حملة تنظيف الطبيعة في بيساران دليل على الوحدة في الحفاظ على القيم
بدأت حملة تنظيف القرى باسم شهداء البيئة كحركة رمزية ومؤثرة ليس فقط كذريعة لتوحيد الأهالي في الحفاظ على الطبيعة وحمايتها، بل وأيضاً لخلق منصة لتعزيز حب البيئة والاهتمام بالحفاظ عليها.

إسراء عزيزي
بيساران ـ تحتاج بيئة شرق كردستان الآن، وأكثر من أي وقت مضى إلى الحماية والاهتمام الجاد، حيث تعرضت الطبيعة والبيئة إلى أزمات وأضرار مختلفة من قبل المجتمع وكذلك العوامل الطبيعية، فمن الضروري اتخاذ التدابير المناسبة لمنع المزيد من التهديدات.
يتم تنفيذ هذه التدابير في بعض الأحيان من قبل أشخاص عاديين، وفي أحيان أخرى من قبل الجمعيات والناشطين البيئيين، ومن خلال برامج مثل التنظيف، وغرس الشتلات، والتدريب على الحفاظ على البيئة، وغيرها من التدابير.
إن الإقبال الكبير للسياح من جميع أنحاء إيران ودول أخرى من العالم، خاصة بسبب إقامة الاحتفالات التاريخية في شرق كردستان، خلق ضغوطاً كبيرة على هذه القرى وجعلها أكثر عرضة للخطر، فإذ لم يفكر سكان هذه المناطق بالحفاظ على طبيعتها فإنها ستشهد في المستقبل كوارث لن يكون من الممكن حلها.
منذ بداية الربيع والخريف بدأت عملية تنظيف القرى منها بوريار، مازي بن، نجل، إنجيجا، درواران، بقالة، سياناو، سوا، جوز كويرا، جوشخاني، تشور، دارزيان، وايسا، بيكارا، بالإضافة لسوركاول، شاراني باناو شالي، دوبلورا، شوشا، نسال، بيرسافا، نانا، سالاسي جارا، بالتشي، وصور، مامولا، دزلي، سارنجمار، المانع، سنات.
لكن بعض القرى، ومن بينها قرية بيساران، كانت في طليعة هذا المجال وكانت نشطة لمدة أربع أو خمس سنوات، حتى أصبحت هذه الحملة قاعدة غير مكتوبة لدى الأهالي، ويلتزمون بها بشكل صارم، ويمارسون هذه الأنشطة كل بضعة أشهر.
حيث يقوم الرجال والنساء مع أطفالهم بتنظيف السهول والجبال في المنطقة لأنهم يعتقدون أن ذلك واجب وأن عليهم أن يكونوا شاكرين لخيرات الطبيعة وأن يجتهدوا في الحفاظ عليها نظيفة، وأكدت فتيات بيساران أنه من خلال هذه الأنشطة "نريد أن نظهر وحدتنا وتضامننا في حماية البيئة لأن هذه مسؤولية كل واحد منا، ويتعين علينا الحفاظ على هذا التراث الثمين للأجيال القادمة"، وتعتبر نساء بيسار رائدات في هذه الأنشطة لأنهن تدركن أهمية هذه القضية جيداً ويعلمنها لأطفالهن.
وتستمر عمليات التنظيف هذه، التي بدأت في أوائل نيسان/أبريل الجاري، حتى الآن، ويتزايد عدد القرى المشاركة في كل مرة، وفي الوقت نفسه، لم يكن دور جمعية مريوان الخضراء البيئية غير فعال وتمكنت من أن تكون حافزاً ليس فقط للقرى المحيطة بمريوان، بل أيضاً لمدن أخرى مثل سانيه، وديفاندره، وكامييران، وسقز، ويتم تنفيذ هذه الحملة باسم وذكرى شهداء البيئة، وذكراهم هي بوصلة من أجل الاتحاد لمواصلة أسلوب حياتهم والحفاظ على حبهم للطبيعة حياً.