'حرب القوة المهيمنة تؤثر بشكل كبير على النساء والأطفال'
أكدت عدة نقابيات أن النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً في ظل الحروب والنزاعات في الشرق الأوسط وخاصة الهجمات على روج آفا، ودعين إلى خلق بيئة سلام لمنع تعرض المزيد من المدنيين للأذى.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ أدت النزاعات المستمرة في مختلف بلدان العالم كالقصف المستمر بين حماس وإسرائيل، وهجمات الاحتلال التركي المكثفة على شمال وشرق سوريا إلى تفاقم مجموعة من الأزمات في الشرق الأوسط.
العضوات في اتحاد النقابات العمالية KESK، لفتن الانتباه إلى الدمار الذي تسبب فيه هذا الصراع، وأشرن إلى تعرض النساء للقتل والممارسات الغير إنسانية وتهجيرهم من مناطقهم، كما ووجهت النساء نداء لخلق بيئة سلام في المنطقة.
"سنستمر في النضال من أجل الحياة والسلام "
قالت رئيسة اتحاد عمال التعليم والعلوم Eğitim-Sen الفرع الأول في أمد أمينة أكشاهين، أن هذه الحروب الناشبة خلقتها القوى التي تخدم مصالح الرأسمالية، مشيرة إلى أن الحروب تجلب معها الجوع والفقر والدمار، فالنزاعات المندلعة اليوم في أجزاء عديدة من الشرق الأوسط تسير وفق مصالح وأهداف الدول المهيمنة.
وأكدت أن النزاعات في روج آفا وإسرائيل وفلسطين قد أثرت على المدنيين بشكل كبير، وأن الآلاف منهم فقدوا أرواحهم في هذه العملية، وبسبب استمرار الهجمات على تلك المناطق لا يزال المدنيين معرضين للضرر "بصفتنا منصة العمل والديمقراطية، فإننا سنعبر دوماً وفي كل فرصة عن كوننا ضد الحروب، ولو في أي بقعة من العالم كانت، فهذه الحروب تدمر المناطق المعيشية للمدنيين، فمهما قاموا بإنتاج حروب بهدف الربح ورأس المال، فإننا سنواصل نضالنا لحماية الحياة والسلام، وسنقوم بالتعبير عن ذلك بأعلى أصواتنا في كافة المجالات".
"بالإمكان اتخاذ موقف ضد الهجمات"
وأضافت "لقد كانت سياسات الضغط والإعاقة المطبقة على المجتمع السبب في التزام الصمت من قبل الجميع في هذه العمليات، إن الجماهير الديمقراطية متضايقة جداً من هذا الصمت، لا يتمكن الناس من النوم ليلاً بسبب هذه الحرب، يتعرض الجميع للترهيب بشكل أو بآخر، تنتهج الدول سياسات تتماشى مع مصالحها الخاصة في كل المناطق، وهذا هو هدف الدول التي تلتزم الصمت تجاه روج آفا، فهي لا ترد على هذه الهجمات، لأنهم جميعاً لهم هدفهم الخاص، ولهذا إن كان هناك من بإمكانه الرد على هذه الهجمات فهو الشعب، ومن هنا يجب علينا اتخاذ موقف ضد هذه الهجمات".
"الحرب ليست من مصلحة الشعب"
ولفتت سكرتيرة اتحاد عمال التعليم والعلوم Eğitim-Sen الفرع الثاني في أمد قدرية كايا الانتباه إلى الأضرار التي ألحقتها الحروب بالنساء، ودعت إلى إنهاء بيئة الحرب "إن هذه الحروب القائمة لا تخدم أهداف السلام في أي مكان، فهي لا تخدم سوى مصالح أحدى الأطراف، إن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر ضرراً و الضحايا في هذه الحروب، ففي شروط الحرب، تدمر أماكن معيشة النساء، وتدخل قائمة اللاجئات في بلدان أخرى، ويتعرضن لسوء المعاملة أينما توجهوا، لا توجد هناك أي حرب قد تدخل في مصلحة الشعب، وللأسف الشديد دوما يدفع الشعب البريء ثمن هذه الحروب".
"هناك تمييز حتى في طلب السلام"
أشارت إلى أن أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع وهم يهتفون ويطالبون "بالسلام"، هم ذاتهم الذين التزموا الصمت عندما كانت الهجمات على شمال وشرق سوريا "إننا نرى أن هناك تمييزاً واضحاً في هذا الموضوع، عندما يقتل أشخاص لا صلة لهم بنا، يظهر الجميع رد فعلهم تجاهها، ولكن عندما يقتل الشعب الكردي، يلتزم الجميع الصمت، ونحن أيضاً نؤيد حل كافة المشاكل بالطرق السلمية والديمقراطية، أن الحروب والنزاعات ليست حلا لأي مشكلة، وفي هذه المرحلة يجب على الجميع المناداة بالسلام، بغض النظر عن اللغة أو الدين أو العرق".
"النساء تواجهن الموت في الشرق الأوسط"
وقيمت سكرتيرة المرأة في اتحاد عمال التعليم والعلوم Eğitim-Sen الفرع الثاني في أمد صونكول جان شيمشك بيئة الحرب والنزاعات المتزايدة في الشرق الأوسط "إننا كنساء نعلم جيداً، أنه في أي مكان من العالم إذا كانت هناك حرب، فأننا نكون أول من يموت خلالها، لذا سنتواجد دوماً في الساحات لكي نرفع أصواتنا ضد هذه الجرائم ولنقل "كفى" لهذا الأمر، ولكن للأسف يستمر هذا النظام في أخذ النساء والأطفال منا واحد تلو الأخر، في كامل الجغرافية وبالأخص في الشرق الأوسط، تتعرض المرأة للعنف في كافة المجالات وتواجه الموت".
وأشارت إلى أن الأنظمة تقوم بتجاهل المناطق المختلفة عنها ولا تمارس الحياة مثلها، وأن الصمت الذي بدر عنهم تجاه روج آفا يعود إلى ذلك، لافتة الانتباه إلى مقتل المدنيين وقصف المستشفيات في روج آفا، كما هو الحال في فلسطين "اليوم، أولئك الذي يظهرون ردود فعلهم ويرفعون أصواتهم من أجل العالم أجمع، يلتزمون الصمت عندما يتعلق الأمر بروج آفا، لم نقم بإنشاء الظروف التي تمكننا من التعبير عن أنفسنا بشكل كامل من خلالها، لأننا لم نقم بإنشائها تتجاهلنا كل الدول، أننا لسنا النساء اللواتي يردنها، عندما ننظر إلى العالم، ننظر إليه من منظور البيئة والمرأة، لذا فإنهم يتجاهلون رؤية النساء في روج آفا والهجمات ضدها، إن النظام وكما هو الحال في كل شيء يقوم بتجاهلنا".