"حشد" تندد بالكارثة الإنسانية في غزة جراء استمرار إغلاق المعابر

في ظل الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، أطلقت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بياناً أدان فيه إغلاق القوات الإسرائيلية للمعابر ومنعه دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي.

نغم كراجة

غزة ـ تستمر معاناة المدنيين في قطاع غزة مع استمرار منع إدخال المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر، مما يجعل أكثر من مليوني مدني يواجهون أوضاعاً مأساوية ظروفاً حياتية صعبة.

عقدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، أمس السادس من مارس/آذار، مؤتمراً صحفياً لإطلاق بيانٍ صحفيّ أدان فيه استمرار حصار القوات الإسرائيلية المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية لليوم الخامس على التوالي، إلى جانب الانتهاكات الجسيمة التي ازدادت حدّتها.

وخلال المؤتمر الصحفي، أكدت الهيئة أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة حرب الإبادة الجماعية التي تتواصل منذ 16 شهراً، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق وخلق أوضاع معيشية قاسية لملايين السكان. 

وأوضحت أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في الغذاء، والمياه النظيفة، والخدمات الطبية، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ويواجه أكثر من مليوني مدني أوضاعاً مأساوية حيث فقدت آلاف العائلات منازلها وباتت تعيش في العراء أو داخل خيام ممزقة وسط ظروف معيشية قاسية لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة الكريمة. 

وأكدت الهيئة أن الأوضاع الإنسانية تفاقمت مع ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي، حيث يواجه السكان تحديات يومية في تأمين احتياجاتهم بسبب شُحّ المواد الغذائية، وانعدام القدرة الشرائية جراء فقدان مصادر الدخل، وارتفاع أسعار السلع إلى مستويات تفوق قدرة العائلات المنكوبة. 

وأشارت إلى أن استمرار القوات الإسرائيلية في منع دخول الوقود والغاز فاقم من معاناة السكان، حيث أصبحت الحياة اليومية أكثر صعوبة، في ظل عدم توفر الكهرباء وانقطاع الخدمات الأساسية التي تعتمد عليها حياة الناس. 

وفيما يتعلق بملف وقف إطلاق النار، أوضحت الهيئة أن القوات الإسرائيلية لم تلتزم بالاتفاق المبرم، إذ واصل تنفيذ عمليات القصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى مقتل 118 مدنياً، وإصابة قرابة 500 آخرين بينهم نساء وأطفال منذ بدء الهدنة في التاسع عشر من يناير الماضي. 

وشددت الهيئة على أن القوات الإسرائيلية تعتمّد عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، خاصة البيوت المتنقلة، إذ لم يُسمح إلا بدخول 16 كرفاناً فقط من أصل 60,000 منزل متنقل متفق عليها، ما أدى إلى استمرار معاناة آلاف النازحين الذين تركوا بلا مأوى، كما لم يتم إدخال سوى نصف عدد الخيام المطلوبة، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. 

وفيما يتعلق بإزالة الأنقاض والبحث عن جثامين القتلى الفلسطينيين، كشفت الهيئة أن القوات الإسرائيلية لم تسمح إلا بإدخال 9 آليات فقط من أصل 500 آلية مطلوبة لإتمام عمليات إزالة الركام، مما يعيق جهود الإنقاذ وإعادة تأهيل المناطق المنكوبة. 

كما أكدت أن القوات الإسرائيلية تفرض قيوداً صارمة على دخول الأموال إلى قطاع غزة، مما تسبب في أزمة سيولة خانقة داخل البنوك المحلية، وفاقم الأزمة الاقتصادية، إضافة إلى رفض القوات الإسرائيلية استبدال العملات الورقية التالفة، ما يزيد من صعوبة تسيير شؤون الحياة اليومية للسكان. 

وأدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" استمرار القوات الإسرائيلية في استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح للمساومة والابتزاز والتجويع، وهو ما يعدّ جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي. 

ودعت الهيئة الدولية إلى تحرك دولي فوري لوقف انتهاكات القوات الإسرائيلية، وإدخال المساعدات الإنسانية، ورفع القيود المفروضة على قطاع غزة، واتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، وضمان وقف استخدام سياسة العقاب الجماعي بحق المدنيين. 

 

 

من جانبها أكدت مديرة الدائرة القانونية في الهيئة رنا هديب، أن هذا البيان يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، مشددةً على أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل العاجل لضمان دخول المساعدات الإنسانية، ومنع حدوث كارثة إنسانية ومجاعة واسعة النطاق. 

وأوضحت أن استمرار إغلاق المعابر وعرقلة إدخال الغذاء والدواء واحتجاز البيوت المتنقلة، يعكس نية الاحتلال في تعميق الأزمة الإنسانية، محذرةً من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على استمرار هذا الحصار المشدد. 

كما أشارت إلى أن المرأة الفلسطينية تتحمل عبئاً مضاعفاً في ظل هذه الظروف القاسية، لافتةً إلى أن النساء في قطاع غزة يعشن أوضاعاً مأساوية حيث فقدت الآلاف منهن أزواجهن أو أبناءهن، ووجدن أنفسهن المسؤولات الوحيدات عن إعالة أسرهن في ظل انعدام فرص العمل وشُحّ الموارد المالية. 

وقالت رنا هديب إن المرأة الفلسطينية ليست فقط ضحية لهذه الحرب، لكنها أيضاً صانعة للصمود وتعشن اليوم أرامل، وأمهات، وأخوات في واقع يزداد صعوبة حيث يضطررن للبحث عن أي فرصة لكسب لقمة العيش وسط اقتصاد منهار، ومع ندرة المساعدات وارتفاع الأسعار، تجد النساء أنفسهن أمام تحدٍّ يومي لإطعام أطفالهن وتأمين احتياجاتهن الأساسية، كما أنهن تواجهن الموت البطيء بصمت، فيما يقف العالم متفرجاً على هذه الكارثة الإنسانية.

واختتمت حديثها بدعوة المجتمع الدولي للتحرك العاجل والضغط على القوات الإسرائيلية لإنهاء سياسة العقاب الجماعي والسماح بدخول المساعدات والامدادات الحياتية، مشددةً على ضرورة فرض رقابة صارمة على الأسواق لمنع الاحتكار والتأكد من توزيع المساعدات بشكل عادل، للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية أكثر.