غزة... تصاعد الأزمة الإنسانية مع بداية العملية العسكرية الإسرائيلية
في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدينة غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث أودت الغارات بحياة عشرات المدنيين بينهم أطفال ونازحون، في الوقت الذي تواجه فيه المستشفيات خطر التوقف الكامل بسبب منع توريد الوقود، مما ينذر بكارثة صحية وشيكة.

مركز الأخبار ـ تواصل القوات الإسرائيلية مستمرة بحرب الإبادة الجماعية التي أودت بحياة الآلاف المدنيين، وسط أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح جماعي واسع، مع عملية عسكرية تهدف إلى احتلال مدينة غزة بالكامل.
مع توسيع القوات الإسرائيلية هجومها البري وتكثيف غاراتها على قطاع غزة قتل ما لا يقل عن 37 شخصاً، بينهم 24 في مدينة غزة اليوم الأربعاء 17 أيلول/سبتمبر، وفقاً ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، مشيرةً إلى أن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة قُتلوا في قصف استهدف خيمة نازحين في مواصي بخان يونس جنوب القطاع.
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت اليوم عن إقامة "مسار انتقال مؤقت" عبر شارع صلاح الدين، لإتاحة خروج سكان المدينة إلى الجنوب لمدة 48 ساعة، بدءاً من ظهر اليوم وحتى يوم الجمعة.
"نحن أمام كارثة صحية وإنسانية خطيرة"
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية منعت توريد كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفيات غزة، الأمر الذي يعني توقف الخدمة الصحية بشكل كامل، لافتاً إلى أن الأزمة تهدد بشكل كامل توقف عمل مجمع "الصحابة" الطبي، ومشفى "الخدمة العامة"، ومحطة الأوكسجين المركزية، وسيارات الإسعاف ومستشفيات أخرى.
وأشارت الوزارة إلى أن توقف محطة الأكسجين المركزية وسيارات الإسعاف في مدينة غزة يعني أن السكان في غزة أمام كارثة صحية وإنسانية خطيرة، مناشدةً كافة الجهات المعنية بالتدخل العاجل لضمان الوصول الآمن للوقود اللازم لعمل المستشفيات في مدينة غزة.
فرار أكثر من 140 ألف شخص
من جانبها، قالت مسؤولة الطفولة في منظمة اليونيسف تيس إنجرام، أن من غير الإنساني توقع مغادرة مئات الآلاف من الأطفال مدينة غزة، لا سيما أن المخيمات الواقعة في الجنوب غير آمنة ومكتظة وغير مجهزة لاستقبالهم.
وقالت المتحدثة تيس إنجرام، إنه من غير الإنساني أن يطلب من نصف مليون طفل، تعرضوا للعنف والصدمات النفسية على مدار أكثر من 700 يوم من الحرب، أن يفروا من جحيم لينتهي بهم المطاف في جحيم آخر".
وأشارت أن الظروف هناك بائسة للغاية، لدرجة أن بعض النازحين يعودون إلى مناطق القصف، مضيفة أن السكان لا يملكون خياراً جيداً بين البقاء في الخطر أو الفرار إلى أماكن أخرى تشكل خطراً، وأوضحت أن "بعض الأطفال قُتلوا في مخيم المواصي أثناء محاولتهم جلب المياه".
وكانت القوات الإسرائيلية قد أعلنت عن بدء عمليتها البرية التي طال انتظارها في مدينة غزة، بعد أن أصدرت أوامر إخلاء لسكان المدينة، وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 140 ألف شخص فروا حتى الآن إلى الجنوب منذ الرابع عشر من آب/أغسطس الماضي، من بين سكان يبلغ عددهم أكثر من مليون نسمة.