كونفرانس وحدة الموقف يؤكد على أن مبادئ التعددية واللامركزية لا تتعارض مع وحدة سوري

المرحلة التي تمر بها سوريا تحتاج لتكاتف الجميع وعدم إقصاء المرأة، وعلى ذلك تم تنظيم كونفرانس لتوحيد الصف بمشاركة ما بين 400 إلى 500 مندوب يمثلون مختلف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا.

آفرين نافدار

الحسكة ـ على هامش كونفرانس "وحدة الموقف لمكونات شمال وشرق سوريا"، الذي نظم في وقت حساس جداً من تاريخ سوريا للتأكيد على وحدة الشعب الكردي بمشاركة من جميع مكونات المنطقة وكلمات من الساحل السوري ممثلة بالشيخ غزال غزال، والسويداء من الشيخ حكمت الهجري، أكدت المشاركات على أهمية دور المرأة في هذه المرحلة.

أكدت المشاركات في الكونفرانس على أن وحدة الشعب السوري لا تعني إقصاء أي مكون، وأن اللامركزية لا تعني تفتيت الوطن، وأن السلطات دائماً تعمل من خلال فرض العنصرية والاستبداد على خلق نظام مركزي يخالف تماماً ما يناشده الشعب السوري.

 

"حضورنا هنا هي رسالة تبين وحدة المكونات السورية"

وعلى هامش الكونفرانس قالت الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا خود العيسى من مقاطعة الرقة أنه سبق الكونفرانس جلسات تمهيدية في جميع مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا.

ولفتت إلى أن "الحرب الإعلامية استهدفت مناطقنا وبشكل خاص مقاطعة الرقة، وحاول الإعلام التابع للجهات المتطرفة إلى بث الفتنة بين مكونات المنطقة لكن حضورنا هنا هو رسالة إلى الحكومة المؤقتة والقوى الإقليمية والدولية أننا شعب واحد لا توجد تفرقة بيننا ونعيش بجميع مكوناتنا واختلافاتنا وأطيافنا وأدياننا بسلام ونحترم بعضنا البعض".

وبينت أن دحر داعش تحقق "بفضل خيرة شبابنا وشاباتنا الذين قدموا أرواحهم من أجل أن نعيش نحن بأمان وسلام"، موضحةً أن السلام تحقق في ظل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.

وطالبت بأن تكون سوريا الجديدة تعددية لا مركزية يعيش الجميع فيها بسلام، وأن تسن قوانين تحترم التعددية التي تتميز بها البلاد "لا نقول أقليات أو أكثرية فنحن شعب واحد، وقد عشنا تجربة الإدارة الذاتية التي يجب أن تكون نموذجاً لكل سوريا، فهنا أهالي المنطقة هم من يديرون أنفسهم ويدافعون عن مناطقهم".

ورفضت التدخل الخارجي قائلةً أنه "يحاول تقسيم المنطقة"، مؤكدةً أن "شعارنا هو وحدة سوريا ولكن مع المحافظة على تنوعها، وأن تكون لا مركزية، ديمقراطية، تعددية وأن تصبح الجمهورية السورية لتشمل الشعب السوري كافة".

ووجهت رسالة إكرام وإجلال لعوائل الشهداء، مستذكرةً الشهداء "الذين ضحوا بأنفسهم لنعيش بسلام فهذا الكونفرانس هو رسالة لكل من يريد بث الفتنة نقول نحن شعب واحد بإرادة واحدة نقف خلف قواتنا قوات سوريا الديمقراطية ونؤمن بأن الحل يجب أن يكون سوري ـ سوري عبر طريق الحوار الجامع لكل السوريين".

 

 

"الكونفرانس يدعو إلى توحيد موقف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا"

من جهتها أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا سهام قريو أن الكونفرانس "يدعو لوحدة صف المكونات لبناء سوريا الجديدة"، مبينةً أنه "كمرأة سريانية شاركت في تأسيس الإدارة الذاتية منذ عام 2014 وحتى الآن مشروع الإدارة الذاتية منح المرأة حقوقاً دفعتها لتحقيق العديد من الإنجازات".

وضربت مثالاً على ذلك بالقول أن مجلس الشعوب الديمقراطي صادق على العقد الاجتماعي في المادة 110 التي تتحدث عن إنشاء مجلس المرأة لشمال وشرق سوريا ليكون مظلة لكافة المنظمات النسائية في المنطقة "في كل مؤسسة منسقية تهتم بشؤون المرأة وتدعم إرادتها لتشارك في كافة المجالات".

وأكدت بأن ما يسعى الكونفرانس إلى تحقيقه هو لمصلحة سوريا وشعبها "نتمنى النجاح للكونفرانس لدعم الشعب السوري ليكون مشارك في الحكومة السورية المستقبلية، وتأسيس سوريا موحدة تعددية مركزية مدنية يدير فيها الشعب السوري نفسه بنفسه كما جاء في العقد الاجتماعي الذي اتفقت عليه كافة المكونات الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا".

ولفتت إلى أنه في العقد الاجتماعي نسبة مشاركة المرأة 50 بالمرأة وهي تمثل في كافة الأماكن وحتى صنع القرار وتشارك في المحافل الدولية وفي المجالين الاجتماعي والاقتصادي ولها بصمتها في المجال الثقافي وحتى الديني.

 

 

"الوحدة لن تتحقق بالشعارات فقط بل بالعمل المشترك"

كما قالت منى باروتة التي حرصت على ارتداء الزي التقليدي الآشوري لتعبر عن هويتها، أن "المكون الآشوري بكافة طوائفه يؤكد على أن الوحدة الحقيقية لا تتحقق بشعارات فقط بل العمل المشترك على أرض الواقع، وبتحويل التنوع إلى قوى دافعة لبناء سوريا تعددية وديمقراطية وآمنة يعيش الجميع فيها بالمساواة والعدالة".

وشددت على أن "التنوع القومي والديني هما عاملي قوة لا ضعف إذا ما تم البناء على أساس الاحترام المتبادل والاعتراف المتكافئ لحقوق الجميع".

 

 

"الكونفرانس يطرح موقفه ضد تقسيم سوريا"

أما الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم شمال وشرق سوريا، هدية شمو فأكدت أن انعقاد هذا الكونفرانس خطوة مهمة بالنسبة للمرحلة التي تمر بها سوريا، "موقف المكونات السورية مهم جداً من أجل بناء سوريا ديمقراطية، فالمجازر التي تعرضت لها الطائفة العلوية في الساحل السوري والدرزية في السويداء واستمرار حالات الخطف والقتل بحق المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام هدفها تقسيم سوريا وخلق حرب أهلية بين مكوناتها".

وبينت أن تنظيم الكونفرانس جاء لتوحيد موقف المكونات الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا ضد ما تتعرض له سوريا، "دعا الكونفرانس المشاركون والمشاركات لتوحيد الجهود من أجل تحقيق الاستقرار والأمان في سوريا".

وشددت هدية شمو على أن السياسات التي تحاول خلق نظام مركزي تعارض مطالب الشعب السوري الذي أشعل فتيل الثورة "تسعى الحكومة السورية المؤقتة إلى خلق نظام مركزي بلون واحد، لكن سوريا بلد متنوع بمكوناته ومتعدد الألوان، وكانت ولا زالت مكونات سوريا تعيش مع بعضها، لذا نظام العيش المشترك واحد من مطالب الشعب السوري، لكن السلطات دائماً تعمل من خلال فرض العنصرية والاستبداد على خلق نظام مركزي يخالف تماماً ما يناشده الشعب السوري".

وأضافت "الموقف الذي تطرحه مكونات سوريا من خلال هذا الكونفرانس سيوجه مستقبل سوريا نحو الديمقراطية والتعددية"، مؤكدة بأن هذا الكونفرانس خطوة تاريخية لحماية مكتسبات الشعب السوري وتوحيد صفوفه نحو سوريا حرة خالية من خطاب الكراهية والتطرف والعنف.

 

 

"نسعى لطرح تجاربنا لسوريا عامة"

من جهتها أوضحت أريف قصبيان الإدارية في مجلس الأرمن أن "الكونفرانس ذو معنى وأهمية كبيرة، لأنه يحتضن كافة المكونات الموجودة في إقليم شمال وشرق سوريا من عرب وكرد وسريان وأرمن وآشور، وهذا يؤكد سعينا لطرح تجاربنا في المنطقة لمستقبل سوريا وضمان تحقيق الديمقراطية".

وبينت أن اختلاف الطوائف والأديان لم يبعد النساء عن هويتنهن السورية، "سوريا جميلة بتنوعها الثقافي والديني، والتاريخ يثبت البطولات التي خلدتها الطوائف السورية من أجل بناء سوريا حرة، وسنتبع نهج المقاومة والإصرار إلى أن نضمن حقوقنا في سوريا".

وأشارت إلى أن الكونفرانس هدفه "توحيد موقفنا ومطالبنا كمكونات إقليم شمال وشرق سوريا، من أجل مستقبل سوريا"، مناشدةً جميع مكونات سوريا إلى النضال حتى تحقيق النصر والعدالة في سوريا الحرة.