حكاية أرض الزيتون... لوحة فنية تجسد تاريخ شعب

كشف الستار عن لوحة حكاية أرض الزيتون التي تصور رحلة نزوح أهالي مقاطعة عفرين المحتلة.

الشهباء - "اللوحة تجسد عمل تاريخي وليس فني فحسب، تعبر عما مر به كل شخص من عفرين"، هذا كان رأي الحضور في فعالية الإعلان عن لوحة "حكاية أرض الزيتون"، التي تمتد على طول 58 متراً.

بعد عملٍ دؤوب ومجهود 15 فرداً من أبناء عفرين المهجرين قسراً لمقاطعة الشهباء تم عرض لوحة "حكاية أرض الزيتون"، أمس الثلاثاء 17 أيار/مايو في مقاطعة الشهباء بشمال شرق سوريا.

وتوثق اللوحة تاريخ عفرين خلال أربعة مراحل الأولى قبل الهجمات عندما كانت تعيش بسلام في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية، والمرحلة الثانية بعد العدوان التركي وتدمير كل شيء، والمرحلة الثالثة خروج أهالي عفرين قسراً، والمرحلة الأخيرة تحمل أمل أهالي عفرين بالعودة إلى أرضهم وديارهم.

عضو هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل والمشرفة على المشروع هيفين شاميو أشارت إلى أن فكرة وإعداد اللوحة كانت مبادرة من هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث أنه بعد تهجير أهالي عفرين صوب الشهباء وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على التهجير كانت ومازالت عفرين حية في قلوبهم وأذهانهم.

ونوهت إلى أنهم أرادوا أن تبقى ذكرياتهم الجميلة والمقاومة البطولية التي أبدوها في عفرين وفي الشهباء حية وبناء على ذلك باشروا برسم اللوحة من خلال الوصول إلى الشخصيات القادرة على الإبداع والرسم مبينةً أن "الفكرة لاقت دعم كبير واستجابة من جميع المبدعين وأصحاب المواهب".   

وأكدت أن كل شخص من عفرين دافع ويدافع عن أرضه المحتلة ويتحدى لا إنسانية العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية من خلال الكتابة، أو السلاح وأردوا هم بريشتهم الدفاع عن أرضهم.

وذكرت أنهم واجهوا الكثير من العوائق والصعوبات من تأمين مواد الرسم لما يفرضه النظام السوري من حصار جائر على المنطقة، بالإضافة لمعاناه القائمين على العمل في الوصول لمكان الرسم، مؤكدةً أن القائمين على العمل والرسامين قدموا الكثير من الوقت، والمجهود والتضحيات في سبيل نجاح المشروع والإبداع في الرسم، مبينةً أنه "سنسعى لإيصال صوت أهالي عفرين من خلال هذه اللوحة التي تحاكي الواقع وتؤكد على النصر من خلال عرضها في مدينة حلب ومناطق غيرها في شمال شرق سوريا وسنسعى لإيصالها لأوروبا أيضاً".

من جانبها أشارت الشابة لودملا هورو المشاركة في رسم اللوحة إلى أنهم بعمل جماعي ومتكاتف سعوا لتحقيق النجاح ورسم لوحة حكاية أرض الزيتون وعما رسمته من اللوحة قالت "أردت من خلال الخيال والإبداع رسم نهر ميدانكي في عفرين، وتجمع أهالي عفرين حوله في أيام الصيف والسباحة والراحلات وقدوم الأهالي من الخارج للتنزه بقربه".

وتطرقت إلى أنه من خلال هذه اللوحة استرجعت ذكريات الأهالي هناك قبل الاحتلال التركي، مشيرةً إلى أن لكل شخص من عفرين ذكرى خاصة ومميزة عاشها مع عائلته في ظل أمان واستقرار المنطقة.

وشددت لودملا هورو على أن رسمهم وإبداعهم في المرحلة الأخيرة التي توحي بتحرير عفرين يوماً ما وعودة شعبها بأمان واستقرار إليها مجدداً وحده كافي لتحطيم مؤامرات ومخططات الاحتلال التركي بحق شعوب المنطقة.

بدورها عبرت عضو لجنة العلاقات الدبلوماسية لمؤتمر ستار عفرين زلوخ محمود والتي كانت حاضرة في الافتتاح عن مدى تأثيرها باللوحة وما شعرت به لحظة مشاهدة اللوحة، مؤكدةً أن "اللوحة تعود بنا لحظة بلحظة لعفرين وما حدث بها وبالفعل هي عمل تاريخي وليس فني فحسب".

وأكدت أن اللوحة تعبر عما مر به كل عفريني، وإصراراهم وتمسكم بأرضهم عفرين، وأنهم مستمرون في الفعاليات والنشاطات لحين تحرير عفرين من الاحتلال التركي وعودة السلام والأمان لأرض الزيتون.