كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الهجمات على قطاع غزة

تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة على العديد من مناطق غزة، مع محاولات في التوغل أكثر داخل القطاع بعد أوامرها لسكان العديد من المناطق بالإخلاء الفوري والتوجه جنوباً.

مركز الأخبار ـ دخلت الحرب على قطاع غزة يومها الـ 78 ولا تزال إسرائيل مستمرة في قصفها مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع المحاصر، وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.

شنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الغارات على العديد من مناطق قطاع غزة، تركزت معظمها على منطقتي المغراقة والزهراء ودير البلح وسط القطاع، وأسفر قصف على مخيم النصيرات عن مقتل 18شخص أمس الجمعة 22 كانون الأول/ديسمبر.

ودمرت غارة إسرائيلية محطة لتحلية المياه في بلدة جباليا، كما قصفت منزل في حي الأمل بمدينة خان يونس، وقامت باستهداف مركز تابع للهلال الأحمر أمام مشفى الأمل، وأعلن الجيش الإسرائيلي استمرار العملية البرية في القطاع بعد أوامرها لسكان عدد من المناطق بالإخلاء الفوري والتوجه جنوباً، في إشارة إلى توسيع اجتياحها البري للقطاع.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على أنها لن تقبل بأي هدنة مؤقتة، بل هي جاهزة للتفاوض
إذا أوقفت إسرائيل هجومها، بعد العرض الذي قدمته والذي ينص على وقف القتال لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح 35 أسيراً.

وعلى الصعيد الإنساني، قالت منظمة الأمم المتحدة اليونيسف أنه مع استمرار الهجمات والقصف والحصار التام، سيعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة من أشد أشكال سوء التغذية والذي يهدد حياتهم، والمعروف باسم الهزال الشديد، محذرة من أن الأطفال سيواجهون خطر الموت الذي أصبح حقيقاً بالفعل بالنسبة للعديد من الأُسر في غزة.

وحذرت من أن أكثر من 155 ألف حامل ومرضعة إلى جانب 135 ألف طفل دون سن الثانية، يعانون من سوء التغذية، نظراً لاحتياجاتهم الغذائية المحددة.

ومن المرجح أن يكون قرابة نصف سكان غزة في مرحلة "الطوارئ" التي تتضمن ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد وزيادة عدد الوفيات بحلول السابع من شباط/فبراير المقبل، مع استمرار الهجمات والحصار الخانق المفروض على القطاع.

وبحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، يقتل يومياً قرابة 300 شخص في القطاع المحاصر منذ بداية الحرب، باستثناء الأيام السبعة التي توقف فيها إطلاق النار، حيث يشكل إحصاء أعداد القتلى عادة تحدياً كبيراً في أي منطقة حرب، ومن المتوقع أن أعداد القتلى أعلى بكثير لأنه لا يشمل الجثث المدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة أو التي لم تُنقل إلى المستشفيات.

وبلغ عدد القتلى في غزة منذ بدء الهجمات أكثر من 20 ألف أغلبهم أطفال ونساء، وأكثر من 55 ألف جريح، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.