خريجو إقليم كردستان بين الإهمال والبطالة... حلم العمل يتلاشى

يعاني خريجو إقليم كردستان، خاصة النساء، من تجاهل فرص التوظيف، لذلك يطالبون الحكومة بإعادة فتح باب التوظيف لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في بناء المجتمع.

شيا كويي

كويه ـ تجاهل توظيف الخريجين أحد أبرز العقبات أمام الشباب في إقليم كردستان، إذ يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، والإحباط، وانعدام الأمل، مما يزعزع الثقة في التعليم مستقبلاً، ويؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني، ويحرم البلاد من طاقات بشرية تم الاستثمار فيها عبر التعليم.

استمرار تجاهل توظيف الخريجين في إقليم كردستان، دفع الشباب إلى الهجرة وترك بلادهم بحثاً عن فرص أفضل، مما يقلل من استفادة البلاد من طاقاتها الشابة والمؤهلة، وبسبب العادات والتقاليد، فإن الهجرة بالنسبة للنساء أصعب، ما يجبرهن على البقاء داخل جدران المنازل في انتظار المجهول.

زيبا جعفر، خريجة قسم الإعلام، تحدثت عن تجربتها "أتمنى أن أعمل في مجالي مستقبلاً وأن أصبح إعلامية ناجحة، رغم أن النساء في بلدنا لا يُنظر إليهن كما يُنظر إلى الرجال، وهذا يشكل عائقاً أمام النساء اللواتي لا يستطعن العمل بحرية، ويتطلب الأمر جهداً كبيراً".

وأضافت "منذ البداية، دعمتنا عائلاتنا لنكمل تعليمنا، والآن يجب أن نرد لهم الجميل، لكن للأسف، ما زلنا نعتمد عليهم مالياً، لأن التوظيف متوقف منذ عام 2012، أتمنى أن تُمنح فرصة لأولئك الذين أنهوا تعليمهم، فأنا أيضاً كنت متفائلة، لكنني أرى أن جميع الأبواب مغلقة أمامنا، ونجبر على العمل بشكل عشوائي، وهذا لا يضمن لنا الاستمرارية"، موضحةً "لقد درسنا لسنوات طويلة ولم نحصل على شيء، نشعر بالإحباط والتجاهل، ولا أحد يصغي للنساء، في حين يجب أن تُمنحن، مثل الرجال، حقوقهن وفرص عمل واضحة".

بدورها، قالت كويسان فقي، خريجة المعهد الفني قسم إدارة الأعمال "لا توجد أي فرص توظيف، وهذا سبب يجعل الطلاب يفقدون الحافز للتعليم، بالنسبة لي، رغم أنني أنهيت دراستي، أرغب في مواصلة التعليم للحصول على شهادة أعلى، لكن عندما أرى هذا الوضع، أشعر بالإحباط".

وبينت "لدي صديقة تركت الدراسة في المرحلة الإعدادية، وانسحبت تماماً، لذلك، أطالب حكومة إقليم كردستان بإعادة فتح باب التوظيف لجميع الخريجين السابقين والحاليين، حتى تتقدم فرص العمل ونتمكن من تحقيق أهدافنا".