"كوب 30" على الأبواب وتحذيرات من موجات نزوح مناخي غير مسبوقة
أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الكوارث المناخية خلال العقد الأخير أدت إلى نزوح داخلي لما يقارب 250 مليون شخص، بمعدل يفوق 67 ألف حالة يومياً.
مركز الأخبار ـ معاناة مئات الملايين من البشر لم تعد "تحذيراً بيئياً" بل واقعاً يومياً، فحين تتلاقى الكارثة المناخية مع الفقر والنزاع، يصبح القرار بين الهجرة أو الفناء.
بيّنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير لها صدر اليوم الاثنين العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر، قبيل انعقاد المؤتمر السنوي الثلاثين للأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 30" في البرازيل، أن الكوارث المناخية خلال العقد الأخير أدت إلى نزوح داخلي لما يقارب 250 مليون شخص، بمعدل يفوق 67 ألف حالة يومياً.
وأشارت إلى وجود حلقة مفرغة تربط بين النزاعات المسلحة والأزمات البيئية، موضحة أن نحو 75% من النازحين بسبب الصراعات يعيشون في دول تُعد من الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
وضرب التقرير أمثلة على ذلك، منها الفيضانات التي اجتاحت جنوب السودان والبرازيل، والحرارة القياسية التي شهدتها كينيا وباكستان، إضافة إلى أزمة شح المياه في كل من تشاد وإثيوبيا.
وذكر التقرير أن "تغير المناخ يفاقم ويضاعف التحديات التي يواجهها أولئك الذين نزحوا بالفعل، وكذلك مضيفوهم، ولا سيما في الأوضاع الهشة والمتأثرة بالصراعات".
ووفقاً لبيانات مفوضية اللاجئين، يعيش نحو نصف المهجّرين قسراً في دول يجتمع فيها الصراع مع المناخ، مثل السودان وإثيوبيا وميانمار وهايتي.
وأكدت المفوضية أن وقف النزوح المستمر يتطلب "تمويلاً مناخياً حقيقياً" يصل إلى المجتمعات الأكثر هشاشة، وليس وعوداً مؤجلة أو مشروعات رمزية.
وتتوقع مجالس الهجرة المناخية الدولية أن تشهد مدن كبرى في الجنوب العالمي موجات نزوح داخلي متسارعة بحلول عام 2050، نتيجة تفاقم آثار التغير المناخي، فعلى سبيل المثال، قد تستقبل مدينة كراتشي الباكستانية نحو 2.3 مليون نازح من المناطق الريفية المتضررة من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، في حال عدم تحقيق أهداف اتفاق باريس.
وتُعد الفلبين نموذجاً صارخاً لمعاناة الدول الفقيرة من التطرف المناخي الذي يتزايد عالمياً، كما يُتوقع أن تتحول مدن مثل بوغوتا، ريو دي جانيرو، عمّان، وفريتاون إلى مراكز مكتظة بالمهاجرين المناخيين، ضمن ما يُعرف بـ "الهجرة المناخية الداخلية الكبرى"، ووفقاً للبنك الدولي قد يتجاوز عدد المهاجرين 216 مليون شخص بحلول منتصف القرن، ما لم تُعتمد سياسات فعالة للحد من الانبعاثات والتكيّف مع التغير المناخي.
كما تتوقع تقارير أممية أن معظم مخيمات اللاجئين ستواجه، خلال العقود المقبلة، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأيام التي تبلغ فيها درجات الحرارة مستويات خطرة، مما ينذر بتحوّل بعض هذه المواقع إلى مناطق غير قابلة للسكن بحلول منتصف القرن.