لبنان... جلسة توعوية حول المشاركة السياسية للمرأة وقانون الكوتا

نظمت منظمة "فيفتي فيفتي" جلسة توعوية حول مشاركة المرأة السياسية والشأن العام، حيث تم التطرق إلى موضوع الكوتا في الانتخابات البلدية والنيابية، وأهمية المشاركة السياسية النسائية الفعالة في مراكز صنع القرار.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ في إطار مشروع "مشاركة المرأة في القيادة ـ Women Participation in Leadership"، وضمن جولات ستضم أكثر من 70 بلدة، أقامت منظمة "فيفتي فيفتي" جلسة توعوية.

تمحورت الجلسة التوعوية التي نظمتها منظمة "فيفتي فيفتي" أمس الجمعة الخامس من نيسان/أبريل، حول قانون الكوتا في البلديات وعلى أهمية المشاركة السياسية للنساء في مراكز صنع القرار ودورهن القيادي.

وقدمت منسقة البرامج في المنظمة ديانا هاني نبذة عن تاريخ بدء المشاركة السياسية للنساء حيث كانت لبنان أول بلد عربي أعطى للمرأة حق التصويت منذ العام 1953 قبل سويسرا إلا أنها تحتل حالياً المرتبة 15 بين 17 بلد عربي في التمثيل السياسي للنساء، وعندما تقدمت المنظمة باقتراح قانون لكوتا نسائية في البلديات، وقع عليه 10 نواب وهو العدد المطلوب لعرضه في المجلس النيابي، حيث يمثل هؤلاء النواب 5 كتل من أصل 7، وتبناه 10 نواب، 2 من التغييريين، 3 نواب من "اللقاء الديمقراطي"، نائبان من التيار الوطني الحر، نائبة من حركة أمل ونائبان من الكتائب اللبنانية، بينما لم يوقع عليه كتلتي حزب الله والقوات.

تلى ذلك عرض لمؤسسة المنظمة جويل أبو فرحات حول قانون الكوتا في البلديات وكيفية احتسابها، وكيف أنه يمكن للنساء إحداث التغيير المطلوب على مستوى البلديات، وفي القطاعات كافة، ثم روت العديد من المشاركات قصصهن الخاصة حول نضالهن النسوي في المجالات المختلفة، والتحديات التي واجهنها ويواجهنها في العمل السياسي والاجتماعي وغيره.

وقالت جويل أبو فرحات "هذا النشاط هو جزء من الجلسات التوعوية التي تعقد في كل المناطق اللبنانية للإضاءة على دور المرأة في السياسة وأهمية وجودها في البلديات وعلى أهمية إقرار قانون الكوتا والذي من الممكن أن يساهم بوصول المرأة إلى البلديات، والهدف وصول حوالي 5 آلاف امرأة من بين 12 ألف عضو في البلديات، لتتمكن من إحداث تغيير إنمائي وتنموي في بلداتهن".

وأشارت إلى أن المنظمة تعمل بشكل دائم على دعم المرأة، حتى تصبح قيادية وناجحة، ويمكنها تسلم مراكز سياسية وأن تؤدي دورها المطلوب بشكل جيد، وأن تبين كفاءتها الموجودة في كافة المراكز السياسية والشأن العام.

 

 

وبدورها قالت رئيسة لجنة حقوق المرأة عايدة نصرالله "أعمل كرئيسة لجنة حقوق المرأة في لبنان منذ سبع سنوات، وكان هناك رئيسة سابقة هي ليندا مطر وهي أول من ناقش فكرة الكوتا في لبنان، وحاول نشر أهميتها لإيصال المرأة إلى مراكز القرار السياسية والإدارية والبلدية، وكان ذلك بتوصية من توصيات مؤتمر بكين المهمة، لأنهم رأوا أهمية وجود المرأة في مراكز القرار لتتمكن من المساهمة بتغيير وطنها وتقوده نحو التنمية والمساواة، ولتتمكن من الوصول إلى المساواة المطلوبة بين الجنسين، والحقوق المتساوية لأنها مغبونة من مئات آلاف السنين".

وأوضحت أنه "في البداية كنا ضد الكوتا قبل أن نقتنع بعد مؤتمر بكين بضرورتها، على اعتبار أنها تمييز لصالح المرأة ضد الرجل، ولكن اقتنعنا منذ مؤتمر بكين أن هذا التمييز هو إيجابي الهدف منه رفع المرأة كي تصل إلى مستوى الرجل، وبعد ذلك يمكن أن نصل إلى المساواة، وهو تدبير مرحلي ومؤقت لا يزيد عن دورتين انتخابيتين أو ثلاث دورات، بعدها يعتاد الناس على وجود النساء وعلى أهمية دورهن، وإشراكهن بتنمية المجتمع".

وأشارت إلى أن "الإنسان إنسان من وجهة نظرنا كلجنة حقوق المرأة، رجل كان أو امرأة، والأهم من وجهة نظري أن يعطى الإنسان، رجلاً أو امرأة، الحق في تقرير مصير هذا البلد ويبدي ما لديه من إمكانات تغييرية نحو الإنسانية التي نطمح إليها وعدم التفرقة بين الجنسين، ولكن نحن لسنا متعصبات للنساء عندما نطالب بالكوتا، نحن فقط نريد أن نرفع من مستوها لكي يتعود المجتمع على رؤيتها في مراكز القرار".

 

 

 وبدورها قالت المرشحة لانتخابات البلدية ربى مكارم هذه المنظمة مثابرة في عملها وتجول في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تشجيع النساء على خوض غمار العمل البلدي، وبهدف إقرار قرار قانون الكوتا النسائية "رحلتنا مع المنظمة ستكون طويلة خصوصاً في مجال دعم المهارات والقدرات، ولكن الأهم اليوم أن هذه الرحلة تم تتويجها بإطلاق مبادرة في بلدة رأس المتن، أطلقنا عليها اسم "مساحتك، أو مساحة تك"، وهذه المبادرة التي نعمل عليها يهمها تأمين مساحة تشاركية وتعليمية على مستوى البلدة، ومن أجل أن تتوسع هذه المساحة على مستوى العديد من القرى".

وأكدت أنه "نسعى لتكبير عملنا لأنه يوفر الاستدامة في المجتمع ويشجع الشباب/ات على إيجاد مساحة تؤمن لهم الفرص وتوفر لهم الدعم على مستوى تعزيز القدرات والمهارات"، مشيرةً إلى أننا نؤكد على ضرورة إشراك النساء في العمل البلدي، وأن يتم تمثيلهن بشكل عادل، ولكن للأسف، اليوم ذاهبون إلى تمديد ثالث، ولكن ذلك لا يمنع من أن نكون كنساء مثابرات في عملنا والعمل للتحضير إلى أن يأتي هذا الاستحقاق والترشح للانتخابات البلدية".

وأضافت ربى مكارم أن هناك نساء لن تترشحن ولكنهن قادرات على لعب دور أساسي ومهم لجهة دعم غيرهن من النساء، حتى نرفع نسبة وجودهن في المجالس البلدية والاختيارية.

 

 

وأوضحت عضوة بلدية مدينة عاليه الدكتورة منى عقل دور المرأة في المجتمع "بإمكان المرأة أن تصنع الفرق، فهي التي تربي ويمكن لها أن تصل إلى أهم المواقع والمراكز، لكن المهم أن تثق بنفسها، وستتأكد أنها  تستطيع إحداث تغيير نحو الأفضل، لبيتها ومدينتها وبلدتها وبلدها".

 

 

من جهتها دعت رئيسة بلدية كفرنبرخ السابقة وسام الشامي إلى دعم المرأة لأن من حقها أن تكون موجودة، "أتمنى أن تتمكن النساء من الوصول إلى حقوقهن في هذا البلد، ويكنّ قدوة ليرى الناس كيف يكون العمل، ويؤكد ذلك أن نجاحها بفضل أصوات النساء، لأنهن الدعم الأساسي لها، واليوم ستدعمنَ أكثر وأكثر وستحققن نجاحات أكثر".

وأكدت أنه "لا بد من إقرار الكوتا النسائية لنحصل ولو على جزء قليل من حقنا، فالتأكيد هناك معاناة كثيرة، لكن رغم المعاناة والتهديد والتهويل الذي مورس عليّ شخصيا، فأنا مستمرة وسأعلن ترشيحي وأتابع عملي في البلدية وسأكون أقوى، في الدورة الماضية أخذت عشرات المشاريع للبلدية وهذه المرة سأحضر مشاريع وكل ما تحتاجه بلدتي سأقوم بتوفيره وإنجازه، وحلمي أن أجعل من بلدتي جنة لتكون قدوة لكل البلدات".

 

 

كما قالت عضوة بلدية عالية لدورات سابقة المحامية آمال الريس "لقائنا مع منظمة "فيقني فيقني" كان حول دور المرأة وكانت هناك شهادات حية عن دورها وكيف جاهدت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، وكيف أصبح المجتمع يتقبل نشاطها، لأن المرأة خلال السنوات السابقة تعبت حتى تسلمت المراكز، وقد أثبتت وجودها في المراكز التي تسلمتها، فالمرأة في مقدورها أن تعطي، وأن تكون قادرة على تنظيم بيتها وتربية عباقرة ورجال، كما أنها قادرة على أن تبني وتساهم في بناء الوطن، ولذلك علينا أن نساعد المرأة لإيصالها إلى المراكز الأساسية ومن ثم نحكم عليها، لأن الحكم المسبق غير مقبول".

 

 

وقالت الدكتورة لور عبد الخالق "بالنسبة لي ليس لدي خطة للترشح، ولكنني هنا لدعم المرأة بما أملك وبما أستطيع من تقديم دورات لتطوير الذات والتنمية الشخصية لدعم المرأة القيادية والريادية، خاصةً وأن لدي مشاركات في مؤتمرات حول المرأة القيادية والريادية، وتحديداً في لبنان، كما لدي مشاركة في الخارج حول هذا الموضوع، وأنا جاهزة لدعم المرأة أينما كانت وفي كافة النواحي".

 

 

كما أوضحت الأكاديمية سارة أبي المنى أنه "كانت فرصة بالنسبة لي أن أتعرف على المسؤولات في "فيفتي فيفتي"، وهذا اللقاء الثاني معهن لأعمل على الوعي وتمكين المرأة لتعزيز فرصها في الوصول إلى الحقل العام والعمل السياسي، وبشكل خاص دعمها للوصول إلى المجالس البلدية"، مشيرةً إلى أن الوصول إلى تمكين المرأة ودخولها المعترك العام ولا سيما البلديات يتحقق من خلال دعم الكوتا النسائية لتمثيل المرأة في مختلف المجالات "هذا الأمر هو البداية في سبيل الوصول إلى ما نصبو إليه كنساء".