كتابة الشعارات على الجدران وسيلة للتعبير عن الغضب

بعد بدء الانتفاضة ازدادت كتابة الشعارات على الجدران بشكل كبير، رغم أن الشعارات السياسية كانت مكتوبة على الجدران من قبل، إلا أن قوات الأمن والوكلاء التابعين للنظام حاولوا محوها، لكن في الآونة الأخيرة لم يتمكنوا من محوها.

لارا جوهري

مهاباد ـ كتابة الشعارات على الجدران هي وسيلة إعلامية شعبية للتعبير عن الغضب والتعبير عن وجود حركات احتجاجية اجتماعية. ففي شعارات الشوارع، تجد كل الرسائل والأهداف الداخلية للحركات رمزاً خارجياً، وتصبح أسوار وشوارع المدينة وسيلة إعلام حرة للناس. في معظم الثورات والحروب الأهلية، لعبت كتابة هذا الشعارات واعتماد الناس على ذاكرة الصورة الدور الإعلامي الأكثر تأثيراً.

أكثر الشعارات التي كتبت على جدران مدن شرق كردستان وإيران خلال الاحتجاجات بعد مقتل جينا أميني هي Jin jiyan azadî""، "مهسا أميني"، "تحيا كردستان"، "الموت للديكتاتور"، "الموت لخامنئي".

سونيا محمد طالبة في المدرسة الثانوية من بيرانشهر، تقول عن تجربتها في الكتابة على الجدران "عندما بدأت الاحتجاجات، كتبنا شعارات على مكاتب وكراسي وجدران المدرسة، لكننا كنا حذرين للغاية لأن بعض الطلاب كانوا يخشون الاعتقال ولكن شيئاً فشيئاً زاد عددنا أكثر. ذات مرة اجتمع جميع الطلاب في الفصل وكتبوا شعار " Jin jiyan azadî" على السبورة، والتقطنا جميعاً صورة مع الشعار".

سميرة علي من سكان قرية حاجب في مهاباد تقول عن شعارات الحكومة "أزيلت شعارات الشعب من جسر المشاة، وكتبوا على أحد الجدران الكبيرة وهو أكثر مناطق القرية ازدحاماً "لبيك خامنئي" و "الموت للانفصاليين"، وغيروا "الحياة والحرية" وكتبوا القسم بدلاً من ذلك".

وعن ضرب أحد الأطفال لمحوه شعارات النظام أوضحت "كنا غاضبين جداً في البداية، وتوجه طفل لمحو شعارات النظام الإيراني، لكنهم نصبوا له كمينا وفي منتصف الليل قاموا بضربه بقسوة. بعد ذلك لم يجرؤ أحد على محو شعاراتهم لأنهم كانوا يراقبونه".

وعن كتابتها للشعارات بينت سميرة علي "في بداية الاحتجاجات قمت أنا وصديقاتي بكتابة شعارات على بعض الجدران بالرش باستخدام صورة بالموجات فوق الصوتية. لكن في وقت لاحق، أصبح شراء البخاخ صعباً وواجهنا نقصاً في رذاذ الطلاء لطلاء الجدران. بعد برهة غُطيت الشعارات برش البخاخ عليها. لكن أعداد كتابة الشعارات كانت كبيرة وكان النظام يواجه مشكلة في محوها لأنهم كانوا يتلقون مواجه من الشعب في الشوارع وكان لديهم القليل من القوة لمحو الشعارات".

بعد ذاهب قوات الأمن إلى مهاباد، لم تمحى الشعارات فقط، بل بدأ الجيش في كتابة شعاراته الخاصة. أما الباسيج فيكتبون "عاش لبيك أو خامنئي، عاش الخميني، عاش الحشد الشعبي، أضحي بحياتي من أجل القائد، الموت للانفصاليين" على الجدران.