كارثة إنسانية تلوح في الأفق... حصار وقصف متواصل في شمال غزة
تواصل القوات الإسرائيلية قصف شمال غزة بعنف، مطالبة السكان بإخلاء منازلهم قسراً تحت التهديد وسط أوضاع كارثية حلت بالمدنيين.
غزة- تستمر القوات الإسرائيلية في محاصرة مناطق شمال قطاع غزة لليوم الثامن عشر على التوالي، حيث شهد صباح اليوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر، تصعيداً خطيراً في القصف المدفعي وإطلاق النار في بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع، تسبب بمقتل 15 مدنياً بينهم نساء وأطفال وأصيب آخرون، وتعرضت تلك المناطق لقصف مدفعي عنيف، تزامناً مع إطلاق نار مكثف على منازل المواطنين ومراكز الإيواء التي تأوي العائلات المهجرة بسبب القصف المستمر.
في الوقت ذاته، قامت طائرات كواد كابتر إسرائيلية بالتحليق في عدة مناطق متفرقة، بما في ذلك محيط مستشفى كمال عدوان، حيث بثت رسائل تهديد للسكان تطالبهم بإخلاء منازلهم والتوجه قسراً نحو منطقة صلاح الدين، تحت قصف كثيف ونيران مدفعية مستمرة. السكان الذين تلقوا هذه التهديدات وجدوا أنفسهم أمام خيارين أما البقاء تحت القصف في منازلهم أو المخاطرة بالخروج تحت النيران المتواصلة.
في ظل هذا التصعيد العسكري، صرحت إدارة المستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة أن القوات الإسرائيلية تمنع دخول فرق الصليب الأحمر، التي كانت تسعى لإيصال الطعام والمياه للطواقم الطبية والمرضى. كما أشارت الإدارة إلى أن القوات منعت إدخال الوقود والمستلزمات الطبية للمستشفى، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء وتهديد حياة المرضى، لا سيما أولئك الذين يعتمدون على الأجهزة الطبية الحيوية.
المستشفى الإندونيسي يعاني من نقص حاد في المواد الأساسية، مع وجود عشرات المرضى داخل المستشفى في حالة حرجة. ورغم المناشدات الإنسانية المستمرة، فإن القوات الإسرائيلية تواصل فرض الحصار ومنع أي محاولات لإيصال المساعدات إلى المستشفى أو المناطق المحيطة.
وفي محيط المستشفى ومناطق القصف، أكد شهود عيان أن عشرات الشهداء والمصابين منتشرون في الشوارع دون إمكانية انتشالهم أو إنقاذهم، بسبب استمرار القصف المدفعي والخوف من استهداف فرق الإنقاذ أو المدنيين الذين يحاولون تقديم المساعدة.
الوضع في بيت لاهيا ومخيم جباليا يعكس حالة من الذعر والفوضى، حيث لا يتمكن السكان من الخروج من منازلهم أو طلب المساعدة، بينما تستمر الطائرات بدون طيار في بث رسائل التهديد.
في ظل هذه الظروف القاسية، وجهت منظمات حقوقية وإنسانية عدة مناشدات لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 لا تزال الحرب بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس مستمرة، وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد القتلى إلى 42 ألف و603 قتيلاً، و99 ألف و795 مصاباً، جلهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى آلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا يمكن الوصول إليهم.