"لا تقتل نفسك، كل انتحار إبادة" حملة توعوية للتصدي للانحلال والتمييز
في ظل تصاعد حالات الانتحار بين النساء والشباب الإيزيديين أطلقت مؤسسات مدنية إيزيدية حملة توعوية تحت شعار "لا تقتل نفسك، كل انتحار إبادة" تهدف إلى مواجهة ما وصفته بالإبادة البيضاء التي تستهدف الهوية الإيزيدية عبر الحرب النفسية والاجتماعية.
 
					مركز الأخبار ـ حذّرت الحركات النسوية الإيزيدية في بيان مشترك من تصاعد ما وصفته بـ "الإبادة البيضاء" التي تستهدف المجتمع الإيزيدي سياسياً وثقافياً ودينياً، خاصة بين النساء والشباب نتيجة الضغوط النفسية والاقتصادية والتغيرات الاجتماعية.
أصدرت كل من حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) واتحاد المرأة الإيزيدية الشابة والإدارة الذاتية في شنكال، بياناً مشتركاً اليوم الخميس 30 تشرين الأول/أكتوبر، جاء فيه "كنساء ومجتمع إيزيدي استطعنا أن نعيش ونحمي هويتنا ووجودنا بثقافتنا وديننا وهويتنا الأصيلة حتى يومنا هذا، دافعنا بكل ما نملك من أجل حماية أنفسنا، وكان الفرمان 74 الأصعب التي واجهناها، وبالرغم من تلك الهجمات قاومنا ولم نتخلى عن ثقافتنا وهويتنا".
وأكد البيان أن "المجتمع الإيزيدي يواجه اليوم الإبادة البيضاء من جميع النواحي، سياسياً وثقافياً ودينياً، وفي الوقت نفسه يتم تحقيق ذلك من خلال الحرب الخاصة والنفسية "فيما يتعلق بالنساء والشباب أصبح مجتمعنا بأكمله هدفاً لهذه الهجمات، ونتيجةً لهذه الهجمات تتزايد المشاكل الاجتماعية في مجتمعنا خاصةً في السنوات الأخيرة، حيث ازدادت حالات الانتحار في مجتمعنا بشكل ملحوظ، نتيجة الضغوطات الأسرية والأزمات الاقتصادية، والتغيرات الأخلاقية".
ويرى البيان أن "هذا الوضع خطير للغاية ومقلقاً لمجتمعنا ويزداد سوءاً بين النساء والشباب، كان الاعتقاد السائد بوجود حياة جماعية متساوية في عقيدة الإيزيديين وطبيعتهم، لكن ما يُعاش الآن هو انحراف عن هذا الاعتقاد، حيث بات الشباب عرضة للتغريب الثقافي والديني بفعل الاستخدام المكثف للهواتف الذكية والإنترنت ووسائل الإعلام الافتراضية، ما يُعمّق من آثار الحرب الخاصة التي تستهدف هوية المجتمع الإيزيدي ووجوده".
وأوضح البيان أنه "بعد الإبادة الأخيرة تُنفذ سياسة الهجرة إلى أوروبا ضد مجتمعنا بطرق عديدة، وضع أهلنا الذين يعيشون في المخيمات مشابه، في مسارات الهجرة تلك وفي تلك المخيمات، تتطور العديد من الحوادث التي تُسيء إلى ثقافتنا وإيماننا داخل مجتمعنا، ضحايا هذا الوضع هم من الرجال والنساء على حد سواء، في مجتمعنا تُسجل حالات انتحار الرجال بنفس معدل النساء، كما تتعرض النساء للعنف الجسدي والنفسي من قبل الرجال داخل المنزل، كما أصبح الزواج في سن مبكرة أمراً شائعاً جداً، وهذا أيضاً أحد أسباب انتحار الشابات والشبان على حد سواء، في مجتمعنا يشهد أيضاً التمييز الجنسي، والسلطة الذكورية، والتخلف الاجتماعي الذي يحول دون عدم المساواة بين الجنسين، وإلى أن يتم التغلب على هذه العقلية لن تكون هناك نهاية لحالات الانتحار، ولن يُبنى مجتمع حر ومتساوٍ".
وأِشار البيان إلى أنه "كمجتمع يجب علينا معالجة هذا الوضع لا ينبغي اعتباره أمراً طبيعياً ومصيرياً، يجب على كل منا أن يرتقي إلى مستوى واجباته ومسؤولياته، أولاً وقبل كل شيء يجب أن ترى كل أسرة نفسها مسؤولة عن تعليم الأطفال والشباب، لأنهم مستقبل مجتمعنا وحراس ثقافتنا وهويتنا وإيماننا"، مضيفاً "باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية والإدارة الذاتية بجميع مؤسساتها ومجالسها نعتبر أنفسنا مسؤولين عن حل مشاكل مجتمعنا، وكما صمدنا في وجه الهجمات السياسية والاجتماعية والجسدية والثقافية لأحد عشر عاماً أصبحنا اليوم القوة والإرادة لإيجاد حلول لمجتمعنا، نؤكد أننا سنواصل النضال من أجل ذلك من الآن فصاعداً قوة ومصدر نضالنا هو فكر وفلسفة القائد عبد لله أوجلان لأنه هو أكثر من يُحلل المشاكل الاجتماعية ويروج لحلولها، يقول هذا تحديداً عن قتل النساء 'قتل كل امرأة هو سبب الثورة لكن تُقتل النساء يومياً في كل مكان من العالم، وبشخص المرأة يُقتل المجتمع أيضاً".
ولفت البيان في ختامه إلى أنه من هذا المنطلق ولمنع انتشار حالات الانتحار "نطلق حملةً تحت شعار 'لا تقتل نفسك، كل انتحار أبادة' يجب أن نقول كفى لحالات الانتحار لأنه ليس الحل، أولاً وقبل كل شيء يجب على النساء والشباب أن يقودوا هذه الحملة، وفي الوقت نفسه كل فرد في مجتمعنا مسؤول عن ذلك، فقط من خلال التعليم والمعرفة والدفاع عن النفس والتنظيم يمكننا أن نصبح قوةً دافعةً للحل ومنع الانتحار، ستعتمد مبادرتنا على التواصل مع المجتمع وتثقيفه، سننفذ أنشطةً متنوعةً لإنجاح المبادرة نعتقد أنه إذا انضم المجتمع والنساء والشباب إلى هذه المبادرة بموقفٍ مشترك، سنمنع ونضع حد لحالات الانتحار".
          
        
