جمعية نسائية تطالب بحماية البائعات المغربيات من العنف

شددت فاعلات جمعويات ومدنيات، بضرورة حماية النساء البائعات في الشارع العام، من كافة أشكال العنف والتمييز الذي تتعرضن له في المرافق العمومية التابعة لجماعة الدار البيضاء بالمغرب.

حنان حارت

المغرب ـ أكدت فاعلات حقوقيات في المغرب أن النساء والفتيات المغربيات البائعات في الفضاءات العامة تتعرضن لكافة أشكال العنف، مما يفرض تضافر جهود المجتمع المدني والمجالس المحلية، من أجل تدبير الشأن المحلي، وتوفير الحماية اللازمة لهذه الفئة من النساء المغربيات.

بالتزامن مع الأيام الأممية الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، نظمت جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أمس الثلاثاء 26 تشرين الثاني/نوفمبر، ندوةً صحفية، قدمت خلالها مذكرة مطلبية حول "الدار البيضاء مدينة آمنة... من العنف الممارس على النساء النشيطات/البائعات في الفضاءات العامة".

وأكدت الجمعية في مذكرتها المطلبية على عدم توفر الحماية الكافية للنساء والفتيات من العنف بكافة أشكاله ومن التمييز في الفضاءات والمرافق العمومية، مشيرةً إلى تنامي حالات العنف ضد النساء العاملات في الفضاءات العامة.

وشددت على ضرورة تمديد ساعات العمل بالنسبة لحافلات النقل العمومي إلى الساعة الثانية عشر ليلاً يومي السبت والأحد، إضافةً إلى العمل على توفير إضاءة جيدة لشوارع الأحياء الشعبية وتمديد فترتها إلى السابعة صباحاً لتجنب تعرض النساء لسرقة والاعتداءات الجنسية والجسدية لتتمكن النساء من التنقل إلى مكان العمل بشكل آمن.

وطالبت الجمعية كذلك بالتنسيق مع المصالح الترابية والأمنية من أجل إحداث مراكز للشرطة والقوات المساعدة، تكون قريبة من جميع المرافق العمومية التابعة لجماعة الدار البيضاء، والتي تتواجد بها النساء البائعات النشيطات في الفضاءات العامة.

وقالت منسقة مراكز الاستماع بجمعية التحدي للمساواة والمواطنة رجاء حمين أن الندوة تأتي للإعلان عن اختتام مشروع الدار البيضاء مدينة آمنة من العنف الممارس على النساء البائعات /النشيطات في الفضاءات العامة، لافتةً إلى أن المشروع يهدف لتسليط الضوء على معاناة النساء البائعات في ظل نقص وسائل الحماية والدعم "توج عملنا بإعداد مذكرة مطلبية تضمنت عدة توصيات توصلنا إليها بعد إجراء جلسات استماع وورشات عمل ولقاءات تشاورية وتشخيصية مع النساء البائعات في الفضاءات العامة في كل من مقاطعتي حي المحمدي والمعاريف".

وأوضحت أن هذه المطالب تهدف إلى تحسين وضعية النساء داخل الفضاءات التجارية العامة، مطالبةً بفضاءات آمنة وخالية من العنف والتحرش والتمييز، تراعي كرامة النساء.

ودعت بتدخل سريع وفعال لجماعة الدار البيضاء، من أجل توفير الحماية والدعم لهؤلاء البائعات "أملنا أن تتجاوب جماعة الدار البيضاء مع المذكرة المطلبية، لوقف معاناة نساء ضحايا العنف في مدينة الدار البيضاء، واتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير التي ستمكن من توفير بيئة آمنة لهن في الفضاءات العامة، كبناء أسواق نموذجية تستجيب لحاجات هذه الفئة من النساء وتوفير مرافق صحية خاصة".

وأكدت على ضرورة توفير آليات حماية في الأسواق النموذجية، بشكل يراعي ويحافظ على كرامة النساء، بهدف تحسين ولوجهن لهذه الفضاءات ولضمان الاستقلالية والاستمرارية المالية لهن.

 

 

ومن جانبها طالبت واحدة من البائعات في الفضاءات العامة ربيعة حنان، وهي أم لطفلتين، بتحسين ظروف عملها وحمايتها من المضايقات "كنساء بائعات نتعرض لعدد من التحرشات من طرف الزبائن"، لافتةً إلى أنها سبق وتعرضت للعنف اللفظي من طرف أحد الأشخاص الذي قام بإهانتها ونعتها بكلام فاحش أمام ابنتها.

وقالت "نعمل في ظروف غير ملائمة، ونطالب بإحداث سوق نموذجي يتوفر على المرافق الصحية الضرورية للحد من العنف ضد النساء"، مؤكدة على أهمية التضامن.