اليمن ـ مع استمرار الصراع في اليمن منذ سنوات، تواجه العديد من المناطق انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان نتيجة للصراع الدائر، وتعد مديرية المسيمير بمحافظة لحج إحدى المناطق التي شهدت انتهاكات متعددة، مست حياة المدنيين وأثرت بشكل مباشر على أمنهم واستقرارهم.

كشفت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أمس الثلاثاء 27أيار/مايو، في تقرير لها أنها وثقت عشرات الانتهاكات التي طالت مدنيين في مديرية المسيمير بمحافظة لحج، ضمن جهودها المستمرة للتحقيق المباشر في المناطق المتضررة ومناطق التماس.

وشمل التقرير عدد من قرى مديرية المسيمير، حيث رصد الفريق المكلف خلال زيارته تلك القرى انتهاكات جسيمة متعلقة بالحق في الحياة والسلامة الجسدية، أبرزها حالات قتل استهدفت مدنيين في مناطق السراحنة، قيف، وجول مدرم، بالإضافة إلى حوادث اعتداءات متفرقة طالت سكان قرى حبيل حنش، عهامة، مكيبين، ومركز المديرية.

ووفقاً لبيان صادر عن اللجنة، فقد استمع أعضاء اللجنة برفقة فريق من الباحثين، إلى إفادات مباشرة من السكان المهجرين قسراً من قرى القُرين، مُريب، وحبيل سويداء، وكشفت الشهادات عن ظروف التهجير القسري والانتهاكات المرافقة، بما في ذلك القصف العشوائي، والتهديدات، والقيود المفروضة على العودة.

وأشار البيان إلى أن الفريق أجرى مقابلات مع 174 شخصاً من الجنسين، بينهم ضحايا وشهود عيان، وثّقوا حوادث تتعلق بزراعة الألغام في الطرقات والمزارع، وما خلفته من ضحايا مدنيين، فضلًا عن رصد حالات اعتقال تعسفي في عدة مناطق.

وتفقد الفريق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والممتلكات الخاصة، بما في ذلك منازل مدمرة، مدرسة، جسر عقان، مسجد دار الأيتام، وعبّارة الطنان، في منطقة عقان.

وأكدت اللجنة استمرار توثيق آثار الحرب في المديرية، لافتةً الانتباه إلى أن العديد من المناطق لا تزال تشهد قصفاً متقطعاً يعيق حركة السكان ويمنعهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية، مما يفاقم معاناة المدنيين.

وشددت اللجنة على ضرورة التزام جميع الأطراف في النزاع بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، مجددة التزامها بمواصلة عملها في إجراء التحقيقات الميدانية وتوثيق الانتهاكات.