لجنة حماية الصحفيين: إسرائيل مسؤولة عن 16% من جرائم قتل الإعلاميين عالمياً

في تصعيد خطير ضد حرية الصحافة، كشفت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أن الغارات الإسرائيلية على الصحفيين في اليمن منذ نحو أسبوعين أسفرت عن مقتل 31 صحفياً، لتُسجل ثاني أكبر مجزرة بحق الإعلاميين في التاريخ الحديث.

مركز الأخبار ـ يعكس الهجوم الذي شهده اليمن نمطاً متكرراً من الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين في مناطق النزاع، بدءاً من غزة ولبنان وصولاً إلى إيران واليمن، حيث أنها تستخدم روايات دعائية لتبرير القتل عبر وصم الصحفيين بالإرهاب دون أدلة موثوقة.

أفادت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) أمس الأحد 21 أيلول/سبتمبر، إن الغارات الإسرائيلية على مؤسستين إعلاميتين في اليمن قبل نحو أسبوعين والتي تسببت بمقتل 31 صحفياً يمنياً يعتبر ثاني أكبر هجوم دموي على الصحافة بعد ما عرف بـ "مذبحة ماغوينداناو" في الفلبين عام 2009، والتي قُتل فيها 32 صحفياً.

ولفتت اللجنة إلى أن الواقعة التي شهدتها اليمن تذكر بالهجمات الإسرائيلية المتكررة على غزة ولبنان وإيران، حيث لم تميز إسرائيل بين الأهداف العسكرية والصحفيين، وكانت تبرر استهدافاها المباشر عبر تشويه سمعة الصحفيين ووصمهم بالإرهابيين دون أدلة موثوقة.

وكانت اللجنة قد وثقت منذ العقد الماضي مقتل 227 صحفياً على مستوى العالم، وكانت "إسرائيل" هي المسؤولة عن أكثر من 16% من هذه الجرائم، عبر استهدافاتها في غزة ولبنان وإيران واليمن.

وخلال آب/أغسطس الماضي وحده قتلت القوات الإسرائيلية 15صحفياً، أي بمعدل صحفي كل يومين، قضى معظمهم في هجومين واسعين استهدفا الصحفيين بشكل مباشر وواضح، حيث كان الأول في خيمة قناة الجزيرة، قتل خلالها مراسلا الجزيرة وأربعة من زملائهم، ثم جاء الاستهداف الثاني بعد أسبوعين من الأول في غارات متتابعة على مجمع "ناصر" الطبي جنوبي القطاع، أسفرت عن مقتل 6 صحفيين آخرين.

وبدورها قالت مديرة البرامج الإقليمية في لجنة حماية الصحفيين سارة القضاة، إن القوات الإسرائيلية منذ تشرين الأول/أكتوبر2023 برزت كقاتلة للصحفيين في المنطقة، مما يؤكد نمط إسرائيل الاستراتيجي في استهداف الصحفيين.

وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية على مؤسسات الإعلام في اليمن تشكل تصعيداً مقلقاً، وتُوسع حرب إسرائيل على الصحافة إلى ما هو أبعد من الإبادة الجماعية في غزة، لافتةً إلى أن الموجة الأخيرة من القتل لا تعد فقط انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، بل هي أيضا تحذير مرعب للصحفيين في جميع أنحاء المنطقة، بأنه "لا يوجد مكان آمن".

وبحسب توثيق لجنة حماية الصحفيين، قتلت القوات الإسرائيلية في غزة 193 صحفياً وستة في لبنان وثلاثة في إيران، و31 في اليمن منذ بدء حرب غزة، فيما سجّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مقتل 251 صحفياً في القطاع.

ورغم التنديد العالمي بالقتل الممنهج للصحفيين في غزة، لم تتخذ أي إجراءات عملية عقابية ضد "إسرائيل"، فيما تجاهل العالم إلى حد كبير قتل الصحفيين اليمنيين، مما يثير مخاوف من استمرار "إسرائيل" في الإفلات من العقاب، وإمعانها في استهداف الصحفيين.