'حادثة بلجيكا جريمة كبرى وغض البصر عنها يؤدي لجرائم أكبر'

أكدت نساء مدينة عفرين المقاومات في الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، أن هجوم الأتراك على الكرد بعد احتفالهم بعيد نوروز في مدينة بلجيكا جريمة كبرى على أرض دولة تدعي الديمقراطية، محذرات من إهمال وغض البصر عن الحادثة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ هاجمت مجموعة من الأتراك منازل الكرد الذين شاركوا في احتفالية عيد نوروز في مدينة لوفن في بلجيكا أثناء عودتهم من الاحتفالات وحاولوا إحراق نحو 40 شخصاً كانوا محتميين في إحدى المنازل وأحرقوا الأعلام والرموز الكردية.

ظهر في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تدمير العناصر المهاجمين لمنازل الكرد عدد من المركبات أثناء محاولتهم للدخول إلى المنزل وسط ترديدهم للتكبيرات ورفع إشارة "الذئاب الرمادية" وهي منظمة يمينية متطرفة تشكلت في أواخر عام 1960 في تركيا.

وبعد مرور نصف ساعة تمكن العشرات من شبان الجالية الكردية في كل من هولندا وبلجيكا والمناطق المجاورة الوصول إلى المنزل لمساندة الشرطة البلجيكية في حماية العوائل، وعلى إثرها احتجت الجالية الكردية في مدينة لوفن وغيرها من المدن في أوروبا مطالبين باعتقال ومحاسبة المهاجمين.

وحول هذا الحادثة، عبرت مهجرات عفرين في الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا عن رد فعلهن الغاضبة تجاه ممارسات الدولة التركية حيث نددت سيلفانا حسن باستهداف العناصر الأتراك للكرد المحتفلين بعيد نوروز في مدينة بلجيكا إلى أن وصل بهم الأمر لمحاولة إحراقهم الأمر الذي كان من الممكن أن يتسبب في ارتكاب مجزرة شنيعة بحق تلك العوائل.

وأشادت بردة فعل العوائل ووقوفهم بقوة وجدارة أمام الهجمات وممارسات الدولة التركية بالإضافة لمساندة الشبان الكرد المتواجدين في المناطق القريبة منهم للعوائل وردع الهجمات وعدم التزام الصمت أو الخشية من نتائج الممارسات.

وطالبت سيلفانا حسن من الكرد المتواجدين في موقع الحادثة وأوروبا كافةً الاستمرار بانتفاضهم والمطالبة بمحاسبة المجرمين الذين استهدفوا المدنيين الذي كان كل ذنبهم الاحتفال بعيدهم والتعبير عن مطالبهم بحقوق جميع الشعوب والسلام والأمان للعالم.

من جانبها قالت حنيفة أحمد إن سياسات وممارسات الدولة التركية بحق الشعب الكردي والشعوب المطالبة بحقوقها المشروعة دائماً ما تكون شنيعة وبعيدة عن الإنسانية أينما تواجدوا وكيفما كانوا، ويأتي هذا من ضعف وخوف الدولة التركية من الشعوب المؤمنة بالديمقراطية والحرية التي تكون نهاية لدولتهم وسياستهم.

وأكدت أن المسؤولية الأولى والأكبر تقع على عاتق حكومة وسلطات الدولة البلجيكية التي وقعت الحادثة على أرضها في مكان حكومتها قائلةً إن "هذه الحادثة ليست بسيطة ولا يمكن إهمالها أو غض البصر عنها فإن استهداف حق الشعوب مهما كانت مكوناتها وطوائفها جريمة خاصة على أرض دولة تدعي الديمقراطية والإنسانية واحترام حقوق الشعوب".

بدورها ذكرت الشابة تولين رشيد أن تاريخ الدولة التركية مليء بالممارسات القمعية والفاشية من تدمير، إبادة، قتل، اغتصاب ومجازر بحق الشعوب على رأسهم الشعب الكردي "شهدنا على ممارسات الدولة التركية في عفرين أثناء الهجمات وبعد الاحتلال وكيف ارتكبت مجزرة بحق عائلة كردية في المدينة المحتلة فقط لأنهم أوقدوا شعلة النوروز عشية العيد في العام المنصرم".

ونددت بصمت المجتمع الدولي ولامبالاته وعدم سعيه في محاسبة الدولة التركية على جرائمها بحق الشعوب ابتداءً من إقليم شمال وشرق سوريا وصولاً إلى أوروبا، الأمر الذي يؤدي إلى توسع رقعة الهجمات على الشعب وفتح الطريق أمام الدولة التركية في ارتكاب المزيد من المجازر.