جيوتي فرنانديز: الهجمات التركية تمثل اعتداءً مباشراً على النساء

أكدت جيوتي فرنانديز، المتحدثة باسم حركة La Via Campesina، خلال زيارتها لإقليم شمال وشرق سوريا، أن الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي على المزارعات تُعتبر "إرهاباً".

سوركل شيخو

الحسكة ـ يستقبل إقليم شمال وشرق سوريا وفوداً نسائية متعددة من دول مختلفة، ومن بينها حركة La Via Campesina وهي حركة دولية تمثل أكثر من 200 مليون مزارع في أكثر من 180 دولة.

زارت المتحدثة الرسمية باسم حركة La Via Campesina البريطانية جيوتي فرنانديز، إقليم شمال وشرق سوريا للمرة الأولى، وتحدثت عن الهجمات التي تواجهها النساء من قبل الاحتلال التركي وخاصة العاملات منهن.

أشارت جيوتي فرنانديز إلى أنها توجهت إلى إقليم شمال وشرق سوريا للقاء النساء اللواتي أسسن ثورة المرأة، معربة عن رغبتها بمعرفة وضع المزارعين "جئت إلى هنا للقاء النساء اللواتي قمن بثورة المرأة، وفي الوقت نفسه، يثير اهتمامي وضع المزارعين هنا، بالإضافة إلى العمل الزراعي في سوريا بشكل عام، وتأثير هجمات الدولة التركية على المنطقة والضغوط الناتجة عنها".

وأعربت عن صدمتها من واقع المنطقة "لقد شعرت بالصدمة حقاً عندما رأيت الاعتداءات على النساء اللواتي تسعين لتطوير أنفسهن. وبشكل خاص، الهجمات على النساء العاملات في مصانع الألبان والأجبان، وكذلك الاعتداءات على المزارعين، وهذا أمر غير مقبول بشكل عام. العمل الزراعي في جميع أنحاء العالم هو عمل صعب للغاية ولكنه بالغ الأهمية، والنساء تشاركن في الزراعة وتعملن في الحقول، وتنتجن محاصيل جيدة. الغذاء ضروري للجميع حتى لا تتضور عائلاتنا وأطفالنا ومجتمعاتنا جوعاً".

ولفتت إلى الهجمات التي يشنها الاحتلال التركي، ووصفتها بأنها تستهدف جوهر المجتمع وأساسه "لقد عمدت تركيا إلى الاعتداء على العاملات في المصنع الذي كن تصنعن فيه الزبادي والأجبان. هذا الهجوم هو اعتداء مباشر على أساس المجتمع، فالغذاء ليس ضرورياً لجسمنا فحسب، بل هو أيضاً جزء من ثقافة مرتبطة بالزراعة، فالنساء تعرفن كيفية رعاية الحيوانات وزراعة البذور، لذا فإن هذا الهجوم يمثل اعتداءً مباشراً على المرأة أيضاً".

 

"في قرن التغير المناخي، هجمات تركيا تزيد المخاطر"

وعن التغير المناخي، أشارت جيوتي فرنانديز إلى الهجمات التي تفاقم من المخاطر "نعيش جميعاً في عصر التغير المناخي، حيث تتغير الفصول، ترتفع درجات الحرارة، تقل المياه في مختلف أنحاء العالم، كما أن التجارة والأسواق العالمية تواجه صعوبات كبيرة في مجال المنتجات الزراعية. هذه التحديات لا تقتصر على تحقيق الأرباح اليومية، بل تشمل أيضاً استمرارية العرض. بالإضافة إلى هذه الصعوبات، هناك هجمات تشكل تهديدات كبيرة، وهو ما أصابني بالصدمة".

وشددت على ضرورة أن "ندرك الوحشية التي تستهدف العمل اليومي. على سبيل المثال، قمنا بزيارة مصنع حيث تعمل النساء في إنتاج أنواع مختلفة من الألبان، وقد تعرض هذا المصنع نفسه لهجوم جوي. نتيجة لذلك، اضطرت العاملات إلى التوقف عن العمل بسبب الأضرار المادية والبشرية. علاوة على ذلك، فإن الهجمات التي تؤدي إلى فقدان الأرواح تسبب أيضاً أضراراً نفسية".

وأفادت جيوتي فرنانديز بأنها تحدثت مع المزارعين الذين تعرضت حقولهم للحرق، واستنتجت ما يلي "تحدثنا مع المزارعين الذين أحرقت أراضيهم، ووجدنا أنهم يتعرضون للمراقبة من قبل المسيرات. أعتبر أن هذا يعد إرهاباً ضد الأفراد الذين يسهمون في بناء الأسس الاجتماعية، لذلك يجب تسليط الضوء على هذه الهجمات ضد المزارعين، سواء هنا أو في سوريا. في الوقت نفسه، يُعتبر هذا اعتداءً مباشراً على حركة حرية كردستان وعلى العاملات في المنطقة. هؤلاء النساء لا تكرّسن جهودهن فقط من أجل تحرير المرأة، بل تناضلن وتقاتلن أيضاً. وفي كل يوم، تساهمن في بناء أساس غذاء المجتمع"، مؤكدة على ضرورة العمل على توعية العالم بأن هذه الهجمات تستهدف الأبرياء بشكل مباشر.

 

أهمية بناء الدعم الدولي ووقف الهجمات

وأعربت جيوتي فرنانديز عن رغبتها في بناء مجتمع ديمقراطي وحر بأسلوب بيئي، مشددة على أهمية استخدام أفضل الأساليب لتحقيق ذلك واتخاذ خطوات ملموسة "علينا دعم هذا المجتمع، كما ينبغي إبلاغ القوى الدولية بضرورة إنهاء الهجمات التي تشنها تركيا على المنطقة".

وأضافت "أعمل في المنظمات الزراعية من أجل تعزيز الأمن الغذائي، ونمثل ونتشارك تجارب المزارعين في مختلف الأماكن. أعتقد أنه من واجب كل فرد أن يسعى للتواصل مع حكوماته. يجب أن نشارك ما شهدناه وما يحدث هنا، وكيف يتم استهداف المزارعين، والأهم هو أن نعمل على خلق الدعم اللازم لوقف هذه الهجمات".

ووصفت جيوتي فرنانديز المزارعين والنساء العاملات في قطاع الأغذية بأنهم "أبطال"، مشيرةً إلى أن عملهم يتم في أصعب الظروف، مما يجعله بمثابة بناء ونضال في الوقت ذاته، كما يواجهون تحديات كبيرة في حماية الموارد الحيوية مثل المياه والكهرباء.

وفي ختام حديثها، بينت أن هذا يمثل مصدر إلهام كبير لها، وأنها تدرك أن النضال لا يزال مستمراً، مؤكدة على أهمية إعلان هذا النضال للعالم، لكي يتمكن الجميع من رؤيته، ولتتمكن النساء في جميع أنحاء العالم من العمل معاً من أجل تحقيق العدالة.