حرب عسكرية وخاصة تستهدف المدنيين تزامناً مع ذكرى تحرير منبج

تشهد مدينة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا قصفاً مكثفاً على أريافها بهدف زعزعة استقرار المدينة عبر تفجير قنابل صوتية من قبل جهات مجهولة مع اقتراب ذكرى تحريرها.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ كثف الاحتلال التركي هجماته على أرياف مدينة منبج تزامناً مع اقتراب ذكرى تحريرها، وهجمات عناصر حكومة دمشق على مقاطعة دير الزور أمس الأربعاء 7 آب/أغسطس، حيث شهدت المدينة انفجار ثلاث قنابل صوتية في أقل من سبع ساعات.

تزامناً مع التوترات التي تشهدها مقاطعة دير الزور واقتراب ذكرى تحرير مقاطعة منبج، تعرضت أرياف مقاطعة منبج المكتظة بالسكان لقصف مكثف بقذائف الهاون، من ريفها الشمالي الشرقي وصولاً لريفها الشمالي الغربي.

كما شهدت المدينة انفجار ثلاثة قنابل صوتية في أقل من سبع ساعات منذ فجر اليوم الخميس 8 آب/أغسطس، إحداها كانت في فعالية تخريج دورة لأطفال عوائل الشهداء، واقتصرت الأضرار على الماديات، ويؤكد الأهالي في الريف والمدينة رفضهم للهجمات التركية والحرب الخاصة التي تتبع بحقهم بهدف زرع الخوف في نفوسهم.

 

"الحرب الخاصة لا تنال من إرادة الأهالي"

من مقاطعة منبج تحدثت سميرة العلي التي خطف أحد أبناءها على يد مرتزقة داعش ولهذا اليوم لا تملك أي معلومات عنه، حيث أفادت "نعيش بشكل مستقر منذ أن تحررت المدينة، لقد عانينا الويل إبان سيطرة داعش الذي اتبع أسلوب القتل والقمع وهذا ليس فقط وجعي إنما صرخة وجع جميع الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن، بينما الآن نعيش حياة ديمقراطية وأمان".

وأشارت إلى أن "داعش كان من إنتاج تركيا التي تهاجم مناطقنا بشتى الوسائل وتقصف القرى المأهولة، كما تسعى القوى المعادية لزرع الخوف في نفوس الأهالي عبر القنابل الصوتية"، مضيفةً "فلتعلم تركيا ومن يساندها بأننا لا نخاف من أساليبها وأن هذه الحرب الخاصة لا تنال من عزيمتنا ودعمنا لقواتنا ولمقاتلات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية".

وفي ختام حديثها قالت سميرة العلي "فلتنشغل تركيا بنفسها وأزمتها وشعبها، لقد احتلت أراضينا وهجرتنا، فالتخرج تركيا ليعود أصحاب الأرض فإذا كانت تظن أنها بهذه الأساليب سنتخلى عن حقنا فإنها مخطئة، عشنا بما فيه الكفاية من ظلم واضطهاد لم نعد نقبل هذا الذل سنقدم أرواحنا وأبنائنا وبناتنا ونحمل السلاح بوجه الاحتلال، وإذ نفذت منا الذخيرة والسلاح سنحاربهم بالحجارة ولا نقبل التخلي عن شبر واحد من أرضنا".

وفي السياق ذاته قالت يازي حسو أنها أيضاً فقدت أحد أبنائها على يد داعش "اختطفوا أبنائنا واستولوا على ممتلكاتنا وأجبرونا على النزوح إلى مدينة طرطوس، وعدنا إلى منبج بعد تحريرها، لكن اليوم يتم استهداف مدينتنا بالقنابل الصوتية"، مضيفةً "ندين هذه الهجمات ونؤكد أنها لن تحقق أهدافها، ونشيد بدور قواتنا ولدينا الثقة الكاملة بقوتها وحمايتها لنا، ولن نتخلى عن أرضنا مهما كلفنا الأمر".

والجدير ذكره بأن الاحتلال التركي ومرتزقته بدأ يستهدف أرياف منبج منذ تحريرها من سيطرة مرتزقة داعش أي منذ 8 سنوات، فتركيا دخلت إلى الشمال السوري المحتل حالياً، بعد تحرير منبج بـ 14 يوماً التي أعلن عن تحريرها في 15 آب/أغسطس 2016، ودخلت تركيا لمدن جرابلس والباب والراعي وغيرها في 24 من نفس الشهر، ومنذ ذلك الحين أصبحت أريافها المكتظة بالسكان في مرمى هجمات الاحتلال منتهكاً كافة القوانين الدولية أمام مرئ ومسمع المجتمع الدولي، إلى جانب الحرب الخاصة التي يتبعها ضد الأهالي من تنفيذ تفجيرات كان أخرها القنابل الصوتية وغيرها الكثير من الأساليب الاستعمارية.

 

ارتباطهم بأرضهم يحاكي مقاومتهم وصمودهم في وجه الهجمات

من جانبها قالت حليمة المصطفى من قرية عرب حسن حول القصف الذي يتعرضون له بين الحين والأخر "أنه هجوم وحشي من قبل الاحتلال التركي وجميع القذائف تقع بين الأهالي وعلى البيوت، والأطفال أصابهم الفزع من هذه الممارسات، لذلك نستنكر بشدة الهجمات، ولا نقبل أن تتقدم تركيا تجاه أرضنا، هذه الأرض لنا ولأجدادنا ولن نتخلى عنها ولو كان الثمن حياتنا".

فيما قالت فوزة الحج من القرية ذاتها "منذ اندلاع الأزمة نعاني من الهجمات والحروب التي طحنت أرواحنا، عندما ننام لا نعلم بأننا سنستيقظ أو لاء، وحتى أراضينا الزراعية التي تعتبر مصدر دخلنا لم نعد نستفد منها لأنها باتت في مرمى هجمات الاحتلال التركي".

وأشارت "منذ تحرير مقاطعة منبج من مرتزقة داعش بتنا هدف للاحتلال التركي، لم يكن هناك أي هجوم يطال داعش أثناء سيطرته رغم الانتهاكات التي كان يمارسها بحق الأهالي فيما بعد تحرر المنطقة من ظلم داعش كل يوم نكون هدف لهجمات الاحتلال وفي كل مرة تقع إصابات وشهداء في صفوف الأهالي، سأمنا من هذه الهجمات".

من جانبها قالت حليمة الأحمد "كل شيء يسفك الدماء ويحصد أرواحنا مباح بالنسبة لتركيا، نعيش واقع يرثى له ونحن محاذين للمناطق المحتلة، فجفوننا لا تغمض ليلاً من وحشية وعشوائية القصف الذي يطالنا، ولا نستطيع أن نحتمي من القصف لأن زوجي طاعن بالسن لا يقوى على الحركة، ونستسلم لأمرنا ونحن نشاهد الرصاص والقذائف تتطاير من فوق منزلنا، فإحدى قريباتنا بُترت ساق ابنها وشخص من قريتنا قطع رأسه بفعل القصف التركي الذي يغض العالم نظره عن جرائمه".

وأكدت "لا مأوى لنا سوى أرضنا وبيوتنا التي تعمل تركيا على هدمها فوق رؤوسنا بالقذائف، واقعنا يدمي القلوب نحن لا نقبل هذه الهجمات لا نقبل الحرب، تحاول من خلال هذه الهجمات قطع أطرافنا ورؤوسنا، كيف لنا أن نرضى بهذا الواقع المرير".