'هدفنا بناء بلديات ديمقراطية وبيئية في محور حرية المرأة'
بناء اتحاد لنساء البلديات وتطوير المشاريع وتطوير أرضية التنظيم والحماية من بين المخططات التي وضعتها المشاركات من قبل مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، في الانتخابات البلدية العامة بإقليم شمال وشرق سوريا.
مركز الأخبار ـ أعلن كل من مجلس مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، عن الخطط والمشاريع التي ستقوم بها النساء اللواتي ستشاركن في انتخابات البلدية بإقليم شمال وشرق سوريا التي من المقرر إجراؤها الشهر المقبل، بعد تأهلهن في الانتخابات التمهيدية.
أصدر كل من مجلس مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا بياناً مشتركاً أمس الأربعاء 22 أيار/مايو، جاء فيه "نحن المرشحات لانتخابات الإدارات المحلية بكل شغفنا وإرادتنا وألواننا وأفكارنا ووعودنا ونشاطاتنا، نؤكد أن وحدة الشعوب ومساواتها وحريتها هي الحياة الحرة للنساء والأطفال. عليه من أجل حماية الحياة الطبيعية سنعمل للاستمرار في بناء الأمة الديمقراطية المستندة على حماية الحياة الإيكولوجية والبيئية".
وأضاف البيان "نحن كشعب روج آفا في إقليم شمال وشرق سوريا؛ حاربنا كافة الهجمات والاعتداءات المادية والمعنوية التي استهدفت القيم الثقافية والتاريخية لمناطقنا، من قبل كل القوى الحاكمة والفاشيين والغزاة، ناضلنا واستطعنا أن ننتصر، وأرسينا الأساس لوطن حر وديمقراطي وخطونا خطوات مهمة من أجله، وفي هذا النضال من أجل الحرية والديمقراطية استشهد الآلاف من النساء والشباب والأطفال من شعبنا، على هذا الأساس نستذكر كافة شهدائنا بكل اعتزاز واحترام ونعاهدهم على تحقيق أحلامهم في بناء بلد ومجتمع حرين"، مضيفاً "نحن كنساء روج آفا، في إقليم شمال وشرق سوريا، من أجل بناء وطن حر ومجتمع ديمقراطي ناضلنا على مدى عشرات السنوات ولا زلنا نناضل، من جهة ضد القوى الاحتلالية والفاشية ومن جهة أخرى ضد كافة الذهنيات المحافظة، الفوضوية، السلطوية والمتعصبة دينياً وجنسوياً".
وأشار البيان إلى إن "النضال الذي خاضته النساء يرتكز على حقيقة قيم المرأة الحرة وثقافتها في هذه المنطقة التاريخية ومن ذاكرة السكان المحليين الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، في المرحلة التي نمر بها، والتي يحاولون بشتى الطرق من أجل محو وإنكار تاريخنا ولغتنا، بنضالنا تمكنا من بعث وإنعاش روح المقاومة من جديد. بالإيمان، الاصرار، التضامن والحماس، سنرفع من وتيرة نضالنا كل يوم. لقد أنشأنا أنفسنا، نظمنا أنفسنا، وأظهرنا قوة المرأة وإرادتها. لقد رأينا أن العيش كجنس وكدرجة ثانية تحت السلطة وحكمها، وضمن النظام المهيمن الذي انشأه الرجل السلطوي والتحول لخادمة وعبدة، أداة للمتعة، وإنجاب الأطفال، والقيام بالأعمال المنزلية، والتعرض للإيذاء، التقليل من شأنها، الإهانة، والقتل. ليس مصيراً أبدياً. كل هذه الحياة الرأسمالية، المبنية بذهنية الرجل، تعتبرها مشروعة بالنسبة للمرأة. إننا بأفكارنا وأقوالنا وفعالياتنا، كتنظيمات نسائية، مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، ضد الحياة العبودية المفروضة علينا وقد صنعنا المعجزات".
وأوضح البيان "نحن كمؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا سعينا من أجل إنشاء الحياة الديمقراطية والإيكولوجية التي تتخذ من مبدأ حرية المرأة أساس لها وناضلنا لإبراز صوت، لون وإرادة المرأة والارتقاء بها في كل نواحي الحياة. فمن السياسة إلى الدبلوماسية، ومن حماية الطبيعة إلى الاقتصاد، ومن الكومينات إلى المجالس، ومن الإدارات المحلية ومن الصحة إلى التعليم، وفي جميع مجالات الحياة، قمنا بتنظيم إرادة المرأة لتصبح صاحبة القرار".
"من أجل حياة حرة ومتساوية سنرفع من وتيرة نضالنا وتنظيمنا"
وأضاف البيان "نعيش اليوم مرحلة حساسة للغاية حيث لا تزال الذهنية الذكورية والدينية والجنسوية والقومية تحاول فرض نفسها على إرادتنا بكل الطرق، لذلك تتسبب بخلق أزمات الفقر والهجرة، وتنشر القتل والألم، وتحرم المجتمعات، وتقتل وتجبره على أن يرتكب الفاحشة. هذه الذهنية القائمة، من أجل حرماننا من التدريب والتعليم ومن أجل ابقائنا (مريضات، جاهلات، مجردات من القيم الأخلاقية والضميرية) تمارس شتى السياسات وبمختلف الطرق والأساليب. لقد خضنا ثورة داخل ثورة، فإذا لم نعمل على أن تكون هذه الثورة ثورة اجتماعية ودائمة، فسنواجه الذهنية الذكورية، التي تسعى بكافة الأساليب لسد الطريق أمام إرادتنا"، مشيراً إلى أنه "على هذا الأساس فإن حملة تنظيم مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا هي خطوة تاريخية ومهمة للغاية".
ولفت إلى أن "نضال المرأة مستمر منذ فجر التاريخ إلى يومنا الحالي، وهو نضال تاريخي ضد الذهنية المتعصبة جنسوياً، دينياً وعلمياً. بريادة النساء وقيادتهن لميراث نضال المرأة من أجل الحرية وبهدف بناء مجتمع يتخذ من مبدأ الديمقراطية الإيكولوجية وحرية المرأة أساساً في ثورة المرأة، وكذلك بعد المصادقة على العقد الاجتماعي الذي يتكون من 134 مادة، للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، ووفقاً للقرار الثالث في المادة 109، فقد تحول نظام البلديات إلى نظام ديمقراطي".
وتابع البيان "بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا عن إجراء الانتخابات البلدية في 11 حزيران 2024، استعدنا نحن كمنظمات نسائية لخوض الانتخابات المسبقة للانتخابات الأساسية بهويتنا. ولأنه لأول مرة تجرى انتخابات نسائية في مناطق روج آفا، وخاصة من قبل التنظيمات النسائية مثل مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، يمكننا القول إن حماسة كبيرة قد نشأت بين النساء وأثرت على كافة شرائح المجتمع، ولأن ثورة المرأة في تحرك وسعي دائم لبناء نظام ديمقراطي ومتساوي، فقد كان هذا أسلوباً جديداً للمرأة، ويمكننا القول إن هذا هو النموذج الأول من نوعه والذي تقوم من خلاله المرأة للمرة الأولى بانتخاب مرشحاتها. لتكن بصوتهن مرشحات أو رئاسة مشتركة، حيث تم تقييم كيفية تمكن المرأة من التقدم بهويتها والعيش بإرادتها ضمن مجتمعها".
وأوضح البيان "اليوم يتم تأسيس هذا النموذج في المنطقة، حيث أن مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا أعلنا عن المرشحات اللواتي خضن انتخابات رسمية في كافة البلدات والنواحي. تمت هذه الانتخابات بنجاح. وتم اثبات ذلك وإظهاره للجميع، ليس فقط بمشاركة النساء الكرديات. وأنما بمشاركة كافة النساء العربيات والمكونات المؤمنة بهذا النظام النسوي. وعلى هذا الأساس فإننا كتنظيم المرأة مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا نؤمن بأهمية نظام الرئاسة المشتركة والتمثيل المتساوي ونراه في غاية الأهمية، ففي كل مرحلة يعد النظام الرئاسي المشترك هو النموذج الصحيح على أساس فلسفة المرأة، الحياة، الحرية وتعبر عنها وتمارس السياسة عليها. لذلك نناضل ضد النظام الأحادي ونحمي نظام الرئاسة المشتركة كحل بديل، ولهذا يمكننا القول إن هناك تمثيلاً للنساء في البلديات بنسبة 50 في المئة، ويتم حمايته وزيادته بجهد كبير".
ولفت البيان إلى أنه بهدف إنشاء بلدية بيئية في إقليم الجزيرة، أجريت انتخابات مبكرة للنساء في /68/ ناحية وبلدة. وفي إقليم الفرات، /15/ ناحية وبلدة، أجريت فيها انتخابات مبكرة للمرأة. إلى ذلك، انتهت الانتخابات المبكرة في /50/ بلدة وناحية في المناطق المحررة، وتم إعداد وتدريب المرشحات للمشاركة في انتخابات 11 حزيران/يونيو للعب دورهن كرئاسات مشتركة.
ويهدف كل من مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا إلى "حماية الطبيعة والتربة والمياه والهواء من سياسات الإبادة البيئية التي يمارسها الاحتلال التركي في كردستان على غاباتنا ومياهنا وجبالنا وجغرافيتنا لذلك نضالنا هو نضال ايكولوجي يتخذ من حق وعدالة المرأة أساساً ضد هذه السياسات".
وتعتبر الانتخابات البلدية التي ستجرى خلال الأيام المقبلة خطوة مهمة لدمقرطة روج آفا، وكامل مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وبالتالي لتحقيق الإدارات المحلية فيها "نحن كنساء كيف تمكنا من لعب دورنا في كافة مراحل البناء الاجتماعي وأخذنا مكاننا ضمنها، اليوم أيضاً سنكون نحن من نلعب الدور الرئيسي في البلديات".
وأشار البيان إلى إن "السياسة الأحادية والاحتكارات في البلديات لها تأثير كبير على النساء والأطفال وتحرمهم من الخدمات. في المنزل، في الشوارع، وما هي الخدمات التي يستفيدون منها، تخطيط المكان، البيئة، المتنزهات، الحدائق، المساحات الخضراء، إنارة الشوارع، الخدمة باللغة الأم، الحق في حرية الحركة ذهاباً وإياباً، وما إلى ذلك، أي أن الموارد التي تستخدم لماذا ولأجل من يتم استخدامها لذلك هذه السياسات والممارسات تؤثر على حياتنا".
وتابع البيان "نحن نعلم أنه كلما زادت مشاركتنا في عمليات صنع القرار وتحديد سياسات البلديات، كلما تمكنا من إدارة إنشاء حياتنا والمكان الذي نعيش فيه. بوعي المجتمع والفرد الحر، والمجتمع الديمقراطي والكومونالي، والسلام الدائم على مبدأ العيش المتساوي وأخوة الشعوب، لنقوم بتنظيم مفهوم الديمقراطية المباشرة بالمشاركة القوية، وهذا يتطلب التحلي بالمسؤولية حيال حياتنا، سنقوم ببناء حياة عادلة وحرة. فلنعيد بناء الحياة الاجتماعية وحمايتها واستدامتها بقيم الحرية والمساواة، ولنضع سياسات وقواعد مؤيدة للمرأة، لنطور ولنتخذ من مبدأ الإدارات المحلية أساساً لنظامنا".
وأوضح أن "التعليم باللغة الأم، وتخطيط المدن، والهندسة المعمارية، والاستفادة على قدم المساواة من الخدمات في المدن، الإعلام والنشر، الثقافة والفنون، النقل، الصحة، الاقتصاد، الأخلاق والسياسات الجمالية، السياسات الاجتماعية؛ باستقلالية المرأة ننظم أنفسنا، نحقق الحياة المشتركة الحرة، وبنظام الرئاسة المشتركة ونظام التمثيل المتساوي، سننتصر. باعتماد المرأة على مفهوم البلديات المتعددة الثقافات. سنحمي الحقوق والمساواة لجميع المكونات من الطوائف والشعوب الدينية، الكرد والسريان والآشوريين والعرب والتركمان والأرمن والعلويين والسنة والمسلمين والمسيحيين والإيزيديين. وسنقبل نظام الرئاسة المشتركة والتمثيل المتساوي كمبدأ. ومن أجل ضمان حقوق المرأة وحريتها، ستنظم المرأة نفسها بشكل مستقل واستقلالي في كل مجال، وتأخذ من مبدأ المساواة بين الجنسين والتوازن بين الاختلافات في الطبيعية أساسا لها".
ووفقاً لتلك الأسس والمبادئ:
• سيتم تنفيذ كافة الخدمات والمشاريع المتعلقة بالمرأة والطفل بالاشتراك مع الكومينات والمجالس.
• سيتم تحديد السياسات الخاصة بالمرأة، بالتنسيق مع المنظمات المدنية المحلية والتنظيمات النسائية والشبيبة، والمؤسسات الاجتماعية، والصحية، والتعليمية.
• لتتمكن المرأة من تنظيم نفسها بشكل مستقل ضمن البلديات سننشئ مجالس نسائية ومنسقات نسائية ومخاطبات باسم المرأة ضمنها.
• في سياق تطوير مشاريع النساء والأطفال، سنطور تنظيم المرأة وتأسسها؛ سننشئ في كل بلدية مكتب المرأة. وبالارتباط بها سننشئ وحدات مناهضة العنف والتعذيب وأيضاً وحدات خاصة بالتدريب.
• لتعزيز التضامن النسائي في البلديات ولتطوير سياسات مشتركة، سنقوم ببناء اتحاد لنساء البلديات.
• لتطوير التعليم والإعلام والاتفاقات النسائية الدولية، سنقوم بتطوير الوحدات واللجان الأكاديمية والإعلام والدبلوماسية ضمن هيكلية اتحاد البلديات الخاص بالمرأة.
• من أجل تلبية احتياجات النساء اللاتي يشكلن نصف المجتمع، سنقوم بوضع موازنة فورية تراعي النوع الاجتماعي، وسيتم أخذ عمل المرأة في البلدية بعين الاعتبار وسيتم تحديد ميزانية مستقلة للمشاريع المستقلة.
• في إطار النضال ضد كافة أشكال العنف والتعذيب ضد المرأة. سنقوم ببناء وحدات استشارية للمرأة وحماية المرأة والطفل.
• الصحة حق طبيعي واجتماعي، لكي تتمكن المرأة من الاستفادة من هذا الحق، يجب أن تكون الصحة مجانية، وسوف نعمل مع المنظمات الصحية، وسيتم تطوير الأنشطة التعليمية للصحة البدنية للمرأة.
• بالنسبة للنساء المشردات واللاتي تم إجلاؤهن من أماكنهن وتعرضن للعنف وأصبحن ضحايا والمهجرات، وذوات الاحتياجات الخاصة والأطفال لتتمكنَّ من الاستقرار سيتم تأمين وتنظيم أماكن الحياة من أجلهن.
• لكي تشارك المرأة بشكل أكبر في الاقتصاد، سنقوم بتطوير الإنتاج المشترك، وعلى هذا الأساس، في المقام الأول سندعم الزراعة وتربية الحيوان والتعاونيات النسائية التجارية والمنتجة ونطورها.
• للقضاء على الذهنية المحددة للأدوار وللوظائف بين النساء والرجال، سنعمل على تطوير المشاريع. عن طريق سير التدريبات المهنية سنجعل من النساء قادرات على العمل ضمن المجالات المختلفة التي من شأنها تحقيق اكتفائها الذاتي والاعتماد على ذاتها.
• سنعمل على تعزيز تنظيم الشابات في كافة وحدات السياسات النسائية لتصبحن صاحبات صوت مسموع وبالتالي لتلعبن دورهن ولتتواجدن بشكل بارز وملحوظ في آليات صنع القرار.
• من أجل تطوير التنوع والاختلاف في مجال المرأة، سنكون مراقبين، سننظر في حق المرأة في الحياة والصحة والتعليم والسكن والنقل والسلامة والخطط ونأخذها ضمن اولوياتنا. من المباني إلى المساحات الخضراء، من الحدائق إلى الساحات، سيكون لنا رأي في أماكن التخطيط بما يخص حياتنا والأماكن التي نعيش بها.
• سنقوم بإنشاء أماكن ثقافية، وملاعب وساحات رياضية للنساء، وأحياء، وأسواق، وحدائق نسائية، سننشأ أيضاً الساحات وحدائق المرأة الحرة.
• سننظر في وضع الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وما إلى ذلك في بناء المدن في سياق فلسفة المرأة، في الأماكن العامة، والنقل، وتشييد المباني.
• سنعيد بناء مراكز الحياة التي احتلت وأحرقت ودمرت من قبل المحتلين، بناء على الرغبة المحلية وبالتعاون. وسنحارب معاً سياسات الحروب والصراعات التي تجبر الناس على الهجرة وتغيير الديموغرافيا.
• سنقوم بحماية النظام البيئي، لن نكون بشراً فحسب، بل سنكون مسؤولين عن جميع أنواع النباتات والأعشاب والمياه والتربة والهواء والأصول التاريخية والتراث الثقافي، وسنطور الأماكن التي نعيش فيها وسنجعلها مناطق خضراء.
• لحماية الحقوق الاقتصادية والشخصية للعاملات تحت مظلة البلديات، سنقوم بتطوير أرضية التنظيم والحماية لها.
وجاء في ختام البيان "كنساء روج آفا، وإقليم شمال وشرق سوريا؛ هدفنا هو بناء بلديات ديمقراطية وبيئية في محور حرية المرأة. ولهذا السبب نحن عازمات، وواثقات، ومتفائلات ومتحمسات.. وقبل كل شيء، ندعو النساء وكافة أبناء شعبنا إلى دعم المرأة وتعزيز إرادتها. ومن الآن فصاعداً، نهنئ جميع رفيقاتنا اللواتي سيتم انتخابهم ونتمنى لهم النجاح".