هيجا زريان: شعار النضال العالمي "Jin jiyan azadî"

قالت عضوة أكاديمية علم المرأة "جنولوجي" هيجا زريان أنهم استقبلوا اليوم العالمي للمرأة بالمقاومة، مشيرةً إلى أن شعار "Jin jiyan azadî" حدد الطابع النضالي للقرن الـ 21.

بيريتان زنار

مركز الأخبار ـ في الوقت الذي يتم فيه تنفيذ سياسات قتل النساء بأساليب الحرب الخاصة، تقاوم النساء ضد الدول القومية الأبوية في جميع أنحاء العالم، ورداً على النضال العالمي ضد ثقافة الاغتصاب المراد فرضها، حددت النساء فلسفة "Jin jiyan azadî"، التي طرحها القائد عبد الله أوجلان على أنها صيغة سحرية كشعار للحرية.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وكيفية استقبال النساء يوم ٨ آذار/مارس ونضالهن المشترك وكيف سوف يردن على النظام الأبوي، كان لوكالتنا مع عضوة أكاديمية علم المرأة "جنولوجي" هيجا زريان، الحوار التالي:

 

بينما نستعد ليوم ٨ آذار/مارس 2023، نترك عاماً مليئاً بالنضال وراءنا، كيف سترحب نساء العالم أجمع بيومهن العالمي؟

حصدت النساء من خلال نضالهن الطويل في جميع أنحاء العالم مكاسب عديدة، لقد كانت فترة كثفت فيها الهجمات من قبل الدول القومية على المستوى العالمي على هذه المكاسب، ففي السنوات الأخيرة سعوا للقضاء على هذه المكاسب واحدة تلو الأخرى من خلال القوانين، بعبارة أخرى بينما تعتبر المكاسب القانونية دائمة، حيث تتطور نضالات النساء ضد الدولة القومية في مراكز الحداثة، نرى أن قضية الإجهاض تتم مناقشتها من بولندا وإيطاليا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، رأينا أنه تم إلغاء اتفاقية اسطنبول في تركيا، في تونس عام ٢٠١١ كانت هناك نضالات تقودها النساء تسمى الربيع العربي، والتي طالبت بانتفاضة اجتماعية ومبادرات ديمقراطية، رأينا أن قيادة المرأة وتنظيمها في المجال الاجتماعي، ومطالبتها بالديمقراطية، وسعيها للمشاركة المتساوية في الحياة، نحو حقوقها المقيدة في المشاركة الاقتصادية والحق في التعليم وما شابه ذلك من القيود هي في الطليعة، انتشر نضال المرأة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، عندما ننظر إلى أفغانستان، كان نضال المرأة بعداً مهماً ضد النظام، تم تسليم أفغانستان إلى طالبان من قبل الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط هناك نظام صممته دكتاتوريات، دول قومية على مستوى فاشي عسكري، بدأً من تركيا إلى مصر وغيرها من الدول، هناك نظام وإدارة يتم تسليمها إلى العصابات، عندما نأخذها في الاعتبار من هذا البعد، من الممكن أن نرى أن موجة فاشية كاملة قد تطورت وأن لديها أجندة تولي أهمية لضرب النساء على وجه الخصوص.

بالإضافة إلى أنه هناك شكل من أشكال جذب الحركة النسوية التي بدأت في ١٩٧٠، إلى أرضية الدولة وتحييدها، هناك تنظيم بهذه الطريقة يلغي فعاليتها، يتم ذلك من قبل الأمم المتحدة، على المنظمات غير الحكومية وبعض المنظمات النسائية، فمن جهة يدعمون قضية محو الأمية، وتعليم المهن وممارستها مع تقديم مساعدة خلال القروض الصغيرة، ومن جهة أخرى فإنهم ينسحبون من اتفاقية اسطنبول، وتحظر طالبان كل شيء من القراءة إلى العمل على النساء، ومع هجمات داعش في الشرق الأوسط نرى أن العقلية التي يسعى إليها لتغطية النساء، وجعلهن جاريات وبيعهن في الأسواق، تحاول الهيمنة على المستوى العالمي.

في تركيا، تم تزويج فتاة تبلغ من العمر ٦ سنوات فقط من قبل والدها المتدين إلى شخص آخر متدين، حاولت الحكومة تقنين هذا الوضع. تتركز عقلية داعش والمجتمع والدولة القومية في السياسات المناهضة للمرأة في شكل عقلية العصابة هذه العقليات لا تختلف عن بعضها في شيء.

مع تطور الثورات النسائية تحت قيادة المرأة، تتطور موجة فاشية ضد نضالات وتحرير المرأة التي تتطور في العديد من دول العالم وخاصة في كردستان، وعلى الرغم من أن الهدف الأول والأساسي للفاشية هو مكاسب النساء، إلا أن جميع مكاسب المجتمع مستهدفة.

هنالك خطة احتلال واستغلال إمبريالية عامة للشرق الأوسط، تتمحور حول مشروع الشرق الأوسط الكبير السارية المفعول، تطورات محور هذه الخطة، بدأت من تسليم القائد عبد الله أوجلان إلى تركيا بمؤامرة دولية، والتدخلات في العراق ثم أفغانستان في أوائل عام ٢٠٠٠، وأخيراً سلمت الولايات المتحدة البلاد لطالبان، المراد هنا هو إعطاء تصميم جديد لأنظمة الدولة والمجتمع مرة أخرى، هناك هجوم نظام حيث لا يتم إيقاف وتعميق الهجوم على عمل المرأة وجسدها فقط، وكما يريد تسليع طبيعة المرأة قدر الإمكان من خلال تطوير الفهم الليبرالي للحرية وجميع أنواع المجازر والقتل تجاه النساء، كما أن أبعاد ذلك تختلف وفق المناطق الجغرافية، في حين أن هذا هو الحال في المناطق التي يتم فيها التدخل العسكري والاحتلال والحروب والمجازر والإبادة الجماعية والاغتصاب، في المناطق التي لا يعبر فيها النظام عن عنفه بوضوح شديد، توجد اتجاهات في شكل عنف أيديولوجي وتسليع، بالنظر إلى الاتجاهات في جميع دول العالم، هناك بعد مكمل بإمكاننا قولها بعبارة أخرى من الممكن اعتبار السياسات الليبرالية وسياسات نظام الدولة، كعملية متعددة الأوجه تظهر فيها جوانبها الناعمة والصلبة.

 

ما هو نوع النضال الذي يجب تطويره من جانب المرأة في مواجهة الأزمات المنهجية التي ذكرتها؟ وما أهمية النضال المشترك للمرأة؟

وراء هذه الهجمات من النظام هناك حقيقة وجود امرأة يقظة، في مناطق جغرافية مختلفة من العالم، هناك عمليات بحث عن اتجاهات خارج النظام القائم لإعادة تنظيم نفسها داخل الحركة النسوية وإنشاء أجندة نسائية تلبي المطالب الاجتماعية على هذا الأساس، وبالطبع في مناطق مثل كردستان وأفغانستان وإيران تعمق فيها الاستعمار كثيراً حيث كانت الميول فيها أعمق بكثير.

وكان البحث عن المقاومة والتنظيم للتعبير عن نفسها قوياً، عندما ننظر إلى الكفاح من أجل الحرية في كردستان وكفاحنا من أجل حرية المرأة، فإن القرن الـ 21، بأبعاده الديمقراطية والبيئية وتحرير المرأة، قد ظهر في الصدارة مع النموذج الجديد، وخاصة بعد ثورة روج آفا وخلق مناطق الحرية الاجتماعية مع الرجال والنساء في المجالات الحيوية والتنظيم والدفاع عن النفس والاقتصاد، بقيادة المرأة ولغتها ولونها وتعبر عن نفسها من خلال إرادتها، عندما ننظر إلى نضال المرأة في الجبال مرة أخرى هناك اعتداءات واسعة النطاق عميقة على ساحات الحرية التي تنظم نفسها خارج النظام وتكافح ضده، عندما ننظر إلى أحدث الوقائع من مقاومات الأنفاق، والمجازر بالمواد الكيميائية، والزلزال، في النتيجة يمكننا أن نرى أن المجتمع بأسره قد تأثر، ولكن في بعد واحد، هناك توجه قوي نحو المناطق التي تحمي نفسها وتدعمها من حيث كل من القيم الثقافية والمرأة والاجتماعية ويلتقي مع جوانب معينة من النضال، ومن ناحية أخرى هذه مرحلة يشتد فيها سعي المرأة وكفاحها من أجل الحرية، وبالأخص مع التقاء النساء من العديد من البلدان للبحث والمناقشة حول ثورة المرأة، باعتبارها مطلباً مشتركاً، والانضمام إليها ومنح الأولوية للمشاركة في النضال، من المهم الاجتماع معاً وتحديد عمق تناقضهم ووضع الحلول اللازمة.

انعقد مؤتمر شمال أفريقيا والشرق الأوسط في لبنان، بعد المؤتمر، ظهر قرار التنظيم الذاتي، والعمل معاً وحل المشكلات معاً، والتعارف والاستفادة من تجارب بعضنا البعض في النضال، ونتيجة لهذا ظهر تنظيم أقوى في وجه هجمات العقلية الذهنية الذكورية.

يتعمق النضال أكثر مع تطور المنظمات المناهضة للنضال الكردستاني وثورة روج آفا، ونضال الكريلا، والمجتمع المنظم، ومع هجمات الإبادة والمجازر ضد نضال المرأة يتعمق النضال خطوة بخطوة، نحن نرى أن نضال المرأة تعززه قيم المجتمع الذي تعيش فيه، وتكافح ضد التخلف الاجتماعي والقوانين الذكورية، عندما ننظر إلى ممارسات داعش، يمكننا أن نرى الجانب الأسود من نظام الذكور- الإناث، إنه الوجه الحقيقي للدولة المتمثل في الراية السوداء لداعش وتريد دفن المرأة والقيم الاجتماعية في الظلام، والتي تجاوزت سياسة هذه الدولة كانت ثورة روج آفا.

نرى أن شعار "Jin jiyan azadî" يتردد صداها في شرق كردستان وانتشر بسرعة بين جميع النساء والشعب الإيراني، والبلدان الأخرى والشرق الأوسط، اعتبرت النساء هذا الشعار على أنه شعارها الخاص، ومرة أخرى تمت ملاحظة أن الاعتداءات على النساء نفسهن، ونفذت بنفس الفهم والغرض، وظهرت الحاجة إلى النضال معاً ضد هذه الهجمات المشتركة خلال العام، كانت المؤتمرات التي عقدت على هذا الأساس تهدف إلى خلق شبكات من أجل النضال المشترك للمرأة، كلما زادت قدرة النساء على النضال معاً على المستويين الوطني والمحلي، بقدرها سيتم كسر هجمات النظام الأبوي، لأنه عندما ننظر إلى طبيعة الهجمات، على الرغم من اختلاف سلسلة الهجمات التي ذكرناها، إلا أن هناك هدفاً مشتركاً منها، من ناحية أخرى، يتم النظر ومناقشة أهمية إنشاء شبكة مقاومة تكمل بعضها البعض مثل السلسلة وتطوير مناطق تحالف مشتركة، بينما نتحدث ونرى ونختبر الحرب المستمرة وتأثيرها على المستوى العالمي، وبنفس مستواها تبرز هنا الحاجة إلى بناء شبكة من التحالفات والتطوير.

 

عقد مؤتمر في برلين في نهاية عام ٢٠٢٢، حضر المؤتمر أكثر من ٨٠٠ امرأة من أكثر من ٤٠ دولة، ما هي الخطوة التي اتخذها المؤتمر لبناء نضال مشترك؟

كان المؤتمر عبارة عن دراسة كبيرة وشاملة، اجتمعت النساء من مختلف الثقافات والبلدان لتبادل الخبرات والتجارب، قاموا بالسعي معاً للوصول إلى حلول مشتركة للمشاكل وظروف النضال معاً، وكان هناك أيضاً نقاش حول كيفية نقل الثروة التي تم إنشاؤها إلى المستقبل، ورددت 800 مندوبة شعار "Jin jiyan azadî" بأعلى صوتهن، المؤتمر الذي عقد بعد مقتل ناكيهان أكارسال في تشرين الأول/أكتوبر هو أيضاً كان مهماً، ترى نساء العالم في علم المرأة علم الحياة والوجود، يدينون هذه المجزرة ويلتفون حول شعار "Jin jiyan azadî" الذي تردد صداه في إيران ووسع نضال النساء، فقد اجتمعت نساء من 40 دولة، نحن نعلم عدد الهجمات الفاشية في هذه البلدان الأربعين، أنه أمر مهم للغاية أن تجتمع النساء من أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وكردستان ومناطق أخرى لمناقشة مشاكلهم، لقد تقرر أن الرد على هجمات الذهنية الذكورية ممكن فقط من خلال التنظيم المشترك.

إذا كان هناك اعتداء على النساء في جزء ما من العالم وهجوم اجتماعي، ويقومون بمناقشة الاحتلال، فمن المهم أن ترى وتعتبر النساء هذا الهجوم ضدهن، بمعنى آخر إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الاحتلال والإبادة الجماعية، فإن سياسة الإبادة الجماعية ورأس المال، والاستغلال الثقافي والاجتماعي، ونظام الاغتصاب ضد المرأة، والإبادة الجماعية البيئية ستستمر، كما تم تحديد ضرورة وجود منظمة كونفدرالية والجمع بين كل الثراء والقيم الاجتماعية والثقافية، لأن النظام يهدف بشكل خاص إلى تدمير المقاومة وكسر الأمل وارتكاب الإبادة الاجتماعية، لكن الشيء المهم هنا هو عدم ترك هذه القضايا على مستوى المناقشة فقط، بل القيام بتطبيق هذه المناقشات ودفعها إلى الأمام.

بينما كان النظام المهيمن يحاول تنظيم نفسه على عدة أرجل كنموذج للدولة، وفي مواجهة ذلك كان من المهم أن نرى حقيقة أن تنظيم ثورة نسائية، ونموذج المرأة، والقرن النسائي، وحداثة المرأة تتطلب مثل هذه الراديكالية، أصبح المؤتمر أرضية لهذا الأمر حيث تم الشعور به ومناقشته أكثر من غيره والاتفاق عليه، تم التطرق لثورة روج آفا ومكاسبها، النضال من أجل الحرية، مكاسب الثورة الكردستانية، مقاومة الكريلا، تنظيم إرادة المرأة، خاصة مع النموذج الجديد الذي طوره القائد عبد الله أوجلان، كيف تكون قائداً اجتماعياً، وكيف تكشف مشاركة المرأة في مجالات الحرية الاجتماعية على مستوى الحرية والتغيير، ونوع المشاكل الموجودة والحلول التي تتطلبها، وبهذه المعاني كان هناك قرار باتخاذ خطوات جديدة حيال ذلك.

 

إن شعار "Jin jiyan azadî" يشكل روح انتفاضة شرق كردستان، إلا أنه يشكل في الواقع صيغة فلسفة القائد أوجلان عن حرية المرأة، هل بإمكانك شرح هذه الفلسفة والصيغة السحرية؟ ماذا يمثل Jin jiyan azadî في البعد الحيوي؟ كيف أصبحت هذه الفلسفة شعار حرية الشعوب؟

في حين أن الشرق الأوسط هو مركز الأيديولوجية على أساس الجنس، فإن كردستان هي المنطقة التي تتركز فيها هذه الهجمات، كانت هذه الجغرافية مصدراً لحضارة منسوجة حول المرأة بقيم المجتمع النيوليتي غير طبقية وغير مستغلة، على هذا الأساس نرى أن الهيمنة على المرأة قد امتدت إلى المجتمع وفي شخص دول العولمة طبقت في جميع أنحاء العالم وأصبح شكلاً لنظام الدولة، عندما نأخذها في الاعتبار من هذا البعد، فإننا نجد أنفسنا أمام واقع اجتماعي كان يكافح منذ آلاف السنين لحماية قيمه الاجتماعية والثقافية وحرية المرأة في وجه الدولة والسلطة نفسها، حيث تطورت الأيديولوجية على أساس الجنس، وقد عرّف هذا بأنه خط الحضارة الديمقراطية، من ناحية خط الحضارة الدولتية والنظام، من ناحية أخرى يوجد خط الحضارة الديمقراطية، وفي هذا السياق فإن مقاومة المرأة والقيم الاجتماعية هي حقيقة لا تزال موجودة وبأشكال مختلفة وفي فترات مختلفة، مع صيغة "Jin jiyan azadî" فإن القضية الأكثر حسماً للقائد أوجلان هي قضية تحرير المرأة، لأن حل المشكلة الاجتماعية يعتمد على هذا، أي أن مشكلة حرية الرجل تعتمد على حل هذه المشكلة، هناك واقع يفرض فيه الاستغلال على الرجال الذين كما يبدو أنهم حصلوا على نصيب من السلطة والهيمنة في نظام الدولة، وعندما نفكر في هذا البعد، نستنتج بأن تحليلات القيادة هذه اكتسبت حلاً بالنموذج الجديد.

طور القائد عبد الله أوجلان أطروحة تاريخية جديدة، منتقداً الماركسية، بدلاً من اعتبار تطور التاريخ على أنه سيرورة صراع الطبقات، كشف أن منظور النضال المحدد من خلال دكتاتورية البروليتاريا ذات التوجه الطبقي غير مكتمل من حيث الجوهر، كشف أن التناقض الأساسي أي مصدر المشكلة الاجتماعية، هو التناقض بين الجنسين، ووصفه بأنه أول انقطاع جنسي كبير، فترة الانقطاع الجنسي الأولى هي الفترة التي تتزامن مع الفترة الأسطورية والتي تفقد فيها آلهة المرأة وثقافة الآلهة وثقافة وقيم المجتمع، وتطور عملية الدولة، وتطور هجوم النظام الذكوري المهيمن، وتشير فترة الانقطاع الجنسي الرئيسية الثانية التالية إلى فترة تقوم فيها الشريعة والقواعد الدينية، جنباً إلى جنب مع الديانات التوحيدية، بإغلاق أو تقييد أو اللعنة على النساء بأوامر من الله، في الواقع، من الممكن اعتبار عقلية داعش، التي استمرت بأشكال مختلفة حتى اليوم، انعكاساً للعقلية الفاشية للدولة التركية والعقلية المغتصبة والدينية والوحيدة للنظام بشكل عام.

عرّف القائد أوجلان الانقطاع الجنسي الثالث على أنه عملية تتمحور حول نضال المرأة من أجل الحرية والتي ستتطور لصالح المرأة، وقام بتعريفها على إنها نموذج قائم على أخلاقيات الحرية والقيم الاجتماعية التي تطورت في وجه العقل الذكري والدولة، وشعار هذا الانقطاع الجنسي الثالث الكبير "Jin jiyan azadî".

بمعنى آخر إنها عملية يتم فيها تأسيس رباط المرأة والحياة، ورباط المرأة والحرية، ورباط المرأة والمجتمع، إن النموذج الذكوري قد تحول إلى دمار كبير للمجتمعات والشعوب والنساء والبيئة وهذا أمر ظاهر، ولمواجهة هذا الأمر يتضح هنا الحاجة إلى نموذج جديد، يحمل المرأة والقيم البيئية، إن القائد عبد الله أوجلان هو من قام بتأليف وصياغة القيم الاجتماعية والديمقراطية، وأهم جانب منه هو أنه تحديد تاريخي، أي أن القرن الـ 21 يتطور ليصبح قرن المرأة، إن هذه عملية نموذجية يمكن أن تصبح فيها عملية الانفصال الجنسي الجديدة حيوية وفق قيم الحضارة الديمقراطية فيما يتعلق بالحياة الصحيحة والجميلة، وتعبر عن نفسها وتنظمها في محور حرية المرأة.

شعار "Jin jiyan azadî" هو جوهر نموذج المرأة والنموذج الاجتماعي والبيئي، إن أهم مثال على ذلك هو تجربة روج آفا، فمن خلال بذل جهود خاصة ظهر جوهر ثورة نساء روج آفا.

حقيقة أن القرن الـ 21 هو قرن المرأة يعني في الواقع قرن الحريات الاجتماعية، وبالتالي فترة يمكن للقيم الاجتماعية أن تنظم وتعبّر عن نفسها، وتخلق عملياتها الثورية، كما في ثورة كردستان، من الممكن أن نستنتج أن ثورة المرأة أدت إلى ثورات اجتماعية، خاصة في هذا القرن الذي حصل فيه رد فعل اجتماعي كبير وقوي وحصل ذلك مع حرب الشعب الثوري، وكفاح الكريلا، ونضالات تطورت في جميع أجزاء كردستان الأربعة ودول العالم، من الممكن التوصل إلى نتيجة مفادها أن ثورة المرأة تؤدي إلى ثورات اجتماعية، عندما ننظر إليها من هذا البعد، يمكننا أن نرى مدى مناسبة الحقيقة التي حددها القائد أوجلان كأساس لخمسين عاماً، مع تحليل التناقضات التي عمّقها نظرياً وعملياً بالمعنى التاريخي والاجتماعي، إن الثورة تشكل جوهر هذه الحقيقة لأنها تتمتع بطبيعة جوهرية ثورية تمنع التدمير الاجتماعي للاستغلال وتفتح الطريق أمام الحريات، عندما نفكر في هذا الاتجاه يظهر علم المرأة الذي يعتبر علم ثورة المرأة، يحدد القيادة للنظام الجديد والحركات المناهضة للنظام، يعرف علم المرأة على أنه علم اجتماع الحرية، يحتل مكانة مهمة كونه علم ثورة المرأة وفي نفس الوقت يحتوي مفاهيم الحريات الاجتماعية، ومع هذا البعد، كشف عن الحدود والأنماط التي تم إنشاؤها حول المرأة، والكشف عن الطبيعة الاجتماعية وطبيعة المرأة في التاريخ الذي تم حجبه ودفنه في الظلام، تقف دراسات علم المرأة كعمل مهم في إعادة لم شمل هذا التظليل للمعرفة الموجودة مع الحقيقة.

النضال المشترك ضد الأنظمة المتحيزة جنسياً وقوانينها وعقليتها ومعطيات بنيتها الاجتماعية الطبقي والقومي، ومن خلال جعل شعار "Jin jiyan azadî" شعار ثورة المرأة في القرن الـ 21، من الممكن احتضان المرأة وإحيائها من خلال نضال راديكالي داخل شبكة كونفدرالية ديمقراطية، هناك أرضية لتنظيم النساء حول هذه الفلسفة، الحقيقة التي ظهرت تعبر عن نفسها بلغة نرى أنها تكتسب قوة، يمكننا أن نقول أن مستوى التنوير والتنظيم وقوة الإرادة والتحرر قد تطور من طرف المرأة وأن هذا هو جوهر وأساس الكونفدرالية النسائية الديمقراطية العالمية واتحاد الشعوب الديمقراطية العالمية.

 

ما الرسالة التي تودين توجيهها للنساء بمناسبة الثامن من آذار؟

إن الثامن من آذار هذا العام مهم للغاية لأنه سيحدد السنوات الأخرى المقبلة، كنساء أنه وبغض النظر عن المكان الذي نحن فيه، في الشارع، في الزنزانة، في الجبل، في مناطق البناء الاجتماعي، في روج آفا، في شرق كردستان، في أي ركن من أركان العالم، من المهم أن تكافحن وتستجبن لأهمية المرحلة وعلى هذا الأساس من المهم تسريع بناء النظام المشترك وتنظيم وزيادة مناطق المقاومة ضد النظام معاً وجعلها دائمة، يمكننا القول إن الإرادة المشتركة ستكون أساس التحرر، في شخص ناكيهان أكارسال، أفين، جينا أميني، والنساء اللواتي تم حرقهن أحياء عام ١٨٥٧، أحيي ذكرى النساء اللواتي فقدن أرواحهن على طريق النضال من أجل الحرية، أهنأ النساء اللواتي تقاومن في كافة أنحاء العالم بيوم الثامن من آذار، وأتمنى أن تكون وسيلة لمقاومة وتحرير عظيمين.