كيف تقيم المرأة مهرجان ثقافة الأمة الديمقراطية الأول؟

عبرت النساء من مختلف المكونات اللواتي شاركن في مهرجان ثقافة الأمة الديمقراطية الأول في تل براك، عن آرائهن وقمن بتقييم المهرجان.

الحسكة ـ لأول مرة، وفي موقع تاريخي شهد بداية البشرية يقام مهرجان ثقافة الأمة الديمقراطية الذي شاركت فيه كافة المكونات ذات الثقافة والتاريخ والهوية التي تعيش بين نهري دجلة والفرات.

مهرجان ثقافة الأمة الديمقراطية الأول الذي أشرفت عليه هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا أقيم تحت شعار "بروح ثقافة الأمة الديمقراطية سنحمي شمال وشرق سوريا ونضمن الحرية الجسدية للقائد آبو"، وبمشاركة كافة المكونات.

ولأول مرة، وبطريقة مختلفة ومثيرة للاهتمام للغاية، يتم جمع العديد من الفنون في مهرجان يؤكد على أصالة المنطقة وحضارتها، من صنع الأطباق التقليدية وعرض الخيول والجمال إلى الأدوات القديمة التي كانت تستخدمها الجدات عبر التاريخ.

وتحدثت النساء السريان والعرب والأرمن اللواتي شاركن في المهرجان بأعمالهن الفنية والثقافية وأبدين آرائهن حول هذا العمل الغني.

"المهرجان فرصة مهمة في مواجهة الضغوط السابقة"

شاركت صباح شابو من مقاطعة قامشلو، بطهي أطباق شعبية تحت الخيمة المخصصة للمكون السرياني، وقالت "الأطباق التي نصنعها اليوم هي شعبية وأغلبها يتم تحضيرها خلال الأعياد، مثلاً هذا الطبق هو من الحلويات التي نصنعها في أعيادنا الكبيرة، كما نضع صليباً أو صورة صغيرة في قطعة صغيرة منها ومن تكون هذه القطعة من الحلوى من نصيبه يصبح إنساناً محظوظاً جداً ويعتبر أنه بركة للمنزل، ولأن هذا المهرجان يحيي ثقافتنا وتراثنا مرة أخرى وبطريقة مختلفة تماماً، أعتبر أن هذا المهرجان مهم جداً لجميع المكونات".

وأضافت "عندما نرى العلاقة بين جميع الثقافات، نشعر بالفخر والسعادة، فقد أظهر المهرجان أن العديد من ثقافاتنا وثقافات المكونات الأخرى متشابهة ليس فقط في الطعام، بل أيضاً في اللغة والملابس أيضاً، وهذه هي المرة الأولى التي نشارك فيها في مثل هذا المهرجان، لذلك نرى مثل هذه الأنشطة فرصة لإظهار ثقافتنا وتاريخنا للعالم أجمع. في السابق وبسبب الضغوط لم يكن بالإمكان تنظيم مثل هذه الأنشطة من أجل إحياء ثقافتنا وتاريخنا، لكننا نحاول الآن الفوز بهذه الفرصة بكل الطرق الممكنة".

جسر بين الثقافة القديمة والحديثة

وقالت مديرة حركة الهلال الذهبي في مقاطعة الحسكة رشا علو باسم المكون العربي "لأول مرة تحت مظلة الأمة الديمقراطية، تتحد جميع الأمم بثقافتها وتراثها وتخلق أجمل لوحة فنية مشتركة، وبقدر أجمل لوحة فسيفساء هي اللوحة المعروضة هنا في المهرجان اليوم وهي ذات قيمة وثمينة للغاية، ومثل كل الأمم، كنساء عربيات تركنا بصمتنا في المهرجان، وعلى تلة تاريخية، اليوم تعرض ثقافة وتاريخ الأمم، وهذا في حد ذاته يصبح حلقة الوصل بين التاريخ القديم والجديد والجسر بين الثقافة الحديثة والقديمة".

"الهدف من المهرجان هو التعاون والتضامن"

وأوضحت عضو مجلس الجالية الأرمنية كلستان كافوليان أهمية المهرجان كونه "يظهر وحدة الأرمن والآشوريين والسريان والكرد والعرب، ومن أهداف المهرجان هو التعاون والتضامن لأن عدو جميع الكيانات مشترك، وأهمية هذا المهرجان هي أنه لن يتمكن أحد من كسر وحدة الشعب، وهكذا نوجه رسالة إلى أعدائنا المشتركين ونقول إن هذه الأمة لن تكسر وتهزم بطائرة استطلاع لأننا شعب يدعم السلام، ولأننا نرى أنفسنا كعرق وبنية ومكون واحد وهذا ما تؤكده أفكار القائد عبد الله أوجلان فنحن اليوم نحارب بروح ثقافة الأمة الديمقراطية المشتركة ونسير على هذه الفلسفة".

"بعد 108 أعوام، نمت بذور الرمان مرة أخرى وتجذرت بعمق"

وعن الوضع قبل ثورة 19 تموز، قالت كلستان كافوليان "قبل الثورة، تم تجاهل جميع المكونات وتم تعريف مكونات الأرمن والسريان على أنها أمة واحدة تحت اسم المسيحيين، ولكن اليوم كأرمن لدينا خيمتنا الخاصة التي نعرض فيها منتجاتنا التاريخية وتراثنا من الملابس وغيرها، وهناك خيمة خاصة لكل من السريان والعرب والكرد يجتمعون فيها ويعرضون ثقافتهم. 108 عام مرت على الإبادة الجماعية للأرمن، وبعد كل هذه السنوات تُزرع بذور الرمان مرة أخرى على أرض شمال وشرق سوريا لتظهر ثقافتها من جديد وتتجذر بعمق".

وفي ختام حديثها قالت "ثقافتنا لا تقتصر على حدود شمال وشرق سوريا، بل انتشرت أيضاً في العالم. هذه الثقافة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ ونتيجة للحروب والإبادة الجماعية، تم إخفاءها ولكن لم يتم محوها، واليوم نعيد إحيائها مرة أخرى، تضامننا ووحدتنا سيكون أقوى من الهجمات، وسنعمل على تطوير ثقافتنا بروح ثقافة الأمة الديمقراطية".