خطر عودة وباء الكوليرا يهدد اليمن من جديد

سجلت المستشفيات في اليمن خلال الأيام القليلة الماضية آلاف حالات الإصابة بوباء الكوليرا، فما هي الأسباب التي أدت إلى عودة ظهور الوباء بعد ثلاثة سنوات من إخماده؟

مركز الأخبار ـ يتخوف السكان في اليمن من العيش مرة أخرى مع وباءا لكوليرا الذي اجتاح البلاد عام 2016    وبلغت ذروتها عام 2017، وحتى عام 2012 وصل عدد الإصابات إلى أكثر من 2.5 مليون حالة وأكثر من 4آلاف حالة وفاة وقالت الأمم المتحدة أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

أكد مكتب الصحة العامة والسكان لمدينة تعز أمس الأحد 31 آذار/مارس، أنه تم تسجيل نحو150 حالة إصابة بالكوليرا، كما أشارت مصادر صحية غير رسمية في عدن أن حوالي 400 حالة إصابة سُجلت في المدينة.

وفي مدينة صنعاء أكد الأهالي أن هناك عشرات الإصابات بمرض الإسهال المائي الحاد التي وصلت إلى مستشفيات المدينة|.

وفي وقت سابق أشارت المفوضية الأوروبية، إلى أن هناك 8 مدن يمنية سجلت حالات إصابة بمرض الكوليرا خلال الأشهر الماضية، بعد أن تم الإبلاغ عن 917 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا، إضافة إلى أنه تم تسجيل 8 حالات وفاة بالمرض.

ووفق فريق العمل التابع لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن 1173حالة جديدة يشتبه بإصابتها بالإسهال المائي الحاد/الكوليرا، ووقوع 3 وفيات بالوباء خلال نهاية العام الماضي بنسبة وفيات 1%.

وفي مدينة تعز الشمالية تم تسجيل مئات الحالات عن الإصابة بالإسهال المائي خلال الأيام الماضية، كما تم سجل مركز "الأغوال" الصحي في منطقة الهشمة التابعة لمديرية التعرية عدداً من الإصابات بالكوليرا خصوصاً بين فئة الأطفال.

ومع تدهور الوضع الإنساني وارتفاع أعداد النازحين، دعا مدير المركز إلى خطة لمعالجة الصرف الصحي وتوفير المياه الصالحة للشرب تفادياً لكارثة صحية وشيكة في ظل بداية انتشار الكوليرا، إضافة إلى دعوتها الجهات الصحية والمنظمات لتعزيز قدرة المركز للمواجهة واستقبال الحالات دون الاضطرار لتحويلها إلى المستشفيات التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن المنطقة.

ومع عودة ظهور حالات الإصابة بالكوليرا، يتساءل الكثيرون عن أسباب عودة الوباء، حيث قال مدير الترصد الوبائي في مكتب الصحة بمحافظة تعز، أن السبب يعود إلى عدم الحصول على الأكل الصحي والمياه النظيفة، إضافة إلى طفح المجاري والصرف الصحي الذي يعد سبباً رئيسياً للإصابة بوباء الكوليرا.

وقال إن السبب يعود أيضاً إلى تدفق المهاجرين الأفارقة إلى المناطق الساحلية، بعد أن أثبتت التقارير تفشي الوباء في وقت سابق بينهم، كما يعد استمرار انهيار النظام الصحي في البلاد الناتج عن الحرب الدائرة منذ سنوات أحد أهم الأسباب في توطّن الكوليرا وعودتها بين الحين والأخر.