كارثة إنسانية تواجه غزة في ظل الحصار والقصف المستمر
تسبب القصف المستمر والحصار في إصابة آلاف النازحين في مراكز الإيواء بأمراض مختلفة كالجدري والأمراض التنفسية، نتيجة انعدام مقومات الحياة والنظافة الأساسية، ما ينذر بتحول مراكز النزوح إلى بؤرة للأوبئة.
مركز الأخبار ـ تواصل إسرائيل قصفها لقطاع غزة لليوم الواحد والعشرون على التوالي، أسقطت خلالها آلاف القتلى والمصابين جلهم من النساء والأطفال.
ارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الخميس 26 تشرين الأول/أكتوبر، إلى 7028، بينهم 2913 طفلاً، و1709 امرأة، و397 مسناً، وإصابة 18484 آخرين، بالإضافة إلى أنه لا يزال هناك أكثر من 1600 مفقود تحت الأنقاض بينهم 940 طفل وفق ما أكدته المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة.
وقال إن إسرائيل ارتكبت 43 مجزرة خلف 481قتيلاً معظمهم من النازحين في جنوب قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل تعمد ارتكاب 731 مجزرة بحق العائلات منذ بدء الهجمات.
وأشار إلى أن إسرائيل يتعمد إبقاء المنظومة الصحية في حالة انهيار تام جراء منعه إدخال الوقود والاحتياجات الطبية الطارئة، محذراً من كارثة صحية جراء تحول المستشفيات إلى مراكز إيواء تضم عشرات آلاف النازحين في ظروف غير صحية والتي تسببت في انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
ودعا كافة الجهات إلى ضرورة القيام بإجراءات فورية لإنقاذ المنظومة الصحية المنهارة واستعادة قدرتها في علاج آلاف المرضى والمصابين، كما وطالب بفتح معبر رفح البري وإدخال المساعدات الطبية والوقود والسماح بخروج المصابين والمرضى.
وتسبب القصف المستمر والحصار في إصابة آلاف النازحين بأمراض عديدة في مناطق متفرقة في القطاع، نتيجة انعدام مقومات الحياة والنظافة الأساسية، ما ينذر بتحول مراكز النزوح إلى بؤرة للأوبئة خاصة الجلدية والتنفسية.
وأفاد نازحون في القطاع الذي يسكنه نحو 2.3 مليون نسمة بأن أطفالهم أصيبوا بحالات إسهال وغثيان وجدري وسعال وارتفاع الحرارة، فيما أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 70% من سكان القطاع النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة.
وأشار إلى أن أكثر من مليون شخص في غزة نزحوا إلى مراكز إيواء موزعين على 223 مركز إيواء، بينها مستشفيات ومدارس وكنائس ومراكز رعاية صحية، والتي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والماء والوقود والعلاج.
وأضاف أن هناك أكثر من 50 ألف نازح في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وعشرات الآلاف في مختلف المستشفيات في القطاع والمدارس التي تؤوي آلاف من النازحين، مؤكداً أنه تم رصد أكثر من ثلاثة آلاف حالة مختلفة من أمراض جلدية ومعدية، أضافة إلى اكتشاف عشرات الحالات الجدري المائي المعدي وسريع الانتشار بين النازحين.
وأكد أن القطاع سيواجه كارثة انسانية وصحية وبيئية كبيرة سيكون لها تبعات خطير في المستقبل على غزة، مشدداً على أن للهجمات المتواصلة أثار على الصحة العامة والذي يهدد مستقبل الحياة والمعيشة في القطاع على المستوى الصحي والإنساني.
وأوضح أن المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات الصحية والإنسانية، مشيراً إلى أن مستشفيات غزة رغم أنها تفتح أبوابها لكنها لا تقدم أي خدمة صحية للمصابين والمرضى.
وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن القصف على إسرائيل تسبب في مقتل 1400 شخص منذ بدء الهجمات وإصابة 5132، بينهم عسكريون برتب رفيعة ترغب حركة حماس في مبادلتهم بأكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يقبعون في سجون إسرائيل.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن ما لا يقل عن 22 إعلامياً قتلوا منذ بداية القصف على قطاع غزة، بعد أن كانت الحصيلة السابقة 17 قتيلًا، مشيراً إلى أن من بين الإعلامين الذين قتلوا 18 منهم فلسطيني في وقت لا يزال أثنان منهم في عداد المفقودين.
وأوضح اللجنة أنها لا تزال تتحقق من التقارير التي تفيد بمقتل إعلاميين آخرين أو فقدانهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تعرضهم للتهديد، أضافة إلى الأضرار التي لحقت بمكاتب وسائل الإعلام ومنازل الصحفيين.
وتسبب القصف ليلة أمس الخميس في مقتل الصحفية الفلسطينية دعاء شرف وطفلتها التي تعمل في الإذاعة مقدمة برامج، بعد أن أطلقت إسرائيل عدة صواريخ على منزلها في منطقة الزوايدة وسط القطاع.