لا أفق للتهدئة... النزاع في السودان يدخل أسبوعه الثامن
أدى النزاع الدائر في السودان إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد، حيث انعدم الأمن والكهرباء والماء وتوقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن تقديم خدماتها.
مركز الأخبار ـ في ظل غياب أي أفق للتهدئة وارتفاع عدد الضحايا والحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية، دخل النزاع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعه الثامن.
اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم الأحد 4 حزيران/يونيو، في أحياء جنوبي الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام فإن منطقة المهندسين وبعض أحياء أم درمان القديمة علاوة على أحياء في جنوب الخرطوم شهدت قتالاً عنيفاً مساء أمس استخدمت فيه المدفعية إلى جانب الأسلحة الخفيفة.
وعقب انتهاء الهدنة القصيرة دعت السعودية إلى تجديد الهدنة رغم تعليق المحادثات بين الطرفين، مؤكدةً حرصهم على استمرار المباحثات بين ممثلي القوتين العسكريتين، والتي تركزت سابقاً على ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، والتوصل إلى اتفاق حول الخطوات التي ينبغي على الطرفين اتخاذها قبل استئناف المحادثات.
وكانت كل من السعودية والولايات المتحدة أعلنتا في بيان مشترك في الأول من حزيران/يونيو الجاري تعليق محادثات جدة بين طرفي الصراع الدائر في السودان بسبب "الانتهاكات الجسيمة" المتكررة لوقف إطلاق النار.
وتشهد شوارع العاصمة الخرطوم أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بسبب انتشار الجثث المتحللة، والحيلولة دون دفنها بسبب استمرار الاشتباكات، حيث أعلن الهلال الأحمر السوداني أن القتال المستمر في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلاً انتشلت جثثهم من مناطق القتال، دون التعرف على هوياتهم.
وذكر الهلال الأحمر في بيان سابق له، أنه منذ اندلاع القتال في الخامس عشر من نيسان/أبريل الماضي دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور.
وحذرت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا أليونا سينينكو، من أن الوضع الإنساني في البلاد سيئ للغاية، لافتةً إلى أن المدنيين يعانون الأمرين، وسط انعدام الأمن والكهرباء والماء وتوقفت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال عن تقديم خدماتها.
وجاءت تلك التحذيرات في الوقت الذي علقت فيه المحادثات بين الطرفين في جدة بعد الانتهاكات العديدة التي شابت الهدنة القصيرة التي أعلن عنها مطلع الأسبوع الحالي.
وكان العديد من الخبراء نبهوا سابقاً إلى خطورة استمرار القتال، وعدم التوصل إلى هدنة دائمة بغية إطلاق المفاوضات السياسية لاحقاً، مؤكدين على أن مستقبلاً مريراً ينتظر البلاد إذا استمرت الحرب.