"حنرجعها"... معرضاً متنوعاً يدعم الفلسطينيات في غزة

انطلق معرض "حنرجعها" بمشاركة ثلة رائدة من الفتيات بهدف التخفيف من حدة الضغوطات النفسية التي تراكمت جراء الحرب المستمرة وتحسين أوضاعهن المادية.

نغم كراجة

غزة ـ أطلقت مجموعة من الفتيات الفلسطينيات معرضاً متنوعاً يحمل اسم "حنرجعها" والذي يضم زوايا تراثية وفنية وشعبية، وجاءت فكرته للتخفيف من حدة الضغوطات النفسية وتحسين الأوضاع المادية الناتجة عن الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

تقول إحدى القائمات على المعرض ملاك العرابيد "جاءت فكرة المعرض ليثبت أن النساء صامدات ومناضلات وقادرات على الإبداع والابتكار رغم القصف المتواصل، وأنجزن الزوايا المختلفة بأقل الإمكانيات المتاحة، أردنا أن نبرز صورة الصمود من أرض المعاناة، وحضور المرأة الفلسطينية التي قاومت وكافحت بكل الوسائل ولقنت العالم دروساً في النضال والثبات والتأقلم مع هذه الأوضاع الصعبة".

وأشارت إلى أن المعرض ساهم في التخفيف من وطأة الحرب والضغوطات النفسية التي تعاني منها النساء، وتحسين أوضاعهن المادية المتردية نظراً لأن المرأة أصبحت الآن تعيل أسرتها وتدبر شؤونها بالكامل، لافتةً إلى أن "هذا المعرض الأول الذي يتم افتتاحه في غزة منذ بدء الحرب"، موضحة أنه أقيم في مركز إيواء بسبب تدمير صالات العرض في غزة، وأغلب المشاركات نازحات به.

 

 

وأوضحت إحدى المشاركات ياسمين مطر التي احترفت فن الورق وتشكيله، أنه "بادرت بالتسجيل في المعرض مباشرة حيث كنت بحاجة إلى استرجاع موهبتي بعد رحلة طويلة من الحصار والنزوح التي عشتها برفقة عائلتي"، مضيفة أن زاويتها الفنية استغرقت 6 أيام لإنجازها وسط توتر نفسي جراء القصف المتواصل.

 

 

أما ولاء عودة عملت بشغف وعزيمة لإقامة زاويتها التي تضم المشغولات التراثية القديمة والمأكولات الشعبية المشهورة في قطاع غزة، وبرغم شح المواد والأدوات الأساسية، إلا أن ذلك لم يثنها عن تقديم أعمالها بأفضل صورة، كما تقول "واجهت صعوبات عديدة لإنتاج القطع التراثية منها ندرة المستلزمات وحاولت بقدر الإمكان إيجاد البدائل، كذلك انقطاع الغاز والكهرباء لم يساهم في سرعة إنتاج المأكولات الشعبية واضطررت إلى جمع الحطب وإشعال النار".

ولفتت إلى أن هذه المعاناة الجسيمة لا تتحملها إلا المرأة الفلسطينية فمنذ تسعة أشهر وهي تعاني من حرمان الراحة والرفاهية وانقطاع تام لأساسيات الحياة، وتلجأ للتفكير خارج الصندوق كمحاولة لإيجاد حلول للأزمة الحادة التي تعيشها.

 

 

بينما تعمل هناء أبو كرش على تدريب وتعليم الفتيات والأطفال فنون التطريز من أجل إحياء التراث الفلسطيني في ذاكرتهم وابقاءه حاضراً في ظل القصف والدمار "محاولات الجيش الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية باءت بالفشل فجميعنا يحافظ على التراث بطريقته، وسعيت لإعطاء دورات تدريبية للصغار؛ لتعليمهم صنع المشغولات اليدوية التراثية من أجل الحفاظ على هويتنا".

وأشارت إلى أنها قامت بإنشاء زاوية تضم الكثير من المشغولات اليدوية والتراثية وأصغر قطعة استغرقت نحو خمس أيام لإتمامها، مبينة أنه "كان لدي متجر إلكتروني لبيع الأشغال اليدوية والمطرزات بأنواعها لكن الحرب حولت حياتي إلى جحيم وبؤس".

 

 

أما الكاتبة بيسان بارود حاولت أن تخرج من قوقعة الحرب الضارية بكلماتها واقتباساتها الوطنية وشاركت في المعرض بزاوية خاصة بها أطلقت عليها اسم "خربشات" حيث قامت بكتابة أبرز ما كتبته واقتبسته على ورق الحائط، وأصدرت كتاباً بعنوان "حنرجعها" بعد جهود استمرت عدة أشهر لإنجازه، كما أوضحت "في قطاع غزة كل منا يقاوم بطريقته ومنهجه، والإبداع دوماً حاضراً في أرضنا رغم حجم الدمار والعنف الذي تعرضنا".

 

 

ووجهت رسالة للعالم تطالب بها الكف عن التواطؤ والصمت والتحرك الفوري والجاد نحو حل النزاع المتأزم وإنهاء الحرب التي جعلت غزة أرض محروقة ومدمرة "لقد قتلت أحلام وطموح الشباب الفلسطيني، وحرقت مدينتنا وذقنا جميع أشكال الويلات في ظل صمت المجتمعات العربية، إلى متى هذا التواطؤ والخذلان؟".