فيان أدار: يجب أن تتخذ شعوب الشرق الأوسط موقفاً ضد الهجمات

دعت القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ" فيان أدار، شعوب الشرق الأوسط إلى اتخاذ موقف ضد هجمات الاحتلال التركي، مؤكدةً أن "هدف الدولة التركية من الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا تدمير مشروع الأمة الديمقراطية".

روناهي نودا

الحسكة ـ هاجم الاحتلال التركي في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، مناطق شمال وشرق سوريا بالطائرات الحربية والطائرات المسيرة (SÎHA) والمدافع والأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن خسائر مادية وبشرية. ووقعت مجزرة في مدينة ديريك في شمال وشرق سوريا راح ضحيتها 11 شخصاً جراء هذا الهجوم، كما استهدفت هذه الهجمات البنية التحتية للمنطقة مثل النفط والغاز والمدارس والمستشفيات.

لا زالت هجمات الاحتلال التركي مستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا بلا هوادة، وفيما يتعلق بهذه الهجمات، كانت لوكالتنا لقاء مع القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ" فيان أدار.

 

"الاحتلال التركية يهاجم مناطقنا بذرائع مختلفة"

أوضحت فيان أدار أن هجمات الاحتلال التركي لم تبدأ اليوم، فهي تهاجم المنطقة منذ 10 سنوات بطرق مختلفة، وقالت "شهدت مناطق شمال وشرق سوريا حرباً صعبة، فقد دارت الحرب مع مجموعات كثيرة من المرتزقة اللذين كانوا يتلقون دعماً كبيراً من الخارج، وكان أبرزها تركيا نفسها. اليوم أيضاً، تركيا تهدد المنطقة بذرائع مختلفة، إن حقيقة خطة الاحتلال التركي هي إخضاع المنطقة بأكملها تحت سلطتها والتدخل في كل مكان لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، لذلك فهي تواصل خطتها في إنكار وتدمير وإبادة الشعوب جسدياً وثقافياً وفي جميع المجالات. الهدف الأساسي هو إبادة الشعب الكردي ومشروع الأمة الديمقراطية وثقافة الشعوب".

"الهجمات لن تمر دون رد"

وأشارت فيان أدار إلى أنه منذ هزيمة مرتزقة داعش تستمر الهجمات التركية على المنطقة، لافتةً الانتباه إلى مقاومة أبناء المنطقة ضد الاعتداءات التركية "شهد هجوم 19 تشرين الثاني شن هجمات على مختلف أنحاء شمال وشرق سوريا، استشهد فيها عدد من المدنيين. وقد استشهد وجُرح الصحفيون الذين أرادوا إظهار الحقيقة للعالم في هذه الهجمات. لم يستشهد أي عسكري في ذلك الهجوم، بل كان جميع من فقدوا أرواحهم من المدنيين. لن نظل مكتوفي الأيدي أبداً وسنرد على الهجمات التي تطال شعبنا".

 

"أدخلت قوات YPJ خوفاً كبيراً في قلب الدولة التركية"

وعن دور وحدات حماية المرأة "YPJ"، أوضحت أن وحدات حماية المرأة تحمي قيم المرأة والشعوب، مشيرةً إلى أنهم سيفشلون خطة لوزان الجديدة ولن تسمحن للدولة التركية بتحقيق آمالها، "إن مقاومة وحدات حماية المرأة في الحروب التي شهدتها المنطقة وخاصة الحرب التي شنتها ضد مرتزقة داعش، ضمنت مكانة قوية للمرأة في ثورة روج آفا، ولهذا قلنا إن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة. ليست النساء اللواتي انضممن إلى وحدات حماية المرأة فقط، بل النساء في المنزل والعاملات في المجالات السياسية والدبلوماسية والأكاديمية، كلهن دافعن عن ثورة المرأة في كل مجال. خاضت النساء صراعاً كبيراً ضد عقلية الرجل الحاكمة في كل مجال. لقد أظهر نضال المرأة في ثورة التاسع عشر من تموز مكانة قوية للغاية على مستوى القيادة. نستطيع أن نقول إن مشيئة الإلهة وهويتها انتصرت، لأن العقلية الحاكمة لا تفهم ذلك. ولا تتقبل ظهور لون وطابع المرأة في المجتمع والثورة".

 

"أصحاب الإرادة هم من سينتصرون"

ولفتت فيان أدار الانتباه إلى هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وقالت "هاجم الاحتلال التركي مناطق شمال وشرق سوريا بكل قوتها وتقنياتها المتقدمة وحشدت آلاف القوات لاحتلالها. قد لا يكون لدينا تقنيات مثل تقنياتهم، لكن إرادتنا تنتصر في هذه المعارك. ومثلما خاضت وحدات حماية المرأة حرباً ضد مرتزقة داعش، يمكنها أيضاً شن حرب ضد الدولة. وحدات حماية المرأة مستعدة لحماية الناس في الحرب التي تشن ضد شعبها، لأنها اكتسبت الكثير من الخبرة في الحروب ضد داعش، الدولة التركية تهاجم الكرد من جميع الجهات، إذاً لدينا عدو واحد وهو الدولة التركية، ولذلك نحن بحاجة للقتال في جميع أنحاء كردستان بإرادة الشعب وكل المكونات التي تقاتل من أجل الحرية. الهجمات التي تحدث هنا اليوم ليست فقط ضد شعوب هذه المنطقة، بل هي ضد الشرق الأوسط. لذلك يجب أن تتخذ شعوب الشرق الأوسط موقفاً ضد هذه الهجمات".

 

"YPJ تحيي الانتفاضة في شرق كردستان وإيران"

وحول مقتل جينا أميني والانتفاضة التي يشهدها شرق كردستان وإيران تقول "حدثت انتفاضة كبيرة في شرق كردستان وإيران إثر مقتل جينا أميني. لقد أظهر الناس ردة فعل قوية بعد مقتلها وهم يناضلون الآن، بصفتنا وحدات حماية المرأة نحيي الانتفاضة في شرق كردستان وإيران. ونبارك إرادة الناس التي ظهرت خلال هذه الانتفاضة، وكان مهماً جداً نشرهم لشعار "jin jiyan azadî" في العالم كله. إن شعار jin jiyan azadî هو من أجل وحدة كل نساء العالم. الانتفاضة في شرق كردستان وإيران تقودها النساء. النظام الإيراني يضطهد الشعب ويقمعه، شجاعة المرأة أعطت القوة لكل المجتمع والإنسانية التي شاركت في الانتفاضة. نحن أيضاً نتخذ هذا الشعار كأساس لنا فالمرأة هي الحياة. هذه الانتفاضة وقيادة المرأة هي أكبر مخاوف العقلية الحاكمة. حتى الآن، فقد الكثير من الناس حياتهم في هذه الانتفاضة. ستصبح هذه الانتفاضة انتفاضة النساء وستنتشر في جميع أنحاء العالم، وستضمن قيادة المرأة لهذه الانتفاضة حرية المرأة".

 

"وحدة الشعب ستُفشل هجمات وأحلام لوزان الجديدة"

وعن موقفها من الهجمات تقول إن الدفاع سيكون بقوة الشعب "كل الحكام يخافون من وحدة الشعب، لذا فإن مسيرة الشعب هي الإرادة وهذه الإرادة ستنتصر بموقفها وصمودها على عقلية الحاكم. ولكي يدافع الناس عن أنفسهم وينقذوا أبنائهم، ويثبتوا وجودهم، توجه كثير من الناس إلى ديريك ليلة الهجمات، لكن الحكومة التركية قصفت أثناء تجمع الناس وفقد 11 شخصاً حياتهم. إن وحدة الشعب هي التي ستُفشل هذه الهجمات وأحلام لوزان الجديدة. لهذه الأمة وأبنائها الحق في حماية مجتمعهم من جميع النواحي. الموقف المقدس للشعب لا يقبل النظام الحالي ولا يقبل طريقة الحياة هذه، وهي رسالة الشعب للغزاة. إن إرادة الشعب هي التي ستضمن النجاح والانتصار. القوة العظمى للدفاع هي قوة الشعب ووحدته، والمرأة بالتأكيد هي قائدة هذا الشعب. ستهزم إرادة الشعب هذا النظام. فالدول تعطي الضوء الأخضر لبعضها البعض ويتم شن هجمات ضد الشعب لذا فإن شعبنا لا ينتظر أي دولة. الحل الرئيسي هو شعوب المنطقة والشرق الأوسط. يمكن للشرق الأوسط أن ينتصر معاً. لا نجاح بدون الكرد والعرب. اليوم، قد تكون روج آفا بذرة الحل للشرق الأوسط بأكمله، لذلك يجب على الجميع الالتفاف حول هذه الثورة والانضمام إليها".

 

"نعاهد الشهداء وشعوب الشرق الأوسط على ضمان حياة حرة"

وفي نهاية حديثها حيت فيان أدار موقف الشعب المقدّس، وبينت أن الحياة الحرة ستكون من نصيب جميع المحبين للحرية "نحيي كل قوات الدفاع التي تقاتل في جميع المناطق. سنواصل على خطى الشهداء اعتداءات الاحتلال التركية لا تخيفنا بل على العكس تثير غضبنا. نعاهد الشهداء وجميع شعوب الشرق الأوسط على ضمان حياة حرة. سننتصر بثورة المرأة والشرق الأوسط وستصبح الحياة الحرة نصيب كل الشعوب".