أصبح يختنق من الفوضى وسياسات الحرب، وأن السجناء اتخذوا هذه الخطوة لإيجاد حل لهذه الفوضى، مؤكدة على أنه يجب تحمل هذه المسؤولية في الخارج أيضاً، كما لا ينبغي لأحزاب المعارضة والمدافعين عن حقوق الإنسان أن يلزموا الصمت في هذه العملية.
وأضافت "إن الإضراب عن الطعام الذي بدأه المعتقلين هي انتفاضة ضد نظام إدارة البلاد والظلم، فسياسة العزلة المشددة تطبق في كل السجون وإمرالي بشكل خاص، وفي الفترة الأخيرة تم تكثيف تطبيق هذه السياسة بشكل أكبر، لقد حملت السجون مسؤولية هذه العملية على عاتقها، ولكننا وبشكل عام بإمكاننا وضع حد لهذه العوائق، إذا لم تنته العزلة ولم نتمكن من الخروج من هذه العملية خلال هذه الفترة، فإن التاريخ سيعيد نفسه ثانية كما فعل في السابق، لذا ينبغي على الدولة والمعارضة والمنظمات الجماهيرية الاجتماعية المباشرة في البحث عن الحل في أقرب وقت ممكن، إن ما يطالب به المعتقلين هي مطالب إنسانية".
وأشارت إلى أن مطالب المعتقلين هي مطالب المجتمع بأسره "عبرنا عن ضرورة رفع العزلة بشكل مستمر في كافة المجالات، ويجب اتخاذ خطوات لوضع حد لسياسات العداء والغضب والاستيعاب المتفشية بين الشعب في أقرب وقت، كما ومن الضروري الإفراج عن المعتقلين المرضى والسياسيين من السجون، إذا كنتم ممن يسعون لخلق السلام والحل في الشرق الأوسط فإن الخطوة الأولى لتمكين ذلك هي إنهاء سياسات العزلة".
ودعت ياسمين أوجر الشعب للتضامن والنضال "سنتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتلبية مطالب المعتقلين وإنهاء الإضراب، إذا لم تكسر العزلة في إمرالي، فإن أي خطوة تتخذها الدولة لن تأتي بالحل، لن تجلب هذه الخطوات معها سوى تشديد العزلة وإحداث الفوضى، لقد رأينا في السنوات الماضية كيفية تأثير الحل والسلام على المجتمع، يجب العمل على بناء السلام".
"علينا تولي دور قيادي"
من جانبها دعت عضو مجلس حزب المناطق الديمقراطية كوفرجين آراس المسؤولين لكسر العزلة "هناك عزلة مشددة على القائد عبد الله أوجلان، لم يتمكن محاموه ولا عائلته من اللقاء به منذ أشهر عديدة، إن أكبر أهدافنا، هي تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان، فالعزلة لا تضيف للمجتمع سوى الفوضى والنزاعات، ولكي تتمكن الشعوب من عيش حياة حرة تسودها المساواة، يجب عليهم فتح أبواب إمرالي قبل أي شيء".
وأكدت على أنهم سيواصلون دعمهم لحملة الإضراب عن الطعام التي بدأت في السجون، لافتةً إلى أنهم قد قاموا بإعداد عمل من أجل ذلك "هناك إضراب عن الطعام في السجون لا يزال جارياً، علينا ألا نلزم الصمت تجاه ذلك، بل نمنح صوتنا من الخارج للداخل".
وبينت أنهم يتبنون هذا الإضراب وسيناضلون بكامل قوتهم ليكونوا صوت المعتقلين "ينبغي لشعبنا أيضاً أن يدعم هذه العملية، فبالرغم من كل الظروف والعمليات الصعبة، حمل المعتقلين هذه المسؤولية على عاتقهم في السجون، لذلك لا ينبغي علينا تركهم لوحدهم، وكنساء يجب أن نتخذ دوراً قيادياً ونرفع وتيرة نضالنا من أجل إنهاء الإضراب وكسر العزلة".