"حلم وحقيقة" معرض فني يجسد واقع النساء في غزة

طرحت الفنانة التشكيلية تهاني سكيك من خلال لوحاتها القضايا المجتمعية والتحديات التي تواجه النساء في فلسطين.

نغم كراجة

غزة ـ افتتحت الفنانة التشكيلية تهاني سكيك معرضها الثامن تحت اسم "حلم وحقيقة" والذي يجسد واقع المرأة، ويوضح المعاناة التي تكابدها النساء من خلال الرسومات الفنية المعبرة.

خلال افتتاح معرضها الفني الذي يستمر على مدى سبعة أيام متتالية، قالت الفنانة التشكيلية تهاني سكيك إن لوحاتها الفنية تجسد قضايا المرأة عامة والفلسطينية خاصة "غالبية أعمالي الفنية تتحدث عن واقع النساء وتبرز مدى المعاناة التي تعشنها، فاللوحات ليست مجرد ألوان ورسومات وإنما دلالات ورموز"، مشيرة إلى أنها أقامت سبعة معارض خلال الأعوام الماضية محلياً ودولياً، وأطلقت على المعرض الثامن اسم "حلم وحقيقة"؛ لتوضح الحياة التي تعيشها النساء بين الواقع والمأمول.

ولفتت إلى أن إبرازها لصورة المرأة وواقعها في أعمالها الفنية هو بمثابة عرض توضيحي لما تكابده في فلسطين جراء الحصار المستمر والحروب المتتالية، وهي المتضرر الأول والرئيسي وأكثر الفئات هشاشة في المجتمعات، فضلاً عن العرف المجتمعي الذي يحطم طموح وآمال النساء وينزع حقوقهن.

واستعرضت لوحة "المفتاح" التي تعبر عن الأمل بالعودة بعدما ذاقت النساء ويلات التشرد والهجرة وحملن المسؤولية كاملة على عاتقهن وواجهن العنف بأشكاله، وأخرى تطرح القضايا الأسرية والعائلة التي ترأسها المرأة وتدير شؤونها الاقتصادية والاجتماعية "الفن التشكيلي هو لغة أخرى للحديث عن معاناة النساء، وإيصال الصورة التعبيرية بشكل أسرع".

كما بينت تهاني سكيك مفهوم النظرة المجتمعية التي لا تزال تشكل حاجز وتحدي كبير أمام النساء حيث لا تستطعن النهوض والتطور بسبب التضييق والتقييد وفرض الحدود المجحفة "نجاح المرأة في المجتمعات يبرز مدى تطور الأفراد ومناصرتهم لحقوقها".

وأضافت "الفن التشكيلي يحاكي القضايا المجتمعية دون السيطرة عليه أو تقييده، كما أن الرسومات الفنية لا تحتاج إلى مترجم وشرح"، لافتةً إلى أن الفنون التشكيلية بأنواعها هي الوسيلة الأكثر تناسباً وتفهماً مع كافة الشرائح الاجتماعية.

وحازت الفنانة التشكيلية تهاني سكيك على العديد من الجوائز والأوسمة التقديرية، وشاركت في عشرات المعارض المحلية والدولية، ومثلت عضو الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في الكويت، وشغلت منصب مدير في وزارة الثقافة الفلسطينية، وعملت كمدرسة للفنون في عدة مدارس كويتية وفلسطينية.

 

 

بدورها ترى الكاتبة فتحية صرصور أن الفنانة التشكيلية تهاني سكيك استطاعت التعبير عن مفردات الشعب في فلسطين وطرح القضايا المجتمعية التي تواجه النساء على وجه الخصوص، وتجد أن الحصار هو عائق رئيسي أمام الفن التشكيلي حيث تحرم الفنانات من السفر والمشاركة بأعمالهن الفنية التي تحاكي الواقع المرير دولياً.

وأشار إلى أن "المرأة الفلسطينية فنانة ومبدعة في كافة المجالات لكن هناك الكثير من المعوقات التي تواجهها كالحصار، ومعارضة فكرها وعملها من قبل المجتمع التقليدي الذي يرفض نجاحها"، مؤكدة على أن لوحات تهاني سكيك عبرت بشكل مباشر عن معاناة النساء وأوضاعهم "اللوحات تحاكي واقع المرأة وهذا ما لامسناه في المعارض التي تقيمها تهاني سكيك".

وأوضحت أن الفن التشكيلي يختصر الكثير من الحديث والشرح "في حقيقة الأمر أن سلسلة المعارض التي حضرتها سواء في البلاد أو خارجها لم أرى يوماً أن هناك لوحة تحتاج إلى الشرح والتساؤلات بل كانت معبرة وتعطي الرائي الإيحاء والتفكير بعمق".