جلسة حوارية تشدد على ضرورة دمج الشباب والنساء لإحداث تغيير سياسي

شددت الناشطة السياسية والاجتماعية زهيرة كمال على ضرورة دمج الشباب والنساء لتبادل الخبرات والمعارف بين الجيلين لإبراز أهمية الدور الذي يقوم به كلاً منهم في إحداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي.

رفيف اسليم

غزة ـ نظم مركز مسارات أول جلسة حوارية عابرة للأجيال بين القيادات النسوية والشباب في فلسطين، وتخللت الجلسة مداخلات وأسئلة من الفئة الشابة حول التطورات السياسية وزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة لفلسطين.

ضمن مشروع دعم الحوار النسوي في فلسطين، الذي ينفذه مركز مسارات، بالتعاون مع منظمة مارتي أهتيساري للسلام، وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بدعم من الحكومة النرويجية، نظم مركز مسارات، أمس الأحد 24 تموز/يوليو، جلسة حوارية بحضور 47 شاب/ة من الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر تقنية الزوم.

وأوضحت الناشطة السياسية والاجتماعية زهيرة كمال أن الجلسة الحوارية تتيح الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين جيلها والجيل الحالي لإبراز أهمية الدور الذي يقوم به كل من الشباب والنساء في إحداث التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي، والمرتبط بالحصول على نتائج مرضية بالمشهد السياسي الفلسطيني.

وأشارت إلى أن "تزداد أهمية وجود النساء والشباب بالمشهد السياسي الفلسطيني في ظل عملية الاقتلاع من الأراضي التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي ممارستها مع إحلال المستوطنين الصهاينة من كافة الجنسيات بدلاً منهم"، لافتةً إلى أن "الأمر يتفاقم خطورته مع استمرار الدعم الذي تقدمه أمريكا ودول أوروبا لإسرائيل، بالتالي غياب الحاضنة الدولية للقضية الفلسطينية".

وترى زهيرة كمال أن "فلسطين بدأت تفقد الحاضنة العربية أيضاً في ظل عدم قيام وزارة الخارجية الفلسطينية بأداء دورها المناط به، فالكثير من الدول العربية طبعت مع إسرائيل، خاصةً دول إفريقيا التي سحبت تصويتها لصالح فلسطين في هيئة الأمم المتحدة"، مشيرةً إلى أن تلك الترتيبات لم تتم في يوم وليلة بل هي نتاج محاولات طويلة لم يعلم بها سفراء فلسطين في تلك الدول بالتالي فقدوا قدرتهم على التأثير بالقيادة وبقيت القاعدة الشعبية.

وعن تطبيق عملية دمج الشباب والنساء سياسياً تقول أن ذلك لن يتم سوى بضغط الفئة الشابة أنفسهم أو انشقاقهم عن تلك الأحزاب، وإنشائهم حزب كبير يضم كافة الشباب الفلسطينيين، بذلك سيتم تشكيل ضغط وتلبية مطالبهم، مستدركة أن قبل تلك الخطوة يجب أن يكون هناك تحضير متمثل بانخراط الفئة الشابة في مؤسسات المجتمع المدني والنقابات وحدوث عملية التثقيف بشكل كامل من خلال القراءة.

وأشارت إلى أن "اتفاقية أوسلو أضعفت حل بناء الدولتين وعملت على تقسيم الضفة الغربية لثلاث مناطق وهم (أ, ب, ج) تلك المناطق التي من المفترض أن يكون هناك توقيت زمني لانسحاب إسرائيل منها في حدود عام 2002، لكن ما حدث أن اسرائيل اجتاحت كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة الذي انسحبت منه في عام 2005 واضعة إياه في حصار خانق وكأنه سجن كبير جمعت فيه عدد من الفلسطينيين".

وأكدت زهيرة كمال على أن "إسرائيل انسحبت من اتفاق أوسلو بتلك الإجراءات لذلك كان على السلطة أن تتبرأ من الاتفاق عبر توقف التنسيق الأمني الذي يتيح لجيش الاحتلال دخول المناطق التابعة لها، والعبث داخلها مع شن حملات الاعتقال الشرسة والممهنجة".

وأوضحت أن "ما يحدث من عمليات الاستيطان الممهنجة بالضفة الغربية هو جزء من الخلل الذي فرضه التهاون في متابعة تنفيذ اتفاقية أوسلو، وكذلك ما يحدث بالقدس وصدور عدة أحكام من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية بمصادرة الأراضي والبيوت التي تعود ملكيتها للفلسطينيين"، مشيرةً إلى أن "ذلك يحدث في ظل استمرار السياسة المتعبة بتكميم الأفواه وإغلاق المؤسسات وعدم السماح للنقابات لتؤدي دورها في ظل استشراء الفساد بمؤسسات السلطة".

وشددت زهيرة كمال على أهمية إجراء انتخابات فلسطينية لكي يتم تفعيل المجلس التشريعي لارتباطه بكافة المشكلات، ضاربة مثل أن امتحانات الثانوية العامة تجرى بالضفة وغزة والقدس وتشكل لجان بالمدارس الحكومية التابعة للسلطة دون أي خلل، متسائلة "لماذا لا تتم الانتخابات على هذا النحو أم أنه ستبقى سلطة المتنفذين والمستفيدين الانقسام القائم لخدمة مصالحهم يضعون الحجج الواهية لعدم إجرائها؟".

ومن الجدير ذكره أن زهيرة كمال هي سياسية فلسطينية، أسست اتحاد لجان العمل النسوي الفلسطيني وشغلت منصب وزيرة شؤون المرأة، وتشغل منصب أمين عام حزب فدا الفلسطيني وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب، وهي عضو في مؤسسة ياسر عرفات، وشاركت في مفاوضات السلام في التسعينيات لتكون واحدة من ثلاث نساء تشارك في المفاوضات.