جمعية النساء الديمقراطيات تحتفل بالذكرى الـ 35 لتأسيسها
احتفلت جمعية النساء الديمقراطيات بذكرى تأسيسها الخامسة والثلاثين بتدشين مركز التاريخ والتوثيق النسوي "صفية فرحات" ومركز للتسجيل وتنظيم معرض صور تضمن أهم الأحداث والمحطات النضالية التي عاشتها الحركة النسوية.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ أكدت المشاركات في ذكرى تأسيس جمعية النساء الديمقراطيات التونسية أن 35 عاماً فترة طويلة وهي تمثل نضالات عضواتها اللواتي تواصلن النضال إلى اليوم واللواتي غادرن الحياة أو اللاتي تم تهجيرهن.
بحضور عدد كبير من عضواتها احتفلت أمس الثلاثاء 6 آب/أغسطس، جمعية النساء الديمقراطيات بذكرى تأسيسها الـ 35 بتدشين مركز التاريخ والتوثيق النسوي تحت اسم "صفية فرحات" ومركز للتسجيل إلى جانب تنظيم معرض صور تضمن أهم الأحداث والمحطات النضالية التي عاشتها الحركة النسوية.
واتفقت المشاركات أن 35 سنة مرت على تأسيس الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات هي فترة طويلة زمنياً ولكنها أطول بحجم نضالات عضواتها اللواتي تواصلن النضال حتى اليوم.
احتفال بطعم المعاناة
تقول عضو الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات حليمة الجويني "6 آب/أغسطس 1989 هو يوم مشهود لأننا حققنا نصراً على قوى الرجعية بعد أن رفضت وجودنا، لذلك من حقنا أن نحتفي لنجدد الوفاء لمناضلاتنا ومؤسساتنا ولتاريخنا وذاكرتنا فاليوم نحتفي بذكرى تأسيس جمعيتنا في ظروف تذكرنا بما عايشناه وحتى بعدما اقتلعنا هذا الاعتراف القانوني، لأن الاعتراف النضالي لا ننتظره من السلطة بل من صاحبات الحق".
وأضافت "النضال تاريخ وتراكمات والذاكرة هي مجموع ذاكرات لكل فرد فيه إسهامه وعطاؤه، لقد دعوناكم اليوم لتكونوا شهود عيان على جزء مما قدمته الحركة النسوية لهذا البلد، ولندشن اليوم مركز التاريخ والتوثيق النسوي صفية فرحات ليكون قبلة لكل من أهتم أو أراد الاطلاع وتعميق التفكير في القضايا النسوية".
وأوضحت أن "تطوير فكرة مركز للحفاظ على الأرشيف وجمعه كانت تراودنا منذ سنين وحتى قبل رحيل صفية فرحات وكانت هي واحدة ممن دافعن عن الفكرة كما حدثتنا مراراً عما يسمى الذاكرة الشامخة لمجموعة نسوية تعمل في مصر لم يكن من السهل اقناع الممولين بمشروع كهذا ولم يكن من السهل اقناع مناضلات الجمعية بفكرة التوثيق وتنظيم الارشيف ورقمنته وجعله في متناول كل المهتمين/ات بالحركة النسوية التونسية بعد الثورة، وفي خضم ما قدمته الحركة النسوية التونسية في الدفاع عن حقوق النساء والمساواة مما أذهل العالم وحفز الكثير من المهتمين/ات بالحركة فتجمعت حولنا وسائل الإعلام والباحثين/ات والمهتمات بالشأن النسوي والحقوقي مدركين/ات كيف صمدت هذه الحركة وكيف أثرت بالرغم من كل العراقيل ومحاولات التشويه التي طالتها من كل حدب وصوب وما جند لها من أمكانيات نضالية".
وخلصت إلى القول "بدأنا بعد الثورة في تنظيم الأرشيف ولكن لم يستمر ذلك أكثر من سنة لعدم توفر مراقبة متواصلة وحدث أن هُدد بإتلاف الارشيف لولا شجاعة نجاة الغربي ولذلك لا يمكنني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والاعتراف بكل ما قدمته نجاة الغربي ومعها حافظة ذاكرة الجمعية نادية حكيمي لإنقاذ الارشيف والمحافظة عليه، ولقد بقيت هذه الفكرة واسم مركز صفية فرحات مسؤولية نحملها على عاتقنا"، لافتةً إلى دور "أحلام بلحاج التي ساعدتني على تحويل الفكرة إلى مشروع قدمناه إلى مؤسسة "إكسفوم" فقبل المشروع، إلا أن الموت أبى أن تكون إلى جاني يوم تركيزه".
"سنواصل النضال"
من جانبها قالت نائلة الزغلامي رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات "لقد مرت 35 سنة بالكثير من المحطات النضالية ساهمت فيها نساء آمن بالنسوية وبالتضامن النسوي وبمناهضة العنف بجميع أشكاله، وحاولن أن تكن متواجدات في قلب الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولقد حاولن دعم كل الفئات النسوية من عاملات إلى ربات منازل وتم تحقيق مكاسب قانونية منها القانون عدد 35 و58 الذي جاء نتيجة نضالات وتراكمات كبرى"، مضيفةً "افتتح مركز التاريخ والتوثيق للذاكرة النسوية فضلاً عن تأسيس استيديو للتسجيل يؤرخ محطات الحركة النسوية ووسيلة لإيصال صوتها، لذلك يمكن أن يكون أداة لتأريخ الحركة النسوية ويمكن أن يكون أداة للتحشيد والمناصرة ويكون متاحاً لجميع الجمعيات النسوية".
وقد استذكرت عدد من عضوات الجمعية بقولها "لقد غادرتنا العديد من النسويات أمثال نعمة نصيري ونزيهة جمعة وأحلام بلحاج والهام مرزوقي وزينب فرحات وغيرهن، وهناك أيضاً أخريات أجبرن على العيش خارج البلاد لتدفعن ثمن نضالاتهن وإيمانهن بالحركة الحقوقية والحركة المدنية وخاصة الحركة النسوية ومنهن بشرى بلحاج حميدة التي أعددنا لأجلها نشرة خاصة نؤرخ فيها نضالاتها وتاريخها".
وختمت حديثها بالقول "الحركة النسوية مهمشة في بلادنا وهناك تراجع كبيرة في الحقوق والحريات ولكن رغم ذلك سنبقى في قلب الحدث ولن نتراجع ولن نخاف وسنواصل النضال معاً سواء النضال المدني أو الحقوقي أو السياسي بكل أشكاله".
رقمنة الأرشيف
كما قالت نجاة الغربي إحدى عضوات الجمعية والمشرفة على إنجاز مركز التاريخ والتوثيق النسوي "هذا المركز يحمل اسم الناشطة صفية فرحات وهي واحدة من مؤسسات الجمعية وكانت تهتم بالتوثيق والارشيف وتؤمن بأن الحركة يجب أن يكون لديها مركز توثيق ومركز دراسات لتاريخها".
وأضافت "سنواصل على نفس الوتيرة وسوف نوسع دائرة التوثيق من خلال هذا المركز ونقوم برقمنة كل تسجيلاتنا ومنشوراتنا وكتبنا ونتركها على ذمة الباحثين/ات ليستقبلهم المركز للقيام ببحوثهم العلمية سواء من علماء الاجتماع أو نقابيين أو طلبة، أي ستكون أبوابه مفتوحة أمام عدة شرائح عمرية واجتماعية".
وأكدت أن "كل الوثائق تنتجها حركتنا أثناء تنظيم مسيرة أو عقد اجتماع أو القيام بحملة حول التحرش الجنسي أو بيان صحفي أو امضاء عرائض تهم موضوع الإرث مثلاً أو حول العنف".
وختمت بأن "المركز سوف يحتوي على كتب ومجلات ومكتبة مفتوحة للعموم لإعارة الكتب وستتم رقمنة كل الوثائق المكتوبة والمسموعة والمرئية وكذلك الصور، كما سيتم منح جزء منه إلى مؤسسة الأرشيف الوطني لأنه تجاوز الـ 35 سنة".