في ظل تسارع الأحداث قياديات تدعين إلى النضال المشترك

شددت نسويات وقياديات في إقليم شمال وشرق سوريا، على أن الهجمات والانتهاكات التي يشنها الاحتلال التركي ومرتزقته ما هي إلا لنسف إنجازات ثورة المرأة، وهو ما يجابه بمقاومة كبيرة.

مركز الأخبار ـ أكدت سياسيات وقياديات وناشطات في إقليم شمال وشرق سوريا، على ضرورة الرفع من وتيرة النضال والمقاومة في وجه الانتهاكات والهجمات التي تتعرض لها المنطقة، ومواجهة الخطر الذي يحدق بالمنطقة والعالم أجمع.

عقدت ندوة عبر الزوم مساء أمس الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، تحت عنوان "روج آفا تحت الضغط: ثورة المرأة كمنارة أمل في أوقات عدم اليقين"، شاركت فيها كل من القيادية في وحدات حماية المرأة ypj روهلات عفرين، وعضوة حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف، وعضوة مؤتمر ستار جيان حسن، قيمن فيها المستجدات على الساحة السياسية وواقع المرأة في الوقت الراهن إثر الهجمات والانتهاكات التي ترتكب من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.

وفي مداخلة لها قالت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف، إن قوات سوريا الديمقراطية تخوض حرباً شرسة في سد تشرين، إثر الهجمات الكبيرة عليها من قبل مرتزقة الاحتلال التركي خلال اليومين الماضيين "الاحتلال التركي يشن هجمات على السد للسيطرة عليه في سعي منه لحرمان أهالي المنطقة من المياه والكهرباء، بالإضافة إلى التوجه لمدينة كوباني التي أصبحت رمزاً للمقاومة ضد داعش، من أجل احتلالها".

وفي تقييمها للأوضاع والمستجدات على الساحة السياسية والعسكرية، أوضحت أن "سوريا مرت في الأيام الأخيرة بأحداث متسارعة وتغيرات كبيرة شُبهت بالزلزال السياسي والعسكري نتج عنه سقوط نظام بشار الأسد، وهو يعد حدث جيد لأن أهالي سوريا أجمع، تعرضوا لظلم كبير من قبل الحكومة السابقة، لقد كان حكماً ديكتاتورياً ولم يقبل بتعدد الهويات والقوميات، ولكن حقيقةً ليس بالإمكان القول أنه قد حدث ثورة بالنسبة لإقليم شمال وشرق سوريا، لأن القوات الحالية التي تواجدت في سوريا لا تتقبل حرية المرأة مما يشكل خطراً كبيراً عليها".

ولفتت إلى أنه بعد دخول تلك القوات إلى مدينة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا قامت "باختطاف واغتصاب النساء وقطع رؤوسهن"، ومؤخراً لدى دخولها إلى مدينة منبج والسيطرة عليها ارتكبوا ذات الممارسات والانتهاكات "جميع المطالبين بالحرية والديمقراطية يتعرضون لانتهاكات شتى والقتل كذلك، هناك إبادة جماعية تحدث في سوريا ولدينا الكثير من الوثائق التي تثبت ما تتعرض له النساء في المناطق التي سيطرو عليها في الوقت الذي يلتزم فيه المجتمع الدولي الصمت، وبالرغم من ذلك يطلقون عليها اسم "الثورة"، ولكننا نرى أن ما يحدث ضد الثورة".

وتابعت "تعد النساء الأكثر تضرراً من هذه الانتهاكات والممارسات، فهناك مئات الآلاف من المهاجرين، في الأيام الأخيرة استقبلت مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ما يقارب من مئة ألف نازح، ولا تزال قوافل النزوح مستمرة، وهو قابل للزيادة لأن الهجمات على مدينة منبج من المحتمل أن تتسبب في نزوح الأهالي والتوجه نحو المناطق الآمنة في إقليم شمال وشرق سوريا".

ولفتت إلى أنه في دمشق، تتعرض النساء المتعلمات واللواتي تسعين إلى نشر فكر الحرية وعملن على توعية المجتمع والنهوض به، للقتل في الأيام الأخيرة "إن ما ارتكبه داعش سابقاً في شنكال عام 2014، ها هو اليوم يتكرر ولكن من قبل القوى التابعة للدولة التركية، أي السيناريو يعاد مرة أخرى، ولكن داعش لم يتلقى ذاك الدعم بقدر ما تتلقاه هذه القوة الآن، فدول الناتو قد أغمضت عينيها تماماً حيال ما يحدث وكأنها لا ترى الجرائم المرتكبة، لذا كقوى ديمقراطية تطالب بالحرية يجب أن تقاوم وتناضل لوقف الإبادة الجماعية بحقنا".

ونوهت فوزة يوسف إلى مرتزقة الاحتلال التركي الذي أقدم على اختطاف النساء اللواتي كن تلعبن دوراً ضمن المؤسسات وتشاركن في إدارة المنطقة "لدينا العديد من الفيديوهات لنساء تطلبن من قوات سوريا الديمقراطية مساعدتهن في النجاة من المرتزقة، من الضروري أن يدعم كل من يطالب بالحرية والحقوق والديمقراطية، المقاومة التي يبديها كل من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا".

وأضافت "كل هذه الهجمات والانتهاكات من ضمن مخططات الدولة التركية التي تقول للعالم أنه لا علاقة لها بما يحصل على أراضي سوريا، لا على العكس، فهي من خططت لكل ذلك، إنها تسعى لإنجاح مخططها الذي فشل عام 2014 إثر المقاومة التي أبديت في كوباني، واليوم تسعى لتنفيذ مخطط الاحتلال عن طريق مرتزقتها وإحياء داعش".

وشددت عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي فوزة يوسف على ضرورة التدخل الدولي العاجل فأن الخطر لا يحدق بسوريا ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا فقط، بل بجميع أنحاء العالم، داعية الجميع للوقوف أمام هذه المخططات يداً واحداً وإفشالها.

وقالت القيادية في وحدات حماية المرأة ypj روهلات عفرين في مداخلتها "منذ عشرة أيام وتشهد المنطقة هجمات كبيرة، بدءاً من الشهباء وحلب ومروراً بمنبج ووصولاً إلى سد تشرين، فالدولة التركية تستخدم المرتزقة لكسر إرادة النساء القياديات والمناضلات".

وأضافت "تقاوم وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية بكل ما أوتيت من قوة أمام الاحتلال التركي ومرتزقته في سعي منهم لعدم ارتكاب أي مجازر أو إبادات بحق النساء والشعب. كان من المتوقع أن يتم اتخاذ تدابير جدية من قبل المجتمع الدولي ولكن للأسف لم يتم إبداء أي رد فعل".

وأكدت على أنه أي مجتمع أو مكان إن لم يكن منظماً ولم يتم تنظيم قوات دفاع ذاتية وخاصة للدفاع عن المرأة وحماية الهوية، فإن لا حياة في ذلك المكان "على جميع التنظيمات النسائية تقديم الدعم للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا اللواتي تسعين للحصول على حريتهن وحقوقهن"، منددة بالصمت الدولي حيال ما تتعرض له المنطقة.

من جانبها تطرقت عضوة مؤتمر ستار جيان حسن، إلى ثورة روج آفا التي عرفت بثورة المرأة، لافتةً إلى أنه في البداية النساء الكرد من قدن الثورة ولكن لاحقاً انضم جميع مكونات المنطقة إلى الثورة، وتم تأسيس المؤسسات الخاصة بهن، والمشاركة في كافة المجالات ولعب دورهن، مشيرة إلى أنه منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يتم شن هجمات كبيرة على المنطقة، ما أسفر عن نزوح الآلاف من مدينة الشهباء، ليجبر أهالي عفرين القاطنين هناك للنزوح للمرة الثانية".

وأشارت إلى أن مرتزقة الاحتلال التركي أينما دخلوا يرتكبون انتهاكات وجرائم بحث الأهالي وخاصة النساء من اختطاف واغتصاب وقتل وإبادات "إنهم يسعون للقضاء على الانجازات التي حققتها النساء في المنطقة لذلك يتم استهدافهن وهو ما اتضح أكثر من خلال إقدامهم على قتل 3 نسويات في مدينة منبج، من بينهم عضوات تجمع نساء زنوبيا، يعتقدون بذلك أنهم يكسرون من إرادة المرأة ويثنونها عن التقدم، بل على العكس فهم بذلك يدفعون النساء لتصبحن يداً واحدة أكثر وتناهضن وتقاومن في وجه ما تتعرضن له".

واستنكرت الصمت الدولي حيال ما تتعرض له المنطقة وخاصة النساء، لافتة إلى أن "فور تسمية أعضاء حكومة تصريف الأعمال المؤقتة، أصدر بيان من قبل وزير العدل بعدم لعب المرأة دورها في مؤسسة القضاء، وهي أولى الخطوات فقط"، مشيرةً إلى مقاومة ونضال المرأة سيستمر، ولكن هناك حاجة إلى دعم جميع النساء والتنظيمات النسوية حول العالم للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا أجمع "يجب حماية مشروع الأمة الديمقراطية الساري في المنطقة والعمل على تعميمه لحماية جميع الحقوق والحريات".