حذامي محجوب: مؤتمر تحالف "ندى" صوت يضيء درب الحرية
جمع مؤتمر تحالف "ندى" نساء من مختلف بقاع الأرض، لترفعن صوت الكفاح ويصبح رمزاً للوحدة والإصرار.

في عالمٍ تتعدد فيه الأصوات وتتنوع الثقافات، يظل صوت النساء واحداً في نضالهن نحو الحرية والعدالة والمساواة. هذه الأبيات القصيرة التي كتبتها الصحفية التونسية حذامي محجوب بعد مشاركتها في المؤتمر الأول ما بعد التأسيسي لتحالف "ندى" تجسد روح اللقاء الذي جمع نساءً من مختلف بقاع الأرض، ليشكلن معاً لوحة ملحمية من النضال والتحدي. من اليمن الصابر إلى كردستان الحالم، ومن تونس الخضراء إلى مصر العريقة، امتزجت الأحلام بالواقع، وأضاءت العزيمة دروب الكفاح. لم يكن اللقاء مجرد تجمعٍ عابر، بل كان وعداً بمستقبل أكثر إشراقاً للنساء، حيث لا مكان للصمت والخوف، بل للوعي والإرادة القوية التي ترسم ملامح الغد، فما أجمل أن تتوحد الأصوات في رسالةٍ واحدة، تتحدى العقبات وترسم طريق الأمل.
نجحَ اللقاءُ وزهْرُ ندىً تفتّحَ في الربى
وغدتْ نساءُ الأرضِ صوتًا واحداً لا يُحْتَجى
من كلّ أرضٍ قد أتينَ، كأنّهُنّ المبتغى
شمسُ العزيمةِ لم تَغِبْ… بل أشرقتْ وتألّقا
من اليمنِ الصبّارِ، جاءت بُشرى كي تُدوِّنَ في الدُّنا
أن الكفاحَ إذا نضجْـنَ، فلن يُعادِلَهُ النّدى
ونوبهارُ من سوريا، وفي عينيها ألفُ رؤيا
حملتْ عبيرَ الثورةِ البيضاءِ، نوراً مشتهى
وأزلايُ من كردستانَ، تسكبُ حلمَها في القصدا
لترى الخُطا تمضي كأنّ المجدَ قد صارَ الفِدا
وزهورُ من تونس الخضراء ، تسيرُ في خطوِ الندى
يا زهرةً حملتْ عبيرَ الحرِّ السخا
من مصرَ جاء الحرفُ عذباً، زادَ أرواحَ النسا
والنيلُ شاهدُهُنّ، والضادُ المؤسَّسةُ العُلا
ومن إيرانَ وأفغانَ، والهمُّ الطويلُ وما كفى
نسجتْ نساؤُهنّ من الألمِ انتصارًا يُحتذى
وصومالٌ والسودانُ، دمعُ الجدودِ، دمُ الإخا
لكنّ فيهِم عزّةٌ ترنو لبُشرى من غدا
وفي عيونِ الوافداتِ تلاقَتِ الأرواحُ، لا
لغةٌ تُفرّقنا، ولا جنسٌ يُفرّق أو رجا
شدّت يدٌ يدَ أختها، فإذا الخُطى لحْمٌ وِئا
وعيُ النساءِ تألّقًا… والمجتمعْ قد هبَّ لا
صمتٌ يُكبّلنا، ولا خوفٌ يُقيّدُنا، وها
رجالُنا من بينِنا، وقفوا، وقالوا: ما كفى!
ثلاثُ ليالٍ في الزمانِ، ولكنَ فينا مُذ بدا
وعدٌ بأنّ غدَ النساءِ بدا قريبًا مشرقا
يا ندى، يا حلمَ أرضٍ صاغَ منها المجتلى
سيري… فنحنُ مع النِّساءِ نُعيدُ للتاريخِ خطّا