حضور نسوي لافت في اختتام فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب "سيلا 2025"
شهدت الجزائر العاصمة خلال الفترة من 20 تشرين الأول/أكتوبر إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 النسخة الثامنة والعشرين للصالون الدولي للكتاب "سيلا 28"، في حدث يمثل أكثر من مجرد معرض للكتاب، بل منصة استراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية ومكانة الجزائر الثقافية.
نجوى راهم
الجزائر ـ اختتمت أمس السبت 8 تشرين الثاني/نوفمبر فعاليات الصالون الدولي للكتاب "سيلا 2025" في طبعته الثامنة والعشرين، وسط إقبال جماهيري واسع من القرّاء والمهتمين بالأدب والفكر، وحضور قوي للنساء الكاتبات من مختلف الأجيال، اللواتي قدّمن أعمالًا جديدة تنوّعت بين الشعر والسرد والنقد السينمائي النسوي.
الشعر استمرار لكفاح الجدّات والمجاهدات
شاركت الشاعرة كلثوم دفوس في فعاليات الصالون الدولي للكتاب "سيلا 2025" بثلاثية شعرية سلطت الضوء على كفاح المرأة الجزائرية وشجاعتها عبر التاريخ، من خلال سلسلة من الكتيبات التي تناولت حرية المرأة بين الماضي والحاضر، ومكانة المرأة الريفية في المجتمع الجزائري.
وأكدت كلثوم دفوس أن "المرأة الجزائرية اليوم أثبتت نفسها وتحررت بفضل تعبها وجهودها، ووقفت جنباً إلى جنب مع الرجل في ثورة التحرير الكبرى"، مضيفة أن "الشعر في مجموعتها يعبّر عن رغبة المرأة في ألا تبقى أسيرة، بل أن تكون الأساس الصحيح في المجتمع من خلال دورها الفعّال، تكملةً لنضال الجدّات والمجاهدات".
الكتابة وفاء لذاكرة الأم
ومن بين الإصدارات التي لفتت الأنظار، كتاب "أمي" للكاتبة مليكة بورنان، الذي يحكي قصة والدتها الحقيقية التي عاشت ستين سنة من الكفاح والصبر، لتتحقق أمنيتها وبعد رحيلها قررت ابنتها أن تخلّد حكايتها في هذا العمل الأدبي المؤثر.
تقول مليكة بورنان "كانت أمي دائماً تقول لو يقوم أحد بكتابة قصة حياتي، واليوم أشعر أني أوفيتُ بوعدها وحققت حلمها، فالكتاب يندرج ضمن أدب السيرة الذاتية النسوية، ويعكس عمق العلاقة بين الأم والابنة في المجتمع الجزائري من زاوية إنسانية ووجدانية".
مشاركة أولى وحضور نسوي متجدد
من جهتها، شاركت دار دوافع للنشر لأول مرة في صالون الجزائر الدولي للكتاب، بجناح خاص قدّمت فيه أعداداً جديدة من مجلتي "فصل وهنري سرور"، إلى جانب إصدار خاص بعنوان "امرأة عربية سينمائية" الذي يجمع بين الأدب والفكر والسينما من منظور نسوي عربي معاصر.
الإدارية في الدار مايا عبادي أكدت أن المشاركة الأولى لدار دوافع كانت "فرصة لإبراز أصوات نسوية شابة ومنتجة، وفتح النقاش حول حضور المرأة في المشهد الثقافي والفني العربي".
كما عُرضت ضمن الجناح مجلة البلاصة النسوية في أعدادها الأربعة، لتؤكد حضور الإعلام النسوي الثقافي كجزء من المشهد الأدبي المتنوع.
حضور نسوي متجدد وقراءة في ملامح المستقبل
اختتام فعاليات الصالون الدولي للكتاب بسيلا 2025 تميز بدخول أسماء جديدة من الكاتبات الشابات، اللواتي قدّمن نصوصاً تعبّر عن رؤى معاصرة حول قضايا الهوية، الحرية، والذاكرة الجماعية. وقد شهد الصالون تسجيلاً ملحوظاً لاهتمام القراء بالأقلام النسائية، ما يعكس التحوّل المستمر في الذائقة الأدبية الجزائرية نحو التنوع والتجديد.
في ختام هذه الطبعة، أثبت صالون الجزائر الدولي للكتاب مرة أخرى أنه ليس مجرد فضاء للعرض، بل منصة حوار بين الأجيال، وتأكيد على أن المرأة الجزائرية تواصل كتابة فصلها الخاص في الذاكرة الثقافية الوطنية.