"Jin Jiyan Azadî" صرخة كونية ضد القمع
أكدت ديلان غوفينتش أن النساء في إيران وتركيا واجهن أنظمة ذكورية قمعية، ونظمن أنفسهن لإثبات وجودهن، وفلسفة "Jin Jiyan Azadî" أصبحت رمزاً عالمياً للمقاومة، وأساساً لحلول أزمات الشرق الأوسط، ونضالاً من أجل حرية المرأة.

أرجين ديليك أونجل
آمد ـ بالرغم من مرور ثلاث سنوات على الانتفاضة الشعبية التي انطلقت على إثر مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد "شرطة الأخلاق" في العاصمة الإيرانية طهران، بحجة "عدم التزامها بقواعد الحجاب الإلزامي"، لا تزال السلطات مستمرة في استهداف النساء وانتهاك حقوقهن.
منذ مقتل جينا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، في 16 أيلول/سبتمبر 2022، لم يعد شيء كما كان في إيران، خاصة في شرق كردستان، فقد أشعلت الجريمة شرارة انتفاضة جديدة في بلد شهد العديد من الثورات ضد الأنظمة القمعية، امتدت الاحتجاجات التي أعقبت مقتلها من طهران إلى مدن أخرى، بل وصلت أصداؤها إلى مختلف أنحاء العالم واستمرت لأشهر.
"تحوّلت إلى رمز للمقاومة"
ومع حلول الذكرى السنوية لهذه الانتفاضة، أجرت وكالتنا لقا مع عضوة حركة المرأة الحرة (TJA) ديلان غوفينتش التي وصفت جينا أميني بـ رمز صمود النساء في وجه القمع "الإيرانيات أردن أن يصرخن من خلال جينا أميني من أجل حريتهن".
وأشارت إلى أن إيران تمتلك نظاماً ذكورياً عسكرياً قائماً على التمييز الجنسي "لهذا السبب، بعد مقتل جينا أميني، اجتمعت النساء، ونظّمن أنفسهن، وأظهرن كيف يمكنهن أن يكنّ قائدات للانتفاضة، فإن انطلاقها في إيران أمر بالغ الأهمية، فتمرد النساء ضد نظام صارم واستبدادي مثل إيران كان تطوراً ملهماً ومبعث أمل لجميع نساء العالم".
"النساء خرجن إلى الشوارع من أجل التغيير"
وأوضحت ديلان غوفينتش أن النساء خرجن إلى الشوارع بهدف إثبات وجودهن في مواجهة النظام "نواجه واقعاً يتمثل في ترسيخ الذهنية الذكورية، وتصاعد التمييز الجنسي، وانعدام المساواة، وتنامي النزعة العسكرية في كل المجالات، ومحاولة القضاء على حريات النساء".
وأوضحت أن "بناء نظام ذكوري فرضه نموذج الدولة القومية، والنساء لم يكنّ يوماً جزءاً من هذا النظام، فقد تم حبسهن في المنازل، وتحويلهن إلى مجرد أدوات، وخروجهن إلى الشوارع في إيران لم يكن تعبيراً عن غضب مؤقت، بل كان نتيجة لرغبة حقيقية في التغيير".
"هذه الفلسفة تشير إلى حلول لأزمات الشرق الأوسط"
وأكدت ديلان غوفينتش أن نضال المرأة جعل من القرن الحادي والعشرين "قرن المرأة"، "في هذا القرن، شهدنا نضالات الحركات النسوية وحركة المرأة الكردية في الشرق الأوسط والعالم، لكن بعد مقتل جينا أميني، برز أمر واضح؛ وهو أن Jin Jiyan Azadî"" الذي طرحه القائد أوجلان حمل معه فلسفة أثارت صدى عالمياً، حيث تعبر عن موقف، وتشير في الوقت نفسه إلى حلول لأزمات الشرق الأوسط".
وأفادت أن "فلسفة Jin Jiyan Azadî"" أثرت في نساء العالم بدءاً من الشرق الأوسط، حيث أصبحت هذه الفلسفة مصدر أمل لكل النساء اللواتي يتم استغلالهن، ولهذا السبب، بعد مقتل جينا أميني، ركزت النساء على بناء خطوط المقاومة والتنظيم".
ولفتت إلى أنه "في هذه الاحتجاجات، كانت النساء حاضرات في الميدان من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا، ومن الشرق الأوسط إلى مناطق عديدة، وكنّ صوتاً لنضال المرأة، خاصة من أجل حقوق النساء المضطهدات، المقتولات، والمهمشات، لقد اتحد نضال النساء ضد النظام الذكوري السائد في العالم تحت شعار Jin Jiyan Azadî ومن هذا المنطلق، أعتقد أن هذه الفلسفة قد حققت مكاسب عديدة، سواء على المستوى النظري أو العملي".
نضال المرأة في تركيا وكردستان
وعن قتل النساء في تركيا، قالت ديلان غوفينتش "نواجه نظاماً في إطار الدولة القومية يتجاهل المرأة، يحبسها في المنزل، يُهمّشها، ويحوّلها إلى مجرد أداة، لقد دفعت حركة حرية المرأة أثماناً باهظة نتيجة نضالها الكبير، ومع ذلك، استطاعت النساء أن ينظمن أنفسهن ويثبتن وجودهن".
وأكدت أن "هذه المكاسب لم تُحقق بسهولة، بل دُفعت أثمان، وحاولوا تجريم نضال المرأة، النساء يُستبعدن في السياسة وفي كل مجالات الحياة، هذا مشروع ممنهج من قبل الدولة، ويمكننا اعتباره سياسة مبرمجة".
ولفتت إلى إعلان "عام 2025 عاماً للأسرة"، "في عامٍ يُزعم فيه أن الحكومة تحمي الأسرة، نرى أن جرائم قتل النساء قد ازدادت، أي أن الهدف كان حبس النساء في المنازل، لم يكن الهدف حمايتهن، بل كان هناك نظام يسعى إلى إبعادهن عن النضال، في وقت كنّ فيه تسعينّ لأن تكن مرئيات".
"النساء أثبتن وجودهن للعالم"
وأشارت ديلان غوفينتش إلى أن فلسفة Jin Jiyan Azadî"" تجسدت في إقليم شمال وشرق سوريا "قيام النساء في روج آفا بتشكيل خط دفاع ذاتي ضد داعش أظهر للعالم أن النساء قادرات على النضال والدفاع عن أنفسهن في كل مجال، النساء دائماً عرفن كيف يناضلن ليكنّ موجودات في كل مجالات الحياة، فقد أثبتن للعالم أنهن قادرات على حماية أنفسهن ضد داعش".
وتطرقت ديلان غوفينتش إلى "عملية السلام والمجتمع الديمقراطي" التي بدأت بدعوة من القائد عبد الله أوجلان "نحن نؤمن أن هذه العملية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال حرية المرأة، لا يمكننا الحديث عن الحرية في مجتمع لا تكون فيه المرأة حرة، لذلك، نريد من جميع النساء أن يدعمن عملية المجتمع الديمقراطي، وأن يتحدن من أجل حرية المرأة، ويشكلن منهجاً للنضال، وفي الوقت ذاته، هناك إبادة تُمارس ضد النساء، ومع إبادتهن، تحدث أيضاً إبادة لغوية وبيئية، فنحن النساء، من خلال التنظيم، قادرات على قلب هذه السياسات التي تدمّر الحياة".