روشيل جونيور
السويداء ـ "الجوع ليس السبب وراء خروجنا للساحة ولكن فقدان الكرامة والعبودية التي فرضت علينا هي من دفعتنا للخروج"، بهذه العبارات أكدت المشاركات في الاحتجاجات التي تشهدها مدينة السويداء السورية أنهن ستبقين مستمرات في احتجاجاتهن حتى تحقيق جميع مطالبهن.
تجمع المئات من أهالي أمس الجمعة 24 أيار/مايو، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء للمطالبة بالحرية والكرامة وتنفيذ الأممي 2254، وحمل المحتجون/ات الزهور واللافتات بعض منها للتضامن مع مخيم الركبان نددوا من خلالها بالانتهاكات التي ترتكب بحق أبناء المخيم، ولافتات أخرى للتضامن مع المعتقلين والمغيبين قسراً. 
وكان لحرائر السويداء مشاركة واسعة في الاحتجاجات المستمرة منذ عدة أشهر، واعتبرن عصب الحراك السلمي بعد أن قررن المشاركة ضد الظلم والمطالبة بحقوقهن وحقوق أولادهن خاصة المعتقلين والمهجرين خرج البلاد.
صالحة الطويل أم طاعنة في العمر لمعتقل في سجون حكومة دمشق وهو طيار انشق عن صفوف حكومة دمشق بعد خدمة ستة عشر عاماً لأنه لم يستطيع تحمل الفساد المتفشي في السلطة، لذلك قرر أن يتسرح ولكن بعد ذلك اعتقلوه لعدة مرات وعذبوه وتقول "لم أتمكن من رؤية ابني داخل السجن"، داعيةً النساء للخروج للساحات والمطالبة بحقوقهن وحقوق ابنائهن والدفاع عنها، إضافة إلى الإفراج عن المعتقلين ظلماً في سجون حكومة دمشق.

 

"نطالب بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254" بهذه الكلمات بدأت المشاركة رحاب كمال الدين حديثها وأوضحت أنها متواجدة في الساحة للمطالبة "بإسقاط النظام"، مؤكدةً أن الجوع ليس السبب وراء خروجها للساحة ولكن فقدان الكرامة والعبودية التي دفعتهم للمشاركة في الاحتجاجات "نحن النساء لا نخاف من هذا النظام ومستمرين حتى إقناع العالم بأن النظام انتهت صلاحيته عندنا".
وأشارت إلى أنه "رغم التهديدات التي تحاك ضد احتجاجاتنا لن نخاف ولن نخضع لسيطرة حكومة دمشق من جديد وخصوصاً بعدما ذقنا طعم الحرية والكرامة، لذلك أدعو النساء للمشاركة في الاحتجاجات من أجل أولادهم الذين تشردوا في بقاع الأرض".
 "نريد مستقبل آمن لأطفالنا"

 

بدورها طالبت المشاركة ملك الحكيم وهي أم لطفلين بمستقبل آمن لأطفالها قائلة "لا أريد لأطفالي عندما يكبروا أن يهاجروا أو يلتزمو بالخدمة العسكرية غير معرفة المصير، خاصة بعد أن أصبح الوضع مأسوياً خمسون عاماً ونحن تحت حكم الطاغية"، مشيرة إلى أن الشباب الذين هاجروا يشعرون بعدم الاستقرار في بلاد الاغتراب ولكنهم مجبرون بسبب النظام الذي يلزمهم بالخدمة العسكرية.
ولفتت إلى أنها على يقين أن الحكم الذي دام خمسين عاماً لن يسقط بسهولة ولكن رغم ذلك سيبقون مستمرين، داعيةً للإفراج عن المعتقلين وعودة المهجرين للعيش داخل وطنهم لأنهم أحق الناس في العيش على الأرض المليئة بالخيرات.

 

من جانبها قالت المشاركة سحر حمزة "نحن ما منموت من الجوع مناكل حجر" إن من الأسباب التي دفعها للخروج للمشاركة في الاحتجاجات هو هجرة أبنها الوحيد خارج البلاد "علمتوا وكبرتوا ليستثمر خبراته داخل سوريا، ولكن ليس هناك تقدير للشباب أما بلاد الاغتراب حضنته وبل المقابل أنا كأم خسرت أبني".