'كوباني اسم بقي في تاريخ المقاومة الكردستانية والعالم'
يتزامن الأول من تشرين الثاني/نوفمبر مع الذكرى العاشرة لليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني، ويخلد هذا اليوم ذكرى مقاومة أهالي ومقاتلي كوباني ضد الهجوم الغاشم الذي شنه داعش في أيلول/سبتمبر 2014.
ساره محمدي
جوانرود ـ في عام 2014، خلال مواجهة قوات الدفاع الشعبي والمقاتلات ضد هجمات داعش على مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا، تشكلت مقاومة تاريخية في هذه المدينة، وأصبحت هذه المقاومة رمزاً للوحدة الكردية والدولية وبطولة المرأة المقاتلة.
بقيادة المرأة والمقاتلات الكرديات أصبحت مدينة كوباني حصناً للمقاومة والصمود، واستطاعت هذه المقاومة أن تقدم الشعب الكردي وكردستان والمرأة الكردية إلى العالم، وأن تثير تضامن شعوب العالم المحبة للسلام، ويوافق اليوم الجمعة 1 تشرين الثاني/نوفمبر "يوم كوباني العالمي".
في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، في اليوم السادس والأربعين للمقاومة البطولية والنضال الذي خاضه أهالي كوباني ومقاتلو وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، ضد همجية داعش، شارك ملايين الأشخاص وخرج أهالي أكثر من مئة مدينة كبرى في العالم إلى الشوارع دعماً لكوباني، وإذ أكدوا تسجيل الأول من تشرين الثاني "يوم كوباني العالمي" في صفحات تاريخ نضال شعوب العالم المحبة للحرية، فقد أيدوا ودعموا مقاومة ونضالات شعب كوباني البطولية.
ودعت المئات من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية والأحزاب والمنظمات المدنية والعمالية واليسارية والشيوعية حول العالم كل الشعوب المحبة للحرية والنضال والعدالة إلى النزول للشوارع في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر ودعم هذه الملحمة، والمقاومة والانخراط في المظاهرات التاريخية.
وقد لاقت هذه الدعوة استجابة إيجابية على نطاق واسع في أكثر من مئة مدينة رئيسية في العالم، وتوافد ملايين من الأشخاص في دول أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا وكندا، وكذلك في مختلف مدن شرق كردستان، وعبّروا عن مقاومتهم ونضالهم ودعمهم لكوباني.
وقالت نساء مدينة جوانرود في شرق كردستان أن "مقاومة المناضلين من أجل الحرية التي استمرت 134 يوماً ضد تنظيم داعش المتطرف، الذي هاجم كوباني بدعم من القوى الرأسمالية وحكومات دول المنطقة بقيادة حكومة الاحتلال التركي، يمكن مقارنتها بتاريخ الآلاف من سنوات المقاومة الإنسانية لتحقيق الحرية والمساواة".
وبينت سوما. م أن الذكرى العاشرة لمقاومة كوباني تتزامن مع هجمات وحشية للاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، مستنكرةً إياها "يشن الاحتلال التركي هجمات وحشية على المدنيين والمراكز الصحية والعلاجية والبنية التحتية والصوامع وحتى المخابز في إقليم شمال وشرق سوريا".
وأكدت أن "الهجمات الأخيرة وحتى هجمات السنوات الماضية وخاصة مدينة كوباني التي كانت مظهراً لمقاومة الشعب الكردي ضد الرجم والحجارة، هي تكملة واستمرار لهجمات داعش على هذه المنطقة، إن سلطات الاحتلال التركي، التي كانت المحرك الرئيسي لداعش، بعد فشلها في احتلال كوباني ومدن روج آفا الأخرى من خلال تقديم الدعم المادي واللوجستي تريد الآن الانتقام من داعش من خلال قصف واستهداف المناطق الحيوية، للاستيلاء على كوباني وإجبارهم على الهجرة حتى تتمكن من مواصلة احتلال المنطقة".
وأشارت إلى أن شعار Jin Jiyan Azadî انطلق من شوارع كوباني المدمرة وتردد صداه في العالم "تلطخت مدينة كوباني بدماء الآلاف من أطفال كردستان والمناضلين الأمميين من أجل الحرية، ولم يعد هناك مكان آمن في إقليم شمال وشرق سوريا، ولكن ضحى الرجال والنساء المناضلون من أجل الحرية بحياتهم مع هتاف وشعار " Jin Jiyan Azadî" الذي انتشر الآن في جميع أنحاء العالم".
وبينت أنه "على صدى شعار Jin Jiyan Azadî الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان علينا نحن الكرديات أن نواصل طريق هؤلاء المقاتلات وأن نكون قادرات على تنظيم أنفسنا في كافة المجالات لتحرير شرق كردستان من أيدي الذين يريدون استعباد النساء وأسر الرجال في زوايا منازلهم".
واختتمت حديثها بالتأكيد أن السبيل الوحيد لتحرير الشعب الكردي والشعوب الأخرى التي تعيش في الشرق الأوسط من الحرب والصراع هو إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان "إن الطريقة الوحيدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط المضطرب، وهو مهد الديانات المختلفة ويضم أكبر عدد من الأعراق والقوميات والديانات، هو التخلص من نظام الدولة القومية وتحقيق الحكم الذاتي الديمقراطي، وأدعوا الكرد وجميع المناضلين من أجل الحرية أينما كانوا لتوسيع أنشطتهم لإنهاء عزلة قائدنا الجسدية والاستمرار بأنشطتهم الاحتجاجية".
من جهتها قالت فرزانة. م "كوباني اسم محفوظ في تاريخ المقاومة في كردستان والعالم. إن صورة المناضلات من أجل الحرية بشعرهن المجدول والبنادق في أيديهن، اللاتي ضحين بحياتهن من أجل أرضهن ووطنهن، لن تمحى أبداً من أذهان الشعب الكردي وطالبي الحرية في العالم. إن النساء اللواتي ضحين بحياتهن جنباً إلى جنب مع رفاقهن، لم تسمحن لجبال أرضهن الشامخة، التي كانت صديقتهن ومساعدتهن الوحيدة، أن تتعرض للإهانة، وأن تصبح الكرديات وكردستان عبيداً لظلام داعش".
"كوباني هي تجسيد للحرية والمساواة"
وفي إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي يشنتها الاحتلال التركي شمال وشرق سوريا وخاصة مدينة كوباني، قالت فرزانة. م إن "الهجمات تتم بشكل ممنهج بالتزامن مع اقتراب الذكرى العاشرة لليوم العالمي لكوباني، وتعتبر هذه الهجمات استمراراً لهجمات داعش على كوباني وروج آفا"، لافتةً إلى أن الدولة التركية وداعش "كلاهما هاجما روج آفا بنفس الفكر، فأردوغان الذي يقف على الجانب الآخر من أبو بكر البغدادي، يريد تدمير مشروع نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية بهجماته على البنية التحتية للمنطقة، والتي تتم باسم الدين، والأفكار الفاشية".
وأدانت فرزانة.م صمت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إزاء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي بحق إقليم شمال وشرق سوريا "في ظل حرب إسرائيل في غزة ولبنان، أطلق الاحتلال التركي موجة جديدة من الهجمات منذ ليل الأربعاء 23 تشرين الأول ضد إقليم شمال وشرق سوريا، وأدت هذه الهجمات إلى مقتل العشرات من المدنيين وتدمير البنية التحتية مثل المراكز الصحية والتعليمية والمخابز والطحين والقمح".
وأوضحت "لقد تم قصف المستودعات ومحطات الكهرباء وورش الإنتاج والمصانع وشبكات الهاتف والمياه ومحطات الغاز والنفط وتعرضت حياة أكثر من 5 ملايين شخص للخطر، لكن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وحتى منظمات حقوق الإنسان لم يفعلوا ذلك، فلم يظهروا حتى أدنى رد فعل على هذه الهجمات، وفي الواقع، فإن هذه الحرب التركية تجري بالضوء الأخضر من حلف شمال الأطلسي وأمريكا وقوى الدولة القومية في المنطقة، وهي استمرار لهجمات داعش على روج آفا وكردستان وكوباني".
وترى أن "سلطات الاحتلال التركية، التي فشلت في الحرب مع المقاتلين من أجل الحرية، تسعى للتعويض عن فشلها وعجزها في حل المشاكل المحلية والدولية الكبرى من خلال إعدام السجناء السياسيين وقمع الشعب، والهجوم على إقليم شمال وشرق سوريا".
واختتمت فرزانة. م حديثها بالتأكيد على أن "الشعب الكردي يتعرض للإبادة الجماعية والمجازر في عموم كردستان منذ عقود، ويتم إعدام النشطاء في شرق كردستان، وتعرضوا لهجمات الكيماوي، والأنفال في إقليم كردستان، ويتم تهميشهم وقتلهم في شمال كردستان وفي شمال وشرق سوريا يتعرضون لهجمات جوية ويذبحون يومياً على يد الناتو عبر الدولة التركية، لكن أصواتهم ليست مسموعة عند المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، ولذلك كمجتمع كردستان وغيرهم من الباحثين عن الحرية في الشرق الأوسط، علينا أن ندعم بعضنا البعض حتى نتمكن، مثل كوباني، من تحرير أرضنا والعيش بحرية وكرامة".