لضمان حقوق كافة المكونات... دعوات لبناء سوريا لا مركزية
لفتت المشاركات في الملتقى التشاوري الأول على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، إلى الانجازات والمكتسبات التي حققتها المرأة في المنطقة خلال 14 عاماً بالرغم من كافة الصعوبات التي واجهتها، مشددات على أهمية بناء سوريا تعددية لا مركزية.
الحسكة ـ في ظل الأوضاع الراهنة والتطورات الأخيرة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد واعتلاء إدارة هيئة تحرير الشام الحكم، نظم مؤتمر ستار بالتعاون مع تنظيمات وحركات نسائية في إقليم شمال وشرق سوريا ملتقى تشاوري لمناقشة أوضاع النساء في سوريا.
حول أهمية تكاتف المكونات في جميع أنحاء سوريا، أكدت المحامية بشيرة جمال الدين على رفض كلمة أقلية التي يتم توجيهها للمكونات "نعبر عن رفضنا لكلمة أقلية لأننا شعب أصيل في هذه المنطقة، نحن في بداية مرحلة جديدة بعد سقوط نظام الاستبداد الذي دام 55 عاماً أذاق كل مكونات المنطقة كل أشكال الظلم، لذلك يجب إشراك المرأة في صياغة الدستور، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لإدارة هيئة تحرير الشام من تغيير للمنهاج بحذف جملة الاحتلال العثماني ووضع الفتح العثماني، فكلنا نعلم أن الدولة العثمانية احتلتنا لأربعة قرون، الأمر الذي يعطي مبرر لوجود العلم التركي في مدننا المحتلة كـ سري كانيه وعفرين وكري سبي وإعزاز".
وقالت الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي ليلى قهرمان "نجتمع اليوم بعد التغيير الذي تحقق في سوريا بإسقاط نظام الاستبداد بعد سنوات طويلة من الدمار بعد أن حول البلاد إلى ساحة صراع والتي أودت بحياة ملايين السوريين وتعرضت المرأة لكافة الانتهاكات والإقصاء من مجالات الحياة من خلال القوانين التمييزية، لذلك اليوم نسلط الضوء على الدور الذي لعبته المرأة على مدى 14 عاماً تحملت خلالها كافة المعاناة وساهمت في إحداث نقلة نوعية في سوريا لتشكل ثورة لذاتها".
ولفتت إلى ما حققته المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا من تقلد مناصب قيادية أحدثت تغيير في سوريا واستطاعت خلال السنوات الماضية المحافظة على مكتسباتها "نحن اليوم أمام مرحلة تأسيس جديدة، لذلك يجب على المرأة استكمال أولوياتها لتحقيق أهدافها لضمان مشاركة فاعلة في المرحلة السياسية الحالية".
من جانبها قالت الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا شهرزاد جاسم "لقد عانينا طويلاً من تهميش دورنا في المجتمع وقاسا أهلنا الويلات خلال فترة خمس عقود، لكن لم تنكسر إرادتنا وتعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في رفع الصوت معاً لصنع المستقبل، كما أثبتنا أننا قوة فاعلة في المجتمع من خلال محاربة داعش، لذلك لن نسمح أن تعود سوريا إلى الوراء ولن نسمح بفرض نظام ديني يقصي المكونات والأديان الأخرى، ونأمل ببناء سوريا جديدة تضمن حقوق الجميع دون تمييز وإقصاء، فمستقبل سوريا سيكون مشرق بأيدي النساء المناضلات".
وبدورها قالت عضوة الاتحاد الأرمني أناهيد قصبيان إن "نضال الشعب لم يكن للإطاحة بالنظام بل من أجل تحقيق أهداف الشعب وحريته وبناء سوريا ديمقراطية حرة والحفاظ على مكتسبات المرأة"، مضيفةً "نرفع صوتنا عالياً ضد محاولات إقصاء النساء من المراكز القيادية، هناك قوى تحاول احتلال سوريا بعد سقوط نظام الأسد حيث باشرت الدولة التركية بتهديدات على منبج وسد تشرين وكوباني وقرقوزاق، واستهدفت نساء قياديات ومناضلات في مؤسسات مختلفة".
وأوضحت القيادية في وحدات حماية المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا روهلات عفرين "تواجدنا هنا وفي هذا المكان هو أكبر انجاز ضد سياسات الاحتلال التركي وغيرها من الدول التي تسعى لإنهاء دور المرأة ومكانتها، فالمرأة ضمن إقليم شمال وشرق سوريا منذ اندلاع الثورة وإلى الآن أثبتت من جديد بأن لا حل في سوريا الجديدة دون وجود المرأة فيها"، مؤكدة بأنهن ستبقين على هذه الأرض ولن تتخلين عنها وستدافعن عن حقوق شعبهن.
وأكدت "دون الحماية لن نستطيع أن نعيش بكرامة وأمان على هذه الأرض وهدفنا ضمن القوات العسكرية من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة أن نحافظ على حقوق شعبنا وخاصة حقوق النساء وأن نحمي مكتسباتهن التي حققنها ضمن هذه الثورة".
كما انضمت ناشطات ومحاميات ونسويات من كافة مدن سوريا منها العاصمة دمشق واللاذقية وحمص، من خلال تقنية الزووم، عبرن عن أهمية تكاتف النساء في جميع أنحاء البلاد لبناء سوريا تعددية لا مركزية تسودها العدالة والمساواة.